المليشيات تهرّب نفط العراق لإيران

المليشيات تهرّب نفط العراق لإيران

20 أكتوبر 2016
حقل نفط في العراق (مروان إبراهيم/فرانس برس)
+ الخط -
بعد أن حصدت داعش عشرات الملايين من تهريب النفط العراقي، جاء دور مليشيا الحشد الشعبي في نهب النفط العراقي ونقله إلى إيران أمام أعين الأجهزة الحكومية.
وحصلت "العربي الجديد" على إفادات من مسؤولين حكوميين ومصادر محلية تؤكد أن المليشيات المنضوية ضمن ما يعرف بالحشد الشعبي هرّبت، بين نهاية أغسطس/آب الماضي وحتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أكثر من 100 ألف برميل من كلا الحقلين وقامت بنقلها عبر صهاريج تابعة لها إلى إيران.
وأكد مصدر حكومي عراقي أن "كمية النفط التي هربت جميعها مرت عبر نقاط التفتيش والحواجز العسكرية العراقية بمحافظتي صلاح الدين وديالى، قبل أن تصل إلى السليمانية شمال العراق.
وسيطر تنظيم داعش لأول مرة على الحقلين في الثالث من مارس/آذار عام 2014 بعد تقدمه بشكل سريع وفرض سيطرة على حقول النفط في القيارة واتجه بعدها إلى الآبار النفطية في مناطق جنوب غربي كركوك، وينتج الحقلان نحو 35 ألف برميل من النفط يومياً ويبلغ احتياطي الخام بالحقلين نحو 3 مليارات برميل من النوع الخفيف.
ونجحت قوات البشمركة الكردية في تحرير عدد من حقول نفط كركوك التي سيطر التنظيم عليها، إلا أن الحقلين استمرا تحت قبضته في صلاح الدين عامين كاملين قبل تدخل التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لتنهي سيطرته بقصف مكثف ودقيق اضطرته للانسحاب، لتسيطر عليها فيما بعد مليشيات الحشد وأبرزها مليشيا بدر والخراساني وحزب الله والنجباء والعصائب.
وكان محافظ صلاح الدين، أحمد عبد الله الجبوري، قد طالب في وقت سابق من هذا الأسبوع خلال تصريحات للصحافيين، "حماية حقلي علاس وعجيل شرقي تكريت شمال العاصمة بغداد ورفض استغلال الحقلين من قبل جهات معينة من دون إشراف الحكومة".
وأوضح الجبوري أن "وزارة النفط مطالبة بحماية النفط الخام بحقلي علاس وعجيل شرقي تكريت" رافضاً استغلاله من قبل جهات معينة من دون إشراف الحكومة ودعا إلى أخذ رأي المحافظة، " خصوصاً أن هناك استحقاقاً للمحافظة في النفط المنتج ويجب عدم إغفاله".
وأضاف أن" العشرات من الصهاريج المحملة بالنفط الخام تنهب يومياً من حقلي عجيل وعلاس شرق تكريت وتمر عبر قضاء طوز خورماتو إلى مناطق البيع والتهريب، وأن جهات تدعي أنها من الحشد الشعبي حصلت على موافقات وتخويل رسمي تقوم بشفط النفط المتسرب من الأنابيب المكسرة، وتذهب عائدات البيع لجهات تتواجد في المنطقة ".
وتابع أن" الجهات الرسمية بمحافظة صلاح الدين أعلمت وزارة النفط بذلك الأمر، لكنها لم تتخذ أية إجراءات بحق هذه الجهات ".
من جهته قال أحد العاملين في القطاع النفطي في محافظة صلاح الدين، ويدعى حسين عبد الله، في تصريح لـ "العربي الجديد" إن" صهاريج النفط بدأت بنقل النفط الخام من حقول علاس وعجيل النفطية بصلاح الدين، ويومياً تنقل تحت أعين الأجهزة الأمنية ومليشيات الحشد الشعبي، ولا رادع يمنعها من نقل النفط الخام المتسرب من هذه الحقول".
وأضاف أنه" بحدود 30 صهريج نفط ينقل من حقول النفط الخام".
من جهته، قال خبير النفط العراقي، أحمد محمود الربيعي، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إن" النفط باتت سرقته مباحة والجميع يبحث عن النفط الخام العراقي المسروق".

المساهمون