امتدت المواجهات التي سادت جميع أنحاء مدينة القدس المحتلة، عقب استشهاد الشاب عبد الرحمن الشلودي، إلى أكثر من نقطة تماس في الضفة الغربية المحتلة، مما ينذر ببوادر انتفاضة جديدة، إذ شهد اليوم الجمعة تصعيدًا ضد قوات الاحتلال، أدى إلى وقوع مواجهات استشهد فيها طفل ببلدة سلواد شرق رام الله، وإصابة العشرات من الشبان ما بين حالات اختناق وجروح برصاص الاحتلال.
واندلعت المواجهات، تلبية للنداءات التي أطلقتها أوساط شعبية فلسطينية، نصرة للمسجد الأقصى، ودعماً للمقدسيين الذين يتعرضون لهجمة شرسة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط دعوات لانتفاضة شعبية فلسطينية واسعة في وجه اعتداءات وتفرد الاحتلال بالمقدسيين.
وشهدت معظم نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي مواجهات وصفت بـ"العنيفة"، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، فيما زاد من وتيرة استخدام القنابل الصوتية والغازية، وتعمد إطلاقها باتجاه المنازل والأطفال.
وأدت تلك الهبة الجماهيرية في الضفة المحتلة إلى استشهاد الطفل عروة عبد الوهاب حماد (14 عاماً) من سكان بلدة سلواد، شرق رام الله، برصاصة اخترقت مؤخرة رأسه. والطفل حماد يعود لعائلة فلسطينية، ويعيش والده في الولايات المتحدة، بينما سافرت والدته إلى الأردن، ليلة أمس الخميس، ليرقد عروة وحيداً في مجمع فلسطين الطبي بدون أمه وأبيه.
واستشهد حماد، خلال مواجهات عنيفة اندلعت في مسقط رأسه سلواد، نصرة للمسجد الأقصى، والتي أسفرت أيضًا عن إصابة ثلاثة آخرين بالرصاص الحي في أطرافهم السفلية، إذ وصفت المصادر الطبية الفلسطينية لـ"العربي الجديد" جراحهم بالمتوسطة.
كما خلفت تلك المواجهات العشرات من الإصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وحالات الاختناق، وتمكنت طواقم الإسعاف من تقديم العلاج لهم ميدانياً.
من جهة أخرى، أُصيب خمسة شبان بالرصاص الحي، خلال مواجهات عنيفة اندلعت في محيط سجن عوفر الإسرائيلي غرب رام الله، إضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين في محيط مخيم الجلزون شمال رام الله، بحسب ما أفادت المصادر الطبية لـ"العربي الجديد".
وامتدت المواجهات المناصرة للأقصى ولأهالي القدس إلى نقاط تماس أخرى. وانتفض العشرات من الشبان على نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي في مدينتي بيت لحم والخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وأسفرت تلك المواجهات عن إصابة العشرات من الشبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.