باقة ورد

باقة ورد

14 يونيو 2014
+ الخط -
في خلاعة شديدة، علقت فنانة مصرية على نبأ زيارة عبد الفتاح السيسي السيدة، التي تعرضت لتحرش جماعي في ميدان التحرير، وتقديمه باقة ورد حمراء لها، بقولها: "يا ريتهم كانوا اتحرشوا بيّا أنا".
بالطبع، لا تمثل هذه الأمنية المازوخية كل المصريات؛ إلا أنها تعكس مشاعر قطاع لا بأس به من المصريين تجاه الرجل، بعد أن سوقته ماكينة الاعلام الرهيبة بينهم، باعتباره البطل المخلص، فكل أفعاله الخطأ محض صواب.
إن سكت وقت أن وجب الكلام، فهو حكيم.
وإن تكلم وقت أن وجب الصمت، فهو صاحب موقف ورؤية. 
يقتل برومانسية، ويسبل نظرات عينيه بصرامة، ويرقق صوته وهو يتحدث إلى النساء بقسوة!
باختصار، لم ولن يخطئ السيسي عند أنصاره.
وبما أن "الفأس وقعت في الرأس"، كما نقول في مصر، وأصبح السيسي رئيساً، فلنستمتع جميعاً برئاسته، وعلينا أن نعاونه على استكمال دوره المنوط به، وننبهه إلى ما خفي عنه، ربما.
أيها السيسي العادل؛ هناك تسع حالات تحرش واغتصاب تمت في ميدان التحرير، زرت منهنّ من تم تصويرها فقط، أما باقي البنات والسيدات فقد تجاهلتهن، وكرجل جنتلمان، هذا لا يليق.
أيها السيسي الحنون؛ هناك ست حالات اغتصاب موثقة، ارتُكبت في أقسام شرطة، لفتيات مصريات شريفات مناضلات، لم يقتص قضاء لشرفهن، ولم تأسف أنت على ما جرى لكرامتهن، ولا حتى بوردة.
أيها السيسي الذكر؛ هناك شباب مصري يافع ذو قوة وبأس وكرامة، تم انتهاك أعراضهم، وقـُصر في دور أحداث ورعاية اجتماعية، تم اغتصابهم بشكل منظم وممنهج في السجون، ومقار الاحتجاز، ولم تذهب لزيارتهم، وفي يدك رؤوس المجرمين، الذين أمروا بتلك الجرائم ونفذوها.
أيها السيسي المتدين؛ هناك دكتورة مصرية اسمها سماح، اعترضت على أن تشتمها السجانة، فتكالبت السجانات عليها، وجردنها من ثيابها، وأمرن سجينات جنائيات بالاعتداء عليها.
أيها السيسي المحافظ، قضاؤك الشامخ حكم على علاء عبد الفتاح، وآخرين، بخمسة عشر عاماً سجناً، لممارستهم حقهم في التعبير عن الرأي، وحقهم في التجمع. وقبلهم أحمد ماهر ومحمد عادل، حكم عليهم بثلاث سنوات، في حين حكم قضاؤك على عبد الفتاح الصعيدي، مدرب الكاراتيه، بسنتين فقط، لممارسته الزنا وتصويره رفيقاته من دون علمهن؛ أي أن عرض وشرف كل أسرة من الثماني عشرة أسرة، التي لطخت أسماؤها في الوحل، قدّره القضاء النزيه بخمسة أسابيع، في حين أن بضعة هتافات أطلقتها حناجر الشباب ينفثون بها عما في قلوبهم وضمائرهم كلفتهم ما تبقى من أعمارهم.
أحسب أن ما تبقى من عمر السيسي لن يكفي، لكي يقوم بزيارات اعتذار لمن أجرم في حقهم، وأعتقد أن كل ورود الدنيا ستنفد، قبل أن يقدمها السيسي للمصريين، لزوم التصوير التلفزيوني كاعتذار شكلي منه لهم، عما لاقوه من ظلم وعنت في سنة واحدة من حكمه.
   
51BD73CF-6742-4D3D-84E5-51D97F7FC82F
إسلام لطفي

كاتب وإعلامي مصري