النظام السوري يواصل قصف إدلب... بغطاء سياسي وعسكري روسي

النظام السوري يواصل قصف إدلب... بغطاء سياسي وعسكري روسي

أمين العاصي

avata
أمين العاصي
05 يونيو 2019
+ الخط -

لم يتردد النظام السوري، وحلفاؤه الروس، في مواصلة قتل المدنيين في شمال غربي سورية، في عيد الفطر، أمس الثلاثاء، في سياق الحملة العسكرية التي بدأها الطرفان منذ أكثر من شهر، بهدف انتزاع السيطرة على مناطق المعارضة، من خلال قوة تدميرية هائلة تحصد أرواح مدنيين بشكل يومي، وتهدم مراكز طبية ومستشفيات، في الوقت الذي تُسقط فيه موسكو كل المساعي الإقليمية والدولية لإيقاف المحرقة بحق ملايين المدنيين. ومع هذا العنف المتزايد، نجحت قوات النظام والمليشيات الموالية لها بالسيطرة على قرية القصابية، أول من أمس الإثنين، لتكون أول قرية ضمن حدود محافظة إدلب الإدارية تسيطر عليها في حملتها الأخيرة.

إلى ذلك، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول، أمس الثلاثاء، أن "تركيا تواصل مباحثاتها مع كل من له علاقة بملفات سورية وإدلب ومنبج وشرق الفرات". وأعلن أنه مستعد للتباحث مع نظيريه الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين عند أي حالة طارئة بخصوص إدلب، متمنياً وقف قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة في إدلب. وكرر انتقاده لدعم الولايات المتحدة "تنظيمات إرهابية" في سورية بالسلاح والعتاد.

وفي اليوم الأول من أيام عيد الفطر، قتل وأصيب مدنيون في غارات نفذتها طائرات النظام السوري ومقاتلات روسية على عدّة مدن وبلدات في ريف إدلب. وقال مصدر من الدفاع المدني، لـ"العربي الجديد"، إن الطائرات الحربية قصفت مدينة خان شيخون، جنوب إدلب، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين. وطاول القصف قرية دير سنبل في جبل الزاوية في ريف إدلب، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخر، في وقت كانت فيه الطائرات تقصف مدينة أريحا، وقرى معرة حرمة وكرسعة والشيخ مصطفى وسفوهن والفطيرة.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، مقتل طفل وإصابة عدة مدنيين، جراء غارات جوية من طائرات النظام طاولت مناطق في قرية دير سنبل في ريف إدلب الجنوبي. وأشار "المرصد" إلى أن طائرات النظام نفذت، صباح أمس، 26 غارة جوية طاولت مناطق في قرى وبلدات الهبيط، ومعرة حرمة، وترملا، وخان شيخون، والأطراف الغربية لمدينة معرة النعمان، والشيخ مصطفى، وبسنقول، وأطراف أريحا، واحسم، ومشون، وكورة، والسحاب، والفطيرة بريفي إدلب وحماة. وأوضح أن المروحيات ألقت عدة براميل متفجرة طاولت مناطق في النقير بالريف الجنوبي من إدلب، فيما قصفت قوات النظام البرية مناطق في اللطامنة وكفرزيتا بريف حماة الشمالي، ما تسبب باندلاع حرائق بالمحاصيل الزراعية، وفق "المرصد". وكانت قوات النظام قد استهدفت، مساء الإثنين الماضي، مدينة كفرنبل بـ14 صاروخاً، ما أدى إلى إصابة مستشفى الخطيب ومخبز البركة بأضرار كبيرة، أخرجتهما من الخدمة. وذكرت مصادر محلية أن خروج مستشفى الخطيب من الخدمة جعل مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي بلا مراكز طبية، بعد خروج مستشفياتها الأربعة من الخدمة نتيجة القصف الجوي من قبل طيران النظام ومقاتلات روسية. وفتحت مواصلة استهداف النظام وروسيا للمستشفيات الجدل بين الأوساط الطبية في إدلب حول جدوى تسليم الأمم المتحدة إحداثيات المنشآت الصحية، في حين ذهب البعض إلى أن إعطاء المنظمة الأممية الإحداثيات قد يساعد في تجريم النظام في المستقبل ولن يزيد من استهدافها.



إلى ذلك، سيطرت قوات النظام السوري مدعومة بسلاح الجو الروسي، أمس الثلاثاء، على قريتي الحميرات والحردانة، شمال غربي حماة، بعد اشتباكات أدت إلى انسحاب فصائل المعارضة منهما. لكن مصادر في فصائل المعارضة السورية قللت من أهمية القريتين، مشيرة إلى أنهما كانتا بحكم الساقطتين نارياً بعد سيطرة قوات النظام، الإثنين الماضي، على قرية القصابية، جنوب إدلب، لتكون أول قرية تسيطر عليها في حملتها الأخيرة ضمن حدود محافظة إدلب الإدارية. وتحت غطاء ناري روسي غير مسبوق، حقّقت قوات النظام خلال مايو/ أيار الماضي، تقدماً على حساب فصائل المعارضة، فسيطرت على مناطق عدة، هي مدينة قلعة المضيق، وبلدة كفرنبودة، وقرية الجنابرة، وتل هواش، وقرى الجابرية، والتوبة، والشيخ إدريس، والكركات، والمستريحة، والتوينة، والشريعة، وباب الطاقة، والحويز والحمرا. وأكدت مصادر في فصائل المعارضة مقتل سبعة عناصر من المليشيات التابعة للنظام، أمس الثلاثاء، بقصف الفصائل بالمدفعية الثقيلة وصواريخ محلية الصنع قرية الحميرات بريف حماة الشمالي. كما دمرت فصائل المعارضة، أمس، بصاروخ مدفعاً لمليشيات موالية للنظام غرب قرية القصابية في ريف إدلب الجنوبي.

