تخوف إسرائيلي من سقوط السيسي

10 ابريل 2016
+ الخط -
التخوف الإسرائيلي من سقوط عبد الفتاح السيسي علني وغير خفي! فبعد تصريحات كثيرة شديدة المدح للسيسي، منها وصف صحيفة جيروازليم بوست بأنه "هبة الشعب المصري لإسرائيل"، ووصف صحيفة هآرتس له على أنه "بطل إسرائيل الجديد"، وتصريح وزير الشؤون الاستراتيجية الصهيوني يوفال شتاينتز أن "السيسي أثبت أنه منقذنا"، بدأت الأوساط الإسرائيلية في التخوف من احتمال سقوط السيسي، أو انهيار سلطته بشكل مفاجئ.
تحذر تصريحات كثيرة لمسؤولين وباحثين صهاينة من الأثر السلبي جدا لسقوط السيسي على أمن إسرائيل، ما دعا صحيفة يديعوت أحرنوت إلى أن تقول: على إسرائيل الصلاة من أجل السيسي، فهل يكتفي شخص مثل نتنياهو بالصلاة؟
الحقيقة أن استعداد العدو الصهيوني لسقوط السيسي بدأ مبكرا، بتضييق هامش المناورة أمام أي حكومة قادمة، حتى لو كان يقودها محمد مرسي بنفسه مدعوما بأكبر زخم ثوري يمكن تخيله، كما عمدت إسرائيل إلى قص أظافر مصر التي يمكن أن تستغل، لاحقاً، في حال سقوط السيسي ضد إسرائيل.
وفي وقتٍ كانت القاهرة تستقبل الوفود السياسية لبحث الأزمة التي تمر بها البلاد، عقب بيان الجيش، كانت الأوامر قد صدرت بهدم الأنفاق على طول الحدود مع قطاع غزة، وإقامة منطقة عازلة بعمق 5 كم داخل عمق سيناء، مزيلا مدينة رفح من الوجود، ومهجراً أهل سيناء من بيوتهم. وخلال عامين، ظل الجيش يقصف بلدات سيناء، فإسرائيل طالما صرحت أن تعمير سيناء أخطر عليها من القنبلة الذرية. وبهذه العملية، ضمنت إسرائيل خروج سيناء من سيطرة الجيش، بتمرير أسلحة نوعية، منها صواريخ مضادة للدروع إلى المتمردين في سيناء.
وصل بنا الحال اليوم من محاولة تعمير سيناء إلى صدور تصريحات إسرائيلية عن عرض مقدم من السيسي لإقامة دولة فلسطينية في سيناء، في مقابل حكم ذاتي لمحمود عباس في الضفة، وعدم مطالبة إسرائيل بالعودة إلى حدود 1967 التي ضيعها العسكر أيضاً.
عمل السيسي أيضا خدمة لإسرائيل على إضافة مانع مائي جديد بحفر تفريعة جديدة لقناة السويس، حيث أن وجود تفريعتين يجعل مهمة أي جيش في نقل قواته من غرب القناة إلى سيناء شبه مستحيل، فمن المستفيد؟
الآن، يبيع السيسي بجرة قلم جزيرتي تيران وصنافير التي توجد في قلب مدخل خليج العقبة، ما يفقد مصر أي فرصة مستقبلية لإغلاق المضيق في وجه إسرائيل. وبغض النظر عن أي خلفية تاريخية للجزيرتين، فإن جزيرة تيران تحديداً التي توجد على بعد 6 كم فقط من ساحل سيناء الشرقي لم تعد مصرية، وصار تهديد الممر الملاحي أمام إسرائيل صعباً للغاية. وفقدت مصر نقطة تفوق تاريخية جديدة.
يهدف الصهاينة من ذلك إلى تأمين الحدود الجنوبية مع مصر، بحيث لا تشن أي حرب عليهم، وفتح مضيق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية، فإغلاق هذا المضيق يخنق إسرائيل وتعتبر ذلك إعلان حرب عليها. وبالفعل، حصلت إسرائيل على قرار أممي بحرية الملاحة في المضايق بعد حرب 1956.
تعلم إسرائيل أن فرص بقاء السيسي ضئيلة، وهي تحاول استثمار فترة وجوده في تجريف الأرض أمام أي رئيس قادم، مهما كان مناصرا للقضية الفلسطينية، ورافضا للتطبيع مع إسرائيل ومقاوما له.
سرّعت تل أبيب من بناء سد النهضة الإثيوبي، وجعلت مصر تتنازل عن حقوقها في حقول الشمال، وأرغمتها على تهجير أهل سيناء، وهدم الأنفاق مع قطاع غزة، وبناء ترعة جديدة، تكون مانعاً إضافيا لنقل قوات من غرب القناة إلى سيناء، هذا غير تصفير الاحتياطي الدولاري، والتهاون في عودة أموال مصر المنهوبة من الخارج.
من هذا المثقف الذي قال إن حسني مبارك كان كنز إسرائيل الاستراتيجي؟ لعله لم ير ما يفعله السيسي الآن؟
08DFA7E1-C521-4841-9793-98636FBEE7A5
08DFA7E1-C521-4841-9793-98636FBEE7A5
أحمد نصار (مصر)
أحمد نصار (مصر)