تركيا: تقدّم قوي لمرشحي أردوغان... ومنافسة محتدمة بأنقرة واسطنبول

تركيا: تقدّم قوي لمرشحي أردوغان... ومنافسة محتدمة بأنقرة واسطنبول

30 مارس 2014
(أوزان كوزي،Getty)
+ الخط -

تُشير نتائج الانتخابات البلدية التركية الى تقدّم "مريح" لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، غير أنه لا يُمكن الركون الى هذا التقدّم، إذ تبدو نتائج أنقرة واسطنبول متأرجحة، مع تقدم لمرشح حزب لرئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، حتى الآن. أما في الصورة العامّة، فيتقدّم مرشحو حزب أردوغان بنسبة 47.91 بعد فرز نحو 35.24 في المئة من اجمالي صناديق الاقتراع.

وتقدم حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات البلدية بنسبة 47.91 في المئة ، في حين جاء في المرتبة الثانية حزب الشعب الجمهوري المعارض بنسبة 27.56 في المئة. وجاء في المرتبة الثالثة حزب الحركة القومية المعارض بنسبة 13.51 في المئة. وحصل حزب السلام والديموقراطية المعارض على نسبة 3.07 في المئة.

وبحسب موقع صحيفة "حرييت دايلي نيوز"، فإن اسطنبول تشهد معركة قاسية. ويتقدّم عضو "العدالة والتنمية"، رئيس البلدية الحالي، قادر توباش، بفارق ضئيل على منافسه عضو حزب "الشعب الجمهوري"، مصطفى ساري غول.
هذا التقارب في نتائج الفرز، دفع كلا المرشحان لاستباق الفرز النهائي للأصوات، واعلان كل منهما الفوز. وبعدما أعلن ساري غول الفوز، سارع منافسه توباش إلى عقد مؤتمر صحافي، أكد فيه أن النتائج تفيد بفوزه بالمنصب. وقال: "هذا تلاعب، لا يجب لأحد أن يصدق وكالة كيهان"، التي أعلنت فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري.

أما في أنقرة، فتبدو أيضاً النتائج غير محسومة. وأعلن مرشح "الشعب الجمهوري"، منصور يافاش تقدمه على رئيس البلدية الحالي، مرشح "العدالة والتنمية"، مليح كوكجيك، بفارق بسيط. وقال: "تلقينا نحو 50 في المئة من الأصوات وفقاً للمعلومات لدينا"، مطالباً الناخبين بمراقبة عملية العد حتى يتم تسليم النتائج إلى المجلس العليا للانتخابات.

وجاء هذا الاعلان مناقضاً لما أظهرته النتائج الأولية في أنقرة، من تقدم مرشح حزب العدالة والتنمية بنسبة 46.26في المئة من الأصوات التي تم فرزها حتى الآن وفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول".

أما في أضنة، فأشارت النتائج إلى تقدم مرشح حزب الحركة القومية، حسين سوزلو، بنسبة 33.31 في المئة من الأصوات التي تم فرزها حتى الآن.

من جهتها، ذكرت محطة "سي. إن. إن. تورك" التركية، أن حزب "الحركة القومية" اليمينية المتطرفة يحقّق تقدماً واسعاً في أضنة، وبنسبة 39.22 في المئة، بينما يحلّ "العدالة والتنمية" ثانياً بـ 29.35 في المئة، و"الشعب الجمهوري" ثالثاً بـ 27.87 في المئة.

وفي هكاري، يتقدّم حزب "السلام والديموقراطية" الكردي بنسبة 84.46 في المئة، و"العدالة والتنمية" 14.12 في المئة، وفي غازي عنتاب، يتصدّر "العدالة والتنمية" بنسبة 53.50 في المئة، يليه "الشعب الجمهوري" بـ 23.73 في المئة، و"الحركة القومية" بـ 12.42 في المئة.

وفي مدينة قيصري يتقدم "العدالة والتنمية" بنسبة 60.44 في المئة، يليه "الحركة القومية" بـ26.89 في المئة، ويتقدّم "العدالة والتنمية" في ريزة، مسقط رأس أردوغان، بنسبة 48.85 في المئة، يليه "الشعب الجمهوري" بـ 37.42 في المئة، وحزب "السعادة" الإسلامي بـ 9.5 في المئة.

وكان نحو 53 مليون ناخب قد توجّهوا الى 194498 مركز اقتراع، للادلاء بأصواتهم في الانتخابات البلدية التركية، اليوم الأحد. وأدّى الاحتقان السياسي الذي ساد تركيا في الأسابيع الأخيرة، الى ارتفاع نسبة الاقتراع بشكل كثيف، ما حدا بالسلطات التركية الى تمديد موعد اقفال صناديق الاقتراع من الخامسة الى الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي.

وتُعتبر هذه الانتخابات، المحطة الأهم في مسيرة رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، الذي تلقّى ضربات عدّة، في الأسابيع الأخيرة، ويسعى الى التعويض، في يوم اعتبر أنه "سيقرّر مصير تركيا".

وكان أردوغان أدلى بصوته، قرب منزله في أوسكودار، في اسطنبول، تحدّث الى الصحافيين قائلاً "ما يقوله الناس اليوم هو ما يعنيني، أكثر مما قيل في ساحات المدينة"، وأضاف "ما أن تفتح صناديق الاقتراع، لن يكون الباقي سوى حواشي للتاريخ".

وسيكون حجم التأييد لأردوغان حيوياً لتماسك حزبه مستقبلاً، ولقراراته الخاصة في شأن إمكانية ترشحه للرئاسة في أغسطس/آب المقبل.

وكانت الانتخابات بدأت بصورة متوتّرة، بعد اشتباكات متفرّقة في قرى البيرة وهيلفان، في مقاطعة الرها، وكيريخان، في مقاطعة هاتاي، وسقط ثمانية قتلى و23 جريحاً فيها. وشهدت مدينة طرابزون على البحر الأسود، حادثة غريبة، فقد انتحر أحد المقترعين بعد إدلائه بصوته. وكان الرجل يحمل مسدساً، حين حاصرته الشرطة بعد اقتراعه، فأطلق النار على نفسه. ولم تعطِ الشرطة اي تفاصيل اضافية.

وتُشير الاشتباكات الى السخونة التي تعتري الانتخابات، وإلى احتدام الصراع السياسي في البلاد، حيث يسعى حزب "العدالة والتنمية" الى الحصول على النسبة نفسها التي حققها في انتخابات 2009، أو تجاوزها، وهي 38.8 في المئة. ويُدرك أردوغان أن حصوله على نسبة تأييد أدنى من 36 في المئة، وهو أمر غير مرجّح، سيُشكّل صفعة قوية له، وسيُثير صراعاً على السلطة في الحزب. أما اذا كسب الحزب ثقة أكثر من 45 في المئة، فإنه قد يباشر تصفية الحسابات مع المعارضين في السياسة وأجهزة الدولة.

وقال رئيس معهد "آدم" البحثي في اسطنبول، سنان أولجين، إنه قد تثبت عدم "صحة الآمال بأن تحقق هذه الانتخابات الاستقرار والوضوح". وأضاف: "وصلنا إلى المرحلة التي تتحدّى فيها المعارضة الآن شرعية أردوغان في الحكم، ليس على أساس الدعم الانتخابي ولفقدانه الدعم الشعبي، ولكنها تُجادل بأنّه لم يعد مؤهلاً ولا مناسباً للحكم، إلا إذا أجاب بشكل كامل على الاتهامات الموجهة إليه بالفساد".

دلالات

المساهمون