النظام السوري يعايد مدينة دوما بـ17 قتيلاً

04 أكتوبر 2014
بلغت ديون مستشفى دوما 300 ألف دولار (الأناضول)
+ الخط -
ارتفع عدد ضحايا مجزرة دوما، الجمعة، الى 17 قتيلاً، فضلاً عن عشرات الجرحى، بينهم 35 حالة خطرة، بعد استهداف غارتين من قبل طائرات الـ"ميغ"، التابعة للنظام السوري، الأحياء السكنية، قبل يوم واحد من عيد الأضحى.

وأفاد أحد كوادر الدفاع المدني في المدينة، ويدعى أكرم أبو علي، "العربي الجديد"، بأن "طائرات النظام نفّذت غارتين، إحداهما في منطقة المدارس، لكن الطلاب لم يتواجدوا في المدارس بسبب العطلة، وإلا كان عدد الضحايا أسيرتفع أضعافاً مضاعفة". وأوضح أن "سكان المنطقة المحيطة بالمدارس، والمواطنين المتواجدين في السوق، الذي يتوسط المنطقة، هم من أُصيبوا في الغارتين". ولفت إلى أنهم "وضعوا أجهزة إنذار مبكر ويقومون بحملات للتوعية بهدف الحدّ من عدد الضحايا".

وتواجه المدينة صعوبات بالغة في علاج الجرحى، خصوصاً أن المجازر تتوالى، فقد سجّل مكتب الرصد والتوثيق سقوط 285 في شهر سبتمبر/أيلول الماضي.

وعن الوضع الطبي، كشف أحد الكوادر الطبية في مدينة دوما، الطبيب ماجد أبو علي، لـ"العربي الجديد"، عن أن "غرفة العمليات، في المستشفى الرئيسي في دوما، أُغلقت منذ نحو أسبوع، والسبب عدم وجود الموارد، ويجري الآن العمل في نقطة طبية احتياطية للحالات الطارئة والصعبة، باستيعاب وإمكانيات أقلّ".

وأضاف بأن "ديون مستشفى دوما بلغت نحو 300 الف دولار". وأوضح أن "المستشفى هو الوحيد الضخم في المنطقة، ويقصده المرضى والمصابون من مختلف بلدات الغوطة الشرقية، ويُجري يومياً نحو 15 عملية جراحية، كلفة العملية الواحدة نحو 300 دولار، ولكن منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، لم تتلقّ غرفة العناية المركزة في المستشفى أي دعم".

ووصف الطبيب دعم "الائتلاف الوطني" ووزارة الصحة في الحكومة المؤقتة، بـ"المخزي والمخجل". وأضاف "ممكن وصفه بأسوأ من ذلك بكثير".

وأشار إلى أن "دمشق وريفها هي أكبر تجمّع سكاني، والغوطة الشرقية هي أكبر منطقة محاصرة، والدعم المقدم لها لا يوازي حجمها. هناك سوء تنظيم وبطء استجابة واضح في الوزارة". وأضاف "ليس المطلوب من الوزارة أن تكون جهة دعم، ولكن على الأقل أن تكون جهة منظمة للعمل الطبي، ترفع صوتنا وتتحدث بمتطلباتنا".

وعن دعم المنظمات من خارج الائتلاف والحكومة، قال إن "المناطق الخاضعة للحصار، لا يُمكن أن تستفيد سوى من الدعم المالي، بسبب صعوبة دخول الكوادر الطبية إلى المنظمات الداعمة، وعدم القدرة على ايصال المواد الطبية العينية، مما يؤدي بتلك المنظمات إلى الاتجاه إلى المناطق، التي يمكن الوصول إليها بسهولة".

وحول النقص في الدم، والطلب من المواطنين عبر مكبّرات الصوت في الجوامع التبرّع بالدمّ، يوضح الطبيب أبو علي أن "هذا أصبح طقساً يومياً، فدوما اليوم تذبح دون معين، وليس لها سوى أبنائها المحاصرين، بتعاضدهم وتعاونهم يحاولون أن يقهروا الموت".