بطاقة حمراء من مونديال البرازيل إلى مسلسلات الفضائيات العربية

بطاقة حمراء من مونديال البرازيل إلى مسلسلات الفضائيات العربية

04 يونيو 2014
المونديال قد يطيح دراما رمضان (Getty)
+ الخط -
بات من المؤكد، مع ثبوت يوم الجمعة الموافق الثلاثين من شهر أيّار/مايو 2014 أوّل أيام شهر شعبان لعام 1435 هجري، ومع تحديد جدول مباريات كأس العالم، أنّ احتدام منافسات المونديال في دور الـ16، أي مرحلة خروج المغلوب من كلّ مباراة، في 28 يونيو/حزيران الجاري، سيكون متزامناً مع بدء شهر رمضان المبارك.

16 مباراة حامية، 8 منها في دور الـ16، و4 في دور الـ8، أي الدور ربع النهائي، ومباراتان في المربّع الذهبي، أي النصف نهائي، ومباراة المركز الثالث والرابع، تليها المباراة النهائية. وهي 16 مباراة ستحتلّ مساحة من ساعات العرض الدرامي الرمضاني، توصف بلغة التسويق التلفزيوني بأنّها "ساعات ذروة المشاهدة".

وقد حُدِّدَ توقيت مباريات دور الـ16 في الساعة (19.00) و(23.00) على التوالي، وذلك بتوقيت مكّة المكرّمة (+ 3 ساعات عن توقيت غرينتش)... الأمر الذي يعني عملياً اقتصار ساعات ذروة المشاهدة على ساعة ونصف الساعة فقط تمتدّ من الساعة 21.30 وحتى الساعة 23.00. أي منذ انتهاء المباراة الأولى (إذا لم يحصل تمديد للوقت) إلى حين بداية المباراة الثانية. وسيكون الساعة 22:00 بتوقيت مكّة المكرّمة موعد المباراة النهائية يوم 13 يوليو/تموز.

ومع ترتيب جدول مباريات كأس العالم على هذا النحو، سيكون على الفضائيات العربية ترتيب جدول عرض مسلسلاتها التلفزيونية، ونصب عيونها عرض مسلسل واحد فقط في ساعات الذروة، أو مسلسلين في أحسن أحوالها، على أن تعرضهما دون فواصل إعلانية، وعبر هذا العرض ستنافس هذه الفضائية مثيلاتها من الفضائيات الأخرى على استقطاب المعلن والجمهور على حدّ سواء، بعيداً عن منافسة محسومة لصالح مونديال البرازيل في أوقات الذروة الأخرى.

لا مفاجأة هنا بتقاطع سباقي الدراما الرمضانية وكأس العالم. لكنّ الجديد اليوم هو أن يحتلّ هذا الأخير ساعات الذروة الجماهيرية، تلك التي عادة ما تشتعل معارك يخوضها منتجو المسلسلات ونجومها الكبار داخل أروقة الفضائيات للاستئثار بها وفرض عرض مسلسلاتهم خلالها. وهذا ليس سراً يذاع للمرّة الأولى، لكنّ أيّ احتدام وأيّ ضغوط سيمارسها هؤلاء النجوم على الفضائيات وهم يتنافسون اليوم على ساعة عرض واحدة؟

تبدو الفضائيات اللبنانية إزاء هذه المعضلة هي الأقلّ خسارة، وقد استبعدت معظمها مسلسلات الدراما المصرية ذات التكلفة العالية عادة، واحتفظت بالحدّ الأدنى من مسلسلات الدراما السورية، معوّلة على برمجة مسلسلات لبنانية في خارطة عرضها الدرامي، وبالتالي ستنافس الفضائيات اللبنانية بالحدّ الأدنى من المسلسلات، لا بالعدد فقط بل بالأسعار أيضاً.

أما فضائية دبي فلا جدولة معلنة حتى الآن لبرامجها. وإن كان من المؤكّد أنّ مسلسل عبد الحسين عبد الرضا بعنوان "العافور" سيحتلّ ساعة الذروة اليتيمة. ودون ذلك فستضحّي القناة الخليجية بالنجم الخليجي وبجزء من أرباحها، فيما كشفت برمجة فضائيتي "أبو ظبي الأولى" و"أبو ظبي الإمارات" عن قرار "مؤسسة أبو ظبي للإعلام" بإمساك العصا من منتصفها، فاختارت أن تقدّم توليفة من الدراما المصرية والسورية والخليجية والأردنية على فضائية "أبو ظبي الأولى"، واكتفت بمسلسلات خليجية مع مسلسل سوري واحد على "أبو ظبي الإمارات". وفي المقابل سيكون على "mbc" التخلّي عن واحد من نجومها (عادل إمام، يسرا، أو نجوم باب الحارة) أو الدخول بهم في منافسة بوجه كأس العالم... وهي منافسة غير محسوبة وغير مضمونة النتائج بالتأكيد.

ربما تهرب الفضائيات الكبرى، اعتماداً على شهرة نجومها، من منافسة ساعات الذروة الرياضية المستجدّة في رمضان لتستحدث ساعة ذروة جديدة هي ساعة السحور الرمضاني. ويكون هذا فتحاً تلفزيونياً جديداً، يرجّح أن يكون على حساب برامج هذه الفترة التي تكون عادة برامج دينية.

في كلّ الأحوال لا مفرّ أمام الفضائيات العربية وشركات الإنتاج الدرامية من تلقّي بطاقة حمراء من مونديال البرازيل، ضريبة تشابك سباق كرة القدم العالمي والسباق الدرامي في شهر واحد.

المساهمون