بورصة مصر تهوي 5.3% لمغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي

بورصة مصر تهوي 5.3% لمغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي

26 يونيو 2016
ضعف البورصة جعلها مهيّأة للنزول بشكل سريع (Getty)
+ الخط -
هوى مؤشر البورصة المصرية بقوة في بداية تعاملات اليوم الأحد، في أول جلسة بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأوقفت إدارة البورصة المصرية التداول على 63 سهماً نصف ساعة، بعد تراجعها بأكثر من 5%.

وقال محللون ماليون إن التراجعات الحادة كانت متوقعة، خاصة مع الانهيارات التي طاولت البورصات الخليجية اليوم الأحد، وخروج استثمارات خليجية من البورصة المصرية لتغطية خسائرها في أسواق الخليج، حيث هبط مؤشر السوق السعودي بنسبة 2.4% عند 6391 نقطة (-160 نقطة)، وسط تداولات نشطة بلغت قيمتها نحو 1.8 مليار ريال بعد ساعتين من الافتتاح.

وهبطت بورصة دبي إلى أدنى مستوياتها في ما يقرب من شهر، ونزل المؤشر العام بنحو 3.04%، وهي أكبر وتيرة تراجع يومية في 6 أشهر ليصل إلى 3265.28 نقطة، وسط تراجع جماعي لأغلب الأسهم المتداولة.

 وحسب سماسرة فقد تراجع مؤشر EGX30 للأسهم المصرية بنحو 5.3% إلى مستوى 6869 نقطة، في نزول متوقع بعد الصدمة التي أصابت الأسواق الدولية يوم الجمعة الماضي، بعد إعلان نتيجة تصويت البريطانيين.

كما تراجع مؤشر EGX70 للأسهم الصغيرة والمتوسطة بمصر 2.5%، وكذلك مؤشر EGX100 الأوسع نطاقاً 3.2%.

وقال محمد النجار، رئيس قسم التحليل الفني في شركة المروة للسمسرة، إن هبوط البورصة اليوم يتماشى مع الانخفاضات الكبيرة التي شهدتها الأسواق العالمية والعربية بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي.


وأشار إلى أن الصناديق الأوروبية والبريطانية التي تستثمر في البورصة المصرية تبيع أسهمها من أجل تعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها.

وقال النجار إن البورصة المصرية كانت تعاني حالة ضعف خلال الفترة الماضية؛ وهو ما جعلها مهيأة للنزول بشكل سريع مع ظهور سبب قوي للتراجع.

وأشار إلى أن السوق يشهد اليوم حالة من الحذر والخوف، وهو ما يظهر في انخفاض قيم التداول حتى الآن، مضيفا أن السوق بعدما كسر مستوى المقاومة عند 7250 نقطة، والتي كان يدور حولها خلال الأيام الماضية، فإنه يستهدف حاليا النزول إلى مستوى 6500 نقطة.

وكانت البورصة المصرية قد أغلقت على تراجعات قوية في الجلستين الماضيتين، بعد فشل صفقة استحواذ شركة بلتون المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس على شركة سي أي كابيتال التابعة للبنك التجاري الدولي، وقرار البنك المركزي المصري رفع أسعار الفائدة 1% لاحتواء ارتفاع التضخم الذي قارب 13% بنهاية مايو/ أيار الماضي، والمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي مع وجود احتمال لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وهوت الأسهم الأوروبية بصورة حادة في تعاملات الجمعة الماضية، وخسرت نحو 650 مليار يورو (726 مليار دولار) من قيمتها السوقية بحسب وكالة رويترز.

ونزل مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 6.6%.

كما هبط مؤشر ستوكس يوروب 600 الأوسع نطاقاً بنسبة 7% إلى 321.9 نقطة، مسجلاً أكبر خسارة في يوم واحد منذ 2008.

وتراجعت أيضاً الأسهم الأميركية بشدة واتجه المستثمرون إلى الأصول التي تمثل ملاذاً آمناً، في الوقت الذي عزفوا فيه عن شراء الأصول التي تنطوي على مخاطر مثل الأسهم والبترول.

ووافق البريطانيون يوم الخميس الماضي على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، في قرار تاريخي تداعت أمامه البورصات العالمية، وهوى على إثره الجنيه الإسترليني 10% أمام الدولار، وهو مستوى لم يسجله منذ نحو 31 عاماً، كما انخفضت أسعار البترول 5% في نهاية تعاملات الجمعة.

وفي أسواق المعادن المصرية شهدت أسعار الذهب تذبذبا كبيرا في السوق المصري خلال تعاملات السبت، والجمعة، بعد تصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.

وقال شريف السرجاني، رئيس رابطة تجار الذهب، إن "السوق العالمي فيه لخبطة كبيرة بعد قرار بريطانيا .. السعر بيطلع وينزل".

ومع نزول البورصات العالمية وأسعار البترول، اتجه المستثمرون إلى الأصول التي تمثل ملاذا آمنا لأموالهم مثل الذهب وسندات الخزانة الأميركية حيث تعتبر ذات مخاطر أقل.

وتراجع سعر أوقية الذهب في نهاية المعاملات الفورية الجمعة إلى نحو 1317 دولارا، بعدما صعد في وقت سابق من التعاملات إلى نحو 1358 دولارا للأوقية، مسجلا أعلى مستوى له منذ مارس 2014.

وفي مصر، ارتفع سعر غرام الذهب عيار 21 بنحو 20 جنيها الجمعة إلى 410 جنيهات، لكن السعر تراجع السبت إلى نحو 405 جنيهات للغرام.

كما تذبذب سعر غرام الذهب عيار 22 حتى وصل أمس السبت إلى نحو 428 جنيها، وعيار 24 إلى نحو 467 جنيها.

واعتبر رفيق عباسي، رئيس شعبة صناعة الذهب في اتحاد الصناعات، أن حالة التذبذب في الأسعار حاليا طبيعية مع وجود مشكلة تهدد الاقتصاد العالمي، حيث يلجأ المستثمرون إلى الذهب باعتباره وسيلة آمنة كما أنه يمكن تسييلها بسرعة.

ويرى عباسي أن ارتفاع أسعار الذهب ليس في صالح تجار وصناع الذهب في مصر. "السوق يعاني ركودا شديدا مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، وعدم وجود فائض من الدخل للشراء لدى الأسر من الفئات متوسطة الدخل وفوق المتوسطة؛ وهم الزبون الأساسي لمحلات الذهب"، حسبما يقول عباسي.

وتوقع السرجاني أن تستمر حالة التذبذب في أسعار الذهب اليوم الأحد حتى تعود البورصات العالمية للعمل غدا الإثنين، وتظهر اتجاهات المتعاملين سواء بالبيع أو الشراء ويستقر سعر الأوقية في السوق العالمي.