في موازاة ذلك، أكدت مصادر إعلامية معارضة دخول رتل عسكري تركي، مكوّن من ست مصفحات ونحو 10 سيارات دفع رباعي، إلى الأراضي السورية، أمس الثلاثاء، متجه إلى نقطة المراقبة العسكرية التركية في قرية شير مغار بريف حماة الشمالي. وكانت هذه النقطة قد تعرضت لقصف مدفعي من قبل قوات النظام أثناء الحملة العسكرية الراهنة التي بدأت أواخر إبريل/ نيسان الماضي. وكان الجيش التركي قد أنشأ 12 نقطة مراقبة على حدود منطقة خفض التصعيد الرابعة التي تضم محافظة إدلب ومحيطها في سياق تفاهمات أستانة وسوتشي. وتتوزع نقاط المراقبة التركية في 12 موقعاً في أرياف حلب وإدلب وحماة واللاذقية. وتقع النقطة الأولى في قرية صلوة بريف إدلب الشمالي، والثانية في قلعة سمعان بريف حلب الغربي، والثالثة في جبل الشيخ عقيل بريف حلب الغربي. أما النقطة الرابعة ففي تلة العيس بريف حلب الجنوبي، والخامسة في تل الطوقان بريف إدلب الشرقي، والسادسة قرب بلدة الصرمان بريف إدلب الجنوبي. وتأتي النقطة السابعة في جبل عندان بريف حلب الشمالي، والثامنة في الزيتونة في جبل التركمان، والتاسعة في مورك بريف حماة الشمالي. وتقع النقطة العاشرة في الراشدين الجنوبية بريف حلب الغربي، والحادية عشرة في شير مغار بريف حماة الغربي، والأخيرة في جبل اشتبرق بريف إدلب الغربي.

إلى ذلك، لا تزال روسيا تصر على إفشال المساعي الإقليمية والدولية الهادفة إلى وضع حد لـ"المحرقة" في إدلب، إذ منعت البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة، مساء الإثنين، إصدار مشروع بيان حول سورية قدّمته الكويت وألمانيا وبلجيكا لمجلس الأمن، بزعم "عدم جواز المبالغة في خصوصية الوضع في إدلب". وزعمت البعثة الروسية أن مشروع البيان، المقدم من قبل الدول الثلاث، "تجاهل تماماً حقيقة خضوع إدلب لسيطرة تنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) الإرهابي"، وفق البيان الذي نقلته وسائل إعلام روسية. وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قد زعم، أول من أمس، أن فصائل المعارضة تستخدم محافظة إدلب لشن هجمات على القوات الروسية، واصفاً استمرار هذا الأمر بـ"المرفوض". وجاء كلام بيسكوف في تصريح صحافي رداً على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي دعا إلى الوقف الفوري لقصف محافظة إدلب. وتحاول موسكو ربط وقف إطلاق النار في شمال غربي سورية، بتثبيت حدود المنطقة وفق نقاط السيطرة الجديدة، ما يعني بقاء مدينة قلعة المضيق وبلدة كفرنبودة وقرى عديدة سيطرت عليها قوات النظام أخيراً، تحت سلطة الأخيرة. لكن الطلب الروسي بتعديل الخرائط المتفق عليها سابقاً، وإبقاء المناطق الجديدة التي سيطر عليها النظام تحت سلطته، قوبل برفض شديد من أنقرة، التي تطالب بانسحاب قوات بشار الأسد إلى النقاط المحددة وفق اتفاق خفض التصعيد الموقّع قبل عامين.

ذات صلة

الصورة
تظاهرات في إدلب ضد هيئة تحرير الشام، 24 مايو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

اعتقل جهاز الأمن التابع لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، الجمعة، شابين اثنين من المشاركين في تظاهرات ضمن الحراك الثوري في ريف محافظة إدلب.
الصورة
قمع الحراك ضد "تحرير الشام"

سياسة

بعد أيام من تحذير زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني من "تجاوز الخطوط الحمراء" تم استخدام القوة لوقف الحراك ضد "تحرير الشام" في إدلب.
الصورة
إضراب معلمي إدلب العربي الجديد 9 مايو 2024

اقتصاد

نظم معلمون في مدارس محافظة إدلب الخميس، وقفة أمام مبنى رئاسة الوزراء التابعة لـ"حكومة الإنقاذ"، شمال غربي سورية، ضمن احتجاج المعلمين في إدلب لتحسين أوضاعهم
الصورة
تحرك طلابي في إدلب السورية (العربي الجديد)

مجتمع

نظّم طلاب جامعيون سوريون وفلسطينيون في إدلب السورية، اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية تحت عنوان "انصر غزة"، رفضاً للعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع..