المغرب خط أحمر

المغرب خط أحمر

14 يناير 2015
وطدت مصر في عهد السيسي علاقتها مع الجزائر(Getty)
+ الخط -

في اليوم الأول من كل سنة، يتم تبادل الهدايا والمفاجآت. والمغرب بدوره في أول يوم من هذه السنة، قدم هدية للسيسي متمثلة في نقد نظامه، عبر الإعلام الرسمي المغربي، الذي بث تقاريرا إخبارية مفصلة عما جرى في 30 يوليو واصفا إياه بالانقلاب العسكري الدموي، بقيادة عبد الفتاح السيسي. وحمل الإعلام المغربي مسؤولية المجازر المرتكبة في حق المعارضين للانقلاب وجيشه، الذي نفذها في ميدان رابعة العدوية في القاهرة وميدان النهضة في الجيزة. كما ربط تدهور الوضع الاقتصادي باغتصاب السيسي للسلطة.

هذا الخطاب الإعلامي المغربي الجديد أثار نقاشا ملفتا في الإعلام العربي والغربي، وخلف مساحة شاسعة لبناء فرضيات لما حدث. ولفهم أسباب وأهداف هذه الصفعة الإعلامية التي وجهها الإعلام المغربي للنظام المصري، وفك شيفرة هذا الموقف، يجب ربط هذا التحول بسياق مجموعة من الأحداث المتراكمة لما يزيد عن سنة. وفي هذا الصدد يمكن عرض ثلاثة تفسيرات لنقترب من طرف الخيط.

التفسير الأول، يتمحور حول التقارب المصري الجزائري. من الواضح أن مصر في عهد السيسي وطدت علاقتها مع الجزائر عكس ما كان عليه الأمر في عهد المخلوع مبارك. وهذا ما يتأكد في كون أول زيارة رسمية يقوم بها السيسي خارج مصر، بعد سيطرته على منصبه، كانت إلى الجزائر، فضلا عن اهتمامه بقضية الصحراء واقتراب صدور كتاب في مصر يحمل اسم "الصحراء الغربية بعيون مصرية" بالإضافة إلى وجود ترتيبات لتصوير فيلم عن البوليزاريو من طرف فنانين مصريين مساندين لنظام السيسي. وهذا ما يؤكد ميل الموقف المصري الرسمي إلى مساندة البوليزاريو.

أما التفسير الثاني، فهو حملة الإعلام المصري على المغرب، التي تتأرجح بين حملة مباشرة وأخرى غير مباشرة. فالأولى تطاول إعلاميين وفنانين على المغرب وشتمه. أما الثانية فتضامن الإعلاميين مع البوليزاريو من خلال قيامهم بحوارات وتغطيات ميدانية مع البوليزاريو.

والتفسير الثالث هو التقارب المغربي التركي، بحيث تزامن بث التقارير الإخبارية مع الزيارة الملكية لتركيا.

وكل هذه التفسيرات، وغيرها، لا يمكن تأكيدها ولا إلغاؤها في ظل صمت القيادة المغربية. ومن الواضح أن صمتها متعمد لجعل نظيرتها المصرية في حيرة. ولحدّ الآن جاء الموقف المغربي كمجرد تنبيه دعمه سحب سفير المغرب من القاهرة في الخامس من هذا الشهر.

وهنا نتساءل، هل سيكتفي المغرب بهذا التحذير أم سيصعد الأمور؟ وهل ستقبل القيادة المغربية بزيارة وزير خارجية مصر المعروضة من طرفه، أم سترفض لتترك النظام المصري في حيرة من أمره؟ وهل ستخرج القيادة المغربية ببيان رسمي توضح فيه الغموض السائد على هذا الموقف أم ستكتفي بالحرب الإعلامية الباردة؟