المنتدى الاقتصادي البريطاني القطري..ما بعد بريكست

المنتدى الاقتصادي البريطاني القطري..ما بعد بريكست

26 مارس 2017
البنك المركزي البريطاني (فرانس برس)
+ الخط -

يبدأ غداً الاثنين في العاصمة البريطانية لندن منتدى الأعمال والاستثمار الذي يعد أكبر حدث تجاري واستثماري يدشن علاقات التجارة البريطانية دولياً؛ وهي تتجه لتوقيع وثيقة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، والذي حددت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تاريخه بيوم 29 مارس/ آذار الجاري.
وينظر رجال الأعمال والشركات البريطانية للمستثمر القطري على أساس أنه مستثمر استراتيجي، وأن استثماراته طويلة الأجل وغير مرتبطة بعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

ويُعقد المنتدى يوم الإثنين في العاصمة لندن، والثلاثاء في مدينة بيرمنغهام شمالي إنكلترا، لتعريف رجال الأعمال القطريين على الفرص الاستثمارية المختلفة في بريطانيا، سواء في المجالات العقارات السكنيّة في المملكة المتحدة، أو لإقامة المشاريع التجاريّة.
يشارك في المنتدى وزراء وممثلون حكوميون رفيعو المستوى من قطر والمملكة المتحدة، من بينهم وزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس ووزير المالية القطري علي شريف العمادي، كما يتوقع أن يشارك في المنتدى العديد من الرؤساء التنفيذيين للشركات وقادة مجالس وأكاديميين رفيعي المستوى.

وقال العمادي، في تصريح نقلته وكالة الأنباء القطرية، إن "قطر والمملكة المتحدة لديهما تاريخ اقتصادي مشترك طويل ومثمر، ونحن نعتزم البناء على هذه الشراكة، في وقت تصوغ فيه المملكة المتحدة دوراً جديداً لنفسها في العالم".
من جانبها، وصفت وزارة التجارة الدولية البريطانية منتدى الاستثمار القطري البريطاني الذي سيعقد ليوم في لندن ويومين في مدينة بيرمنغهام، بأنه أكبر تجمع استثماري وتجاري بين البلدين.
وقالت الوازرة في بيان بهذا الخصوص على موقعها، إن المنتدى يعد مؤشراً على تنامي العلاقات القطرية البريطانية.
وأشارت إلى أن المنتدى يمنح فرصة لقادة الأعمال التجارية والمستثمرين من البلدين والوزراء من الجانبين لبحث الفرص التجارية والاستثمارية المتوفرة في البلدين وتقديمها للشركات البريطانية والقطرية، كما أنه سيساهم في زيادة الربط بين رجال الأعمال والشركات بين البلدين، اللذين يرتبطان بعلاقات استراتيجية ومصالح مشتركة عديدة.

كما وصفت الوزارة المنتدى الذي يعقد في وقت تتجه فيه بريطانيا لتوقيع وثيقة انفصالها من الكتلة الأوروبية، بأنه مؤشر مهم لتوجه بريطانيا الجديد لبناء علاقات تجارية مستقلة مع العالم الخارجي وتحقيق الازدهار التجاري والرخاء في أعقاب تنفيذ استفتاء" بريكست".
وسيعقد اليوم الأول من المنتدى، في فندق "غروفنر هاوس" في لندن، حيث تحضره كبرى الشركات البريطانية ورجال المال والأعمال وكبار المستثمرين البريطانيين.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد أكدت خلال قمة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت في البحرين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على التزام المملكة المتحدة تجاه الشراكة الحقيقية مع قطر، وخاصة في مجالات الأمن والدفاع والتجارة.

ويعد هذا المنتدى أول فعالية تجارية استثمارية بين قطر والمملكة المتحدة تعقد في مدينة بيرمنغهام التي شهدت في السنوات الأخيرة طفرة تجارية.
وجاء اختيار بيرمنغهام دون غيرها من المدن البريطانية، حسب وزارة التجارة الدولية البريطانية، لأن المدينة يوجد بها أكبر تجمع للشركات البريطانية والعالمية خارج العاصمة لندن، حيث توجد بها حوالي 112 ألف شركة، من بينها ألفا شركة عالمية. ولكن لا يعني ذلك أن الحضور سيكون مرتبطاً بالشركات ورجال الأعمال من المدينة. وسيمكن المنتدى بلدية بيرمنغهام من تقديم مشاريع البنية التحتية في المدينة وجدوى الاستثمار فيها.

يذكر أن الشركات القطرية أكملت مشروعاً متكاملاً في العام الماضي لتحديث منطقة الوسط "داون تاون" في العاصمة الأميركية واشنطن بكلفة مليار دولار.
ومن المتوقع أن يوفر المنتدى منصة لتبادل الأفكار والآراء، خاصة على صعيد مساهمة الخبرات البريطانية في رؤية قطر 2030.
ومن بين الشركات التي لديها مقار في بيرمنغهام، مؤسسات مالية كبرى مثل مصرف "دويتشه بانك" الألماني ومصرف "إتش إس بي سي" البريطاني وشركات جاغوار ولاندروفر وإكسترا إنيرجي.

وتعد قطر ثالث أكبر سوق للصادرات البريطانية في المنطقة العربية، حيث تشير أرقام وزارة التجارة البريطانية إلى أن حجم الصادرات البريطانية يقدر بحوالي 5 مليارات جنيه إسترليني سنوياً (حوالي 6.15 مليارات دولار). لكن لدى قطر استثمارات ضخمة في بريطانيا تقدر بحوالي 30 مليار إسترليني (حوالي 36.9 مليار دولار)، حسب أرقام وزارة التجارة البريطانية.
وعلى الرغم من أن التركيز الإعلامي ينصب على الاستثمارات القطرية في قطاع العقارات التجارية والسكنية التي تملك منها مجموعة من الجواهر النادرة مثل هارودز وشارد ومبان كبرى في كناري وورف، إلا أن لدى الصندوق السيادي القطري استثمارات مهمة في العديد من القطاعات الأخرى مثل المصارف والبورصة وشركات الغاز وصناديق الأسهم.

من بين هذه الاستثمارات خارج القطاع العقاري، صندوق "ابردين منجمنت" الذي يملك فيه جهاز قطر للاستثمار نسبة 10.2%، وكذلك صندوق "لازارد آست منجمنت"، الذي يملك فيه الجهاز حصة 7.7% وصندوق " 1607 كابيتال براتنرز" الذي يملك الجهاز فيه حصة 7.6%.
واشترت "قطر القابضة" حصة 20% من شركة "بي إيه إيه" التي تدير عدداً من المطارات في بريطانيا، وعلى رأسها مطار "هيثرو"، مقابل 900 مليون جنيه إسترليني. لينضم بذلك اثنان منها إلى مجلس الإدارة الذي يتألف من 14 شخصاً.
وتضاف إلى ذلك حصة القطرية في بورصة لندن. كما أن لدى جهاز قطر للاستثمار حصة في شركة "ناشونال غريد" للغاز وهي من الشركات المهمة في تغذية المساكن البريطانية بالغاز.

ويذكر أن شركات الغاز البريطانية تنظر لقطر كممون استراتيجي ومضمون في تلبية احتياجاتها من الغاز في وقت يتناقص فيه إنتاج الغاز من حقول بحر الشمال. كما أن شركات الغاز القطرية تخطط لاتخاذ بريطانيا مركزاً لتسويق الغاز المسال، ليس في بريطانيا فحسب، ولكن لباقي أسواق أوروبا.
وبريطانيا سوق مهم بالنسبة للغاز القطري في أوروبا، حيث تستهلك سنوياً حوالي 72 مليار متر مكعب. ونمت حصة الغاز القطري من السوق البريطاني فوق نسبة 10%، حسب تقارير بريطانية.

وكانت شركة "سنتريكا"، كبرى شركات الغاز في بريطانيا قد مددت في سبتمبر/ أيلول الماضي تعاقداتها مع شركة "قطر غاز" حتى عام 2023، في عقد قيمته مليارا جنيه إسترليني (حوالي 2.46 مليار دولار) لتوريد ثلاثة ملايين طن من الغاز المسال. ولدى الشركة تعاقدات جارية ومتنامية منذ عام 2011، آخرها عقد لتوريد 2.4 مليون طن من الغاز المسال القطري سينتهي في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2018.

وحسب تقييم لوزارة التجارة الدولية التي يترأسها الوزير ليام فوكس، في أعقاب جولة في دول مجلس التعاون، فإن قطر دولة استراتيجية للتجارة البريطانية، حيث تمكنت خلال سنوات قليلة من وضع نفسها على خارطة التأثير السياسي والتجاري والمالي عالمياً.
وذكرت في تقرير على موقعها أن قطر نفذت أكبر مشروع لتحديث البنى التحتية في العالم، يستهدف بناء مجتمع حديث قادر على التطور وتأمين مستوى عال من المعيشة والرخاء للمواطن.