المغاربة "في حسرة" لأن منتخبهم غائب عن المونديال

المغاربة "في حسرة" لأن منتخبهم غائب عن المونديال

10 يونيو 2014
المغاربة يشجعون الجزائر (Getty)
+ الخط -

"لا يهمّنا المونديال، ولا نحسّ بطعمه، مادام المنتخب المغربي غير مشارك"، هذا ما يعبر عنه الشاب المغربي محسن (24 سنة) لـ"العربي الجديد". في حين يقول حمزة، وهو صاحب منتدى إلكتروني متخصص في كرة القدم: "سأتابع المونديال لأن هذا الحدث لا يتكرّر إلا كل أربع سنوات وتتألق فيه أحسن المنتخبات في العالم. هذه فرصة لمشاهدة كرة قدم حقيقية". قبل أن يضيف: "سأشجع الجزائر فهو المنتخب العربي الوحيد المشارك في المونديال".

من جهته، يشجّع إبراهيم منتخب البرتغال "لأنني أحب كرستيانو رونالدو". كذلك سيشجع منتخب البرازيل "فهي البلد المنظم ومبارياتها لها طعم خاص دائما". بينما لا تجد اعتماد، التي تعمل في البرامج الإذاعية، مشكلة في تشجيع ثلاثة منتخبات معاً، هي إسبانيا، البرازيل، والأرجنتين. وتردف: "أرغب بأن يحصل اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي على بطولة كأس العالم في مشواره الكروي".

يستعد الجمهور المغربي كباقي الجماهير الرياضية عبر العالم لاستقبال المونديال الذي تحتضنه البرازيل، لكن هذه المرة بشكل "باهت"، بسبب عدم تأهل منتخبه لنهائيات كأس العالم. ويشجع العديد من المشاهدين المغاربة المنتخب الجزائري على اعتبار أنه المنتخب العربي الوحيد الذي يمثل العرب في المونديال. غير أن هذا الأمر لا ينطبق على الجميع. يقول معاد، الطالب الجامعي: "حسرتي كبيرة، وأنا أشاهد منتخب الجزائر مشاركا، بينما المنتخب المغربي لن يشارك".

ويقول المهدي: "رغم الاختلافات السياسية بين البلدين، فلن أشجع سوى الجزائر. لا يهمني ما يفتعله الجنرالات والسياسيون بقدر ما يهمني تشجيع المنتخب الوحيد الذي يمثل العرب. ولتسقط السياسة".

وبعيدا عن كل ما هو سياسي، يؤكد مصطفى البائع في محل الأدوات الرياضية، أنه متعاطف مع المنتخب الجزائري، ويتمنى له أفضل النتائج "لأنه يمثّل القارة الإفريقية التي ننتمي إليها".

يختار أغلب مشجعي الفرق المشاركة في المونديال المقاهي لمشاهدة المباريات، وتختلف أسباب هذا الخيار من شخص لآخر. فبدر (22 سنة) الطالب في أحد المعاهد الخاصة يستمتع مثلاً بمشاهدة المباريات في المقهى "لأن الجميع يصبحون