من غير المعروف ما إذا كان قرار الاتحادات الكروية للدول الخليجية التي تساهم في حصار قطر، السعودية والإمارات والبحرين، المشاركة في بطولة كأس الخليج لكرة القدم، المقررة من 24 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي وحتى السادس من ديسمبر/كانون الأول المقبل في الدوحة، تعكس اتصالات سياسية جارية على مستوى حل الأزمة الخليجية، أم أنها ستبقى محصورة في المستوى الرياضي.
وتزامن قرار الاتحادات السعودية والإماراتية والبحرينية مع أجواء تتحدث عن احتمال حصول انفراج في الأزمة المستمرة منذ يونيو/حزيران 2017، لكنها لم تخرج من إطار تقديرات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن زيارة مفاجئة، تصر القاهرة على القول إنها مقررة سلفاً، للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أبوظبي للقاء ولي عهدها محمد بن زايد، اليوم الأربعاء.
Twitter Post
|
وكان نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد قال في تصريحات بعد لقائه مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في واشنطن، يوم الثلاثاء، إنه "تم خلال اللقاء التطرق إلى الخلاف الخليجي، والجهود الأميركية التي تقدرها دولة قطر لإعادة مجلس التعاون لسابق عهده، وقطر أبدت استعدادها للحوار غير المشروط والمبني على احترام سيادة الدول والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وأضاف المسؤول القطري أن "جهود وساطة الكويت في الأزمة الخليجية لا تزال مستمرة والزيارات التي قام بها مسؤولون كويتيون إلى السعودية وقطر في الآونة الأخيرة كانت في إطار الأزمة الخليجية".
في هذا الصدد، يقول الإعلامي القطري جابر الحرمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ثمة مؤشرات حقيقية هذه المرة على حدوث بداية لانفراجه في الأزمة، والرياضة تمهد الطريق للخروج من نفق الأزمة، وربما قبل القمة الخليجية المقبلة سيكون هناك مخرج سياسي". لكنه أكد أنّ "أي حل ستكون خطوته الأولى فتح الحدود ورفع الحصار"، موضحاً أن "لا معنى إطلاقاً لأي حلول على أزمة تبقى آثارها مستمرة كالحصار وإغلاق الحدود".
ومن المقرر أن تعقد القمة الخليجية المقبلة في شهر ديسمبر/ كانون الأول في دولة الإمارات.
وكان المستشار السابق لولي العهد الإماراتي، الأكاديمي عبد الخالق عبد الله، قد قال في تغريدة له على حسابه على تويتر": "أبشركم بتطورات مهمة لحل الخلاف الخليجي بأقرب مما تتوقعون"، دون أن يحدد طبيعة هذه التطورات.
Twitter Post
|
وعلّق عضو المجلس البلدي المركزي السابق في دولة قطر، حمد لحدان المهندي، على حسابه على " تويتر"، بالقول: "يتحدثون عن مؤشرات لقرب انتهاء الأزمة الخليجية، المؤشر الوحيد الذي تستطيع من خلاله أن تقول إن الأزمة الخليجية ستنتهي هو رفع الحصار، الأزمة بدأت بإجراءات فرض الحصار وتنتهي بإجراءات رفع الحصار، غير ذلك من المؤشرات هي مساع قد تنجح وقد تصطدم بعوائق وقد تتوقف".
Twitter Post
|
في السياق، تداول مغردون على "تويتر" تسريبات مفادها أن منتخبات دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين)، التي أعلنت مشاركتها في بطولة كاس الخليج الرابعة والعشرين، التي ستقام في الدوحة، ستصل في رحلات مباشرة من بلادها إلى مطار حمد الدولي، وهو ما يعد كسراً للحصار الجوي والبحري والبري المفروض من هذه الدول على قطر منذ الخامس من يونيو/حزيران 2017.
Twitter Post
|
ورد الكاتب والإعلامي جابر الحرمي على هذه المعلومات بالقول: "قد تكون الجماهير الرياضية مفتاحاً لفتح الحدود وإلغاء الحصار".
وانطلقت بطولة كأس الخليج عام 1970، أي قبل تأسيس مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس عام 1981.
ويتوقع مراقبون حضور جماهير غفيرة من بلدان الحصار، خاصة من السعودية، في البطولة الخليجية التي تعد الأكثر شعبية ومتابعة بين جماهير الكرة في دول الخليج، وهو ما قد يستدعي فعلاً من دول الحصار والسعودية على وجه التحديد، التي ترتبط بحدود برية مع قطر، فتح معبر سلوى بين البلدين، والسماح لجماهيرها بالسفر إلى قطر لحضور فعاليات البطولة.
في غضون ذلك، يبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، زيارة رسمية لدولة الإمارات، كانت مجدولة من الأسبوع الماضي، بحسب مصدر حكومي مصري، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ الرئاسة أبلغت الوزراء والمسؤولين المعنيين بإلغاء فعاليتين للسيسي كان من المقرر عقدهما نهاية هذا الأسبوع بسبب هذه الزيارة.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قد جدّد في افتتاح الدورة العادية لمجلس الشورى القطري، مطلع الشهر الجاري، موقف بلاده من الأزمة الخليجية، بالتأكيد على "الاستعداد للحوار لحلّ الخلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي، وفي إطار ميثاقه على أسس أربعة: الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، وعدم الإملاء في السياسة الخارجية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".