النظام السوري يواصل قصف الغوطة وسقوط ضحايا مدنيين

النظام السوري يواصل قصف الغوطة... وإجلاء أول دفعة من الجرحى

جلال بكور

avata
جلال بكور
13 مارس 2018
+ الخط -
قُتل 18 مدنياً على الأقل، وأُصيب آخرون، جراء استمرار القصف الجوي والمدفعي من قوات النظام السوري، على بلدات ومدن الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، بينما تمّ إجلاء أول دفعة من الجرحى والمرضى المحاصرين، مقابل إطلاق سراح أسرى لدى فصيل "جيش الإسلام" المعارض، بعد التوصل إلى اتفاق مع روسيا، بوساطة الأمم المتحدة.

وقال الناشط محمد الشامي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "طيران النظام السوري، قصف في وقت مبكر صباح اليوم الثلاثاء، الأحياء السكنية في بلدة سقبا، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين، في حصيلة أولية، إضافة للعديد من الجرحى، بينهم أطفال".

وظهراً، قتل وجرح مدنيون جراء تجدد القصف الجوي من الطيران الحربي التابع للنظام السوري على مدن وبلدات غوطة دمشق المحاصرة.

وقال "المكتب الإعلامي في بلدة عين ترما" إن طيران النظام الحربي والطيران الروسي قصفا الأحياء السكنية في بلدة عين ترما بالغوطة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وجرح العشرات.

في غضون ذلك، تحدث "مركز الغوطة الإعلامي" عن وقوع جرحى بين المدنيين جراء قصف بأكثر من عشر غارات جوية على مدينتي عربين وحمورية بالغوطة المحاصرة.

وأفاد "المكتب الإعلامي الموحد في مدينة عربين" بمقتل أربعة مدنيين، بينهم طفل، متأثرين بجروح أصيبوا بها جراء القصف الجوي من قوات النظام على المدينة.

وكان الطيران الحربي التابع للنظام، قد قام بقصف بلدة سقبا، بعد منتصف الليلة الماضية، تلاه قصف مدفعي، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، فضلاً عن وقوع جرحى، وأضرار مادية جسيمة.

وطاول قصفُ طيران ومدفعية قوات النظام، مناطق في مدينة حرستا، وبلدتي جسرين وكفربطنا، ما أوقع إصاباتٍ بين المدنيين، وأضراراً مادية جسيمة.

ودخلت الحملة العسكرية للنظام وروسيا على الغوطة الشرقية بريف دمشق، أسبوعها الرابع، وقد أوقعت أكثر من ألف قتيل وآلاف الجرحى، ومكّنت النظام من تحقيق تقدّم على الأرض، وشطر المنطقة المحاصرة إلى ثلاث مناطق.



إلى ذلك، تمّ، صباح اليوم الثلاثاء، إجلاء أول دفعة من الجرحى والمرضى المحاصرين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مع عائلاتهم، مقابل إطلاق سراح أسرى لدى فصيل "جيش الإسلام"، بعد التوصل إلى اتفاق مع روسيا، بوساطة الأمم المتحدة.

وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "25 جريحاً ومريضاً من ذوي الحالات الحرجة مع عائلاتهم، غادروا الغوطة الشرقية من معبر مخيم الوافدين، بعد اتفاق بين فصيل جيش الإسلام وروسيا بوساطة أممية، مقابل إطلاق سراح أسرى معتقلين لدى الفصيل المعارض، من عناصر قوات النظام السوري".

ومن جانبه، أعلن  مركز المصالحة الروسي في حميميم، خروج أول مجموعة مدنيين من بلدة دوما في الغوطة الشرقية، عبر معبر الوافدين، إلى مناطق سيطرة النظام في دمشق.

وأوردت قناة حميم الروسية على "فيسبوك"، أنّ موسكو قد توافق على قرار وقف إطلاق النار "المؤقت" في الغوطة الشرقية، فيما لو قرر "المسلحون" عدم المغادرة، ولكن شرط الإبقاء على مناطق النفوذ كما هي الآن.

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، قال منسق الأمم المتحدة المقيم في سورية علي الزعتري، لـ"رويترز" إنّه من المتوقع إجلاء مدنيين من الغوطة الشرقية، منهم حالات صحية خاصة. 

وكشف فصيل "جيش الإسلام" المعارض، أمس الإثنين، عن التوصّل إلى اتفاق مع روسيا، بوساطة الأمم المتحدة، يقضي بإجلاء الجرحى والمصابين من الغوطة المحاصرة.

كما قدّمت الولايات المتحدة، مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي، أمس الإثنين، دعت فيه إلى وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، وطلبت من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، "الإسراع بإعداد مقترحات لمراقبة تنفيذ وقف القتال وأي تحرك للمدنيين".



وقالت نيكي هيلي مندوبة واشنطن في مجلس الأمن، إنّ القرار 2401 الذي اعتمده المجلس قبل أسبوعين "فشل"، مضيفة "لقد قمنا بصياغة مشروع قرار جديد لا يسمح بأي التفاف" عليه.

من جهته، اتهم غوتيريس، خلال إفادته أمام مجلس الأمن، النظام السوري بـ"رفض السماح بإدخال مساعدات طبية للمرضى في الغوطة الشرقية"، مؤكداً أن "الحصار مستمر على الغوطة ووصول المساعدات الإنسانية متعثر"، ووصف بدوره الوضع الإنساني هناك بـ"المزري".

وكان مجلس الأمن الدولي قد توصّل في 24 فبراير/شباط الماضي، إلى القرار 2401 الذي ينص على هدنة لمدة 30 يوماً في عموم سورية، إلا أنّ قوات النظام واصلت عملية اقتحام الغوطة، بُعيد ساعات من صدور القرار.


في غضون ذلك، تدور معارك عنيفة بين فصائل المعارضة السورية المسلحة، وقوات النظام، في محور الأفتريس شرقي بلدة سقبا، وفي محاور مدينة حرستا والأطراف الغربية من مدينة دوما، في محاولة تقدّم جديدة من قوات النظام في الغوطة المحاصرة.

وتمكّنت قوات النظام، مؤخراً، من تقطيع أوصال الغوطة الشرقية، وفصلها إلى ثلاث مناطق، بعد سيطرتها على بلدة مديرا، والتقدم في محيط مدينة حرستا.


وباتت الغوطة الشرقية حالياً مقسّمة إلى ثلاثِ رُقَعٍ جغرافية، أولها شمال الغوطة، ومركز هذه الرقعة مدينة دوما، حيث معقل "جيش الإسلام"، وثانيها جنوب الغوطة أو ما كان يعرف بالقطاع الأوسط، ويضم عدة مدن وبلدات، أشهرها عربين، حمورية، كفربطنا، سقبا، عين ترما وصولاً إلى حي جوبر، وتُعتبر هذه المناطق معاقل لـ"فيلق الرحمن"، فيما فُصلت مدينة حرستا (غرب الغوطة) بالكامل عن محيطها، وهي مركز حركة "أحرار الشام" في الغوطة، وباتت محاصرة من كل جهاتها، من دون أي اتصالٍ جغرافي مع المنطقتين المذكورتين شمال وجنوب الغوطة.


بدوره، أعلن فصيل "جيش الإسلام" المعارض، عن تدمير دبابة وقتل 17 عنصراً من قوات النظام، في صد عملية تقدّم لها، على محور بلدة الريحان شمال شرقي مدينة دوما.

ويواصل الطيران الحربي الروسي، والتابع للنظام السوري، قصف الغوطة الشرقية بريف دمشق، في أعنف حملة عسكرية منذ فترة، أسفرت حتى الآن عن مقتل ألف مدني، بينهم نحو 150 طفلاً، بينما يحاصر 400 ألف مدني فيها، منذ عام 2013.


(*مصدر الصور: Getty)

ذات صلة

الصورة

سياسة

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة استهدفت كتيبة عسكرية ومستودعات أسلحة في محيط مطار حلب الدولي، ما أسفر عن سقوط 42 قتيلاً.
الصورة

سياسة

كشفت مقررة الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، اليوم الأربعاء، أنها تلقت تهديدات عديدة خلال عملها على إعداد تقريرها بشأن قطاع غزة.
الصورة

سياسة

وصف يسرائيل كاتس الأمم المتحدة بأنها "منظمة معادية للسامية وإسرائيل"، بعد أن دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى وقف لإطلاق النار
الصورة

سياسة

قُتل 40 شخصاً على الأقل، وجُرح العشرات، في إطلاق نار أعقبه اندلاع حريق، مساء اليوم الجمعة، في صالة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو.