دخلت، اليوم الخميس، قافلة إغاثية مقدمة من الأمم المتحدة إلى الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، في وقت تواصل قوات النظام السوري قصفها على المدينة ومحاولات اقتحامها.
وقال الناشط محمد الشامي إن قافلة المساعدات الإنسانية التي دخلت الغوطة مكونة من 25 شاحنة مقدمة من الأمم المتحدة، دخلت بإشراف فرق من الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر، بعدما كانت تنتظر سماح قوات النظام لها بالمرور من معبر مخيم الوافدين إلى دوما.
ودخلت أخيراً قافلة مساعدات أممية مكونة من قرابة خمسين شاحنة مفرغة من المواد الطبية على دفعتين إلى مدينة دوما، التي تضم أكثر من 200 ألف مدني محاصرين، وفق مصادر محلية.
وكان الهلال الأحمر قد أجلى دفعتين من المرضى والجرحى خلال اليومين الماضيين من الغوطة للعلاج في مستشفيات مدينة دمشق، وذلك بعد اتفاق بين "جيش الإسلام" وروسيا بوساطة أممية.
في هذه الأثناء، قُتل اثنا عشر مدنيّاً على الأقل وجرح آخرون جراء غارة جوية من النظام السوري على الأحياء السكنية في مدينة زملكا بغوطة دمشق الشّرقية.
وأشار مصدر من "مركز الغوطة الإعلامي" لـ"العربي الجديد"، إلى أن الحصيلة مرشحة للزيادة بسبب وجود مصابين بجروح خطرة وعالقين تحت الأنقاض، في ظل استمرار القصف من قوات النظام على المدينة.
وفي وقت سابق، قتل خمسة مدنيين، بينهم عاملان في المجال الطبي والإنقاذ، اليوم، جراء القصف المستمر من قوات النظام السوري على الأحياء السكنية في بلدة حزة بالغوطة.
وقال الناشط حازم الشامي لـ"العربي الجديد"، إن طيران قوات النظام قصف الأحياء السكنية في بلدة حزة بالغوطة، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة آخرين بجروح، مشيراً إلى أن من بين القتلى عامل إنقاذ في فرق الدفاع المدني، وعاملاً في الكادر الطبي في مركز الرحمة بالبلدة.
وأوضح الناشط أن عاملي الإنقاذ قُتلا خلال محاولتهما انتشال الجرحى سيراً على الأقدام في البلدة، بسبب عدم تمكن سيارات الإسعاف من التنقل، في ظل انسداد معظم الأحياء بركام القصف العنيف.
وفي غضون ذلك، تعرضت مدينة دوما لقصف من قوات النظام بالصواريخ، وذلك أثناء دخول قافلة المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة إلى المدينة.
وألقى طيران النظام المروحي براميل متفجرة على مدينة حمورية، وبلدتي سقبا وجسرين، موقعاً أضراراً مادية جسيمة، بحسب ما أفاد به "مركز الغوطة الإعلامي"، في حين نقلت وسائل إعلام عن وزارة الدفاع الروسية بدء "هدنة إنسانية" جديدة في الغوطة لمدة يومين.
مئات العائلات تغادر الغوطة
خرج مدنيون جلهم أطفال ونساء، ظهر اليوم، من الغوطة الشرقية إلى مناطق سيطر عليها النظام السوري في وقت سابق، إثر الحملة العسكرية البرية على الغوطة، إذ فتح النظام السوري ممراً بين مدينة حمورية والمنطقة التي سيطر عليها مؤخراً في ناحية بيت سوى.
وأكدت مصادر من الغوطة الشرقية لـ"العربي الجديد" خروج مئات العائلات من مدينة حمورية باتجاه مناطق سيطرة النظام، بعد تقدم الأخير والسيطرة على الأجزاء الشرقية من المدينة، ومحاولته مواصلة التقدم في محور بلدة جسرين جنوب حمورية.
وأضافت أن قوات النظام أجبرت المدنيين والأطفال على الهتاف "بالروح بالدم نفديك يا بشار" خلال عبورهم نقاط التفتيش.
وبحسب المصادر أيضاً، فقد سيطرت قوات النظام على الأجزاء الشرقية والشمالية الشرقية من مدينة حمورية بعد قصف جوي ومدفعي عنيف، أسفر عن وقوع عشرات القتلى الجرحى.
ويحاصر النظام السوري قرابة 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية، وتمكن النظام من عزلهم في ثلاثة جيوب بعد عملية عسكرية برية بمساندة من الطيران الروسي.
وفي سياق متصل، أعلن "جيش الإسلام" أن قوات النظام حاولت اقتحام بلدة الريحان والبساتين المحيطة بها في شمال شرق دوما منذ الصباح وسط تمهيد مدفعي وصاروخي.
وقال "جيش الإسلام" إن عناصره تصدوا لمحاولة الاقتحام، مشيراً إلى أن المواجهات أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوات المقتحمة.
كما نفت الهيئة السياسية في فصيل "جيش الإسلام"، عبر بيان لها، إبرام أي اتفاق مع قوات النظام السوري في ما يخص الغوطة الشرقية.
إلى ذلك، تحدثت مصادر إعلامية روسية عن استخدام قوات النظام السوري مدافع الهاون الروسية "إم-240" في العمليات ضد الغوطة الشرقية.
ويُعتبر مدفع "إم-240"، وفق المصادر، من أقوى مدافع الهاون المقطورة في العالم، حيث تستطيع قذيفته البالغ وزنها 130.7 كيلوغراماً أن تدمر ما تحت الأرض، مشيرة إلى أن وزن القذيفة قد يصل إلى 230 كيلوغراماً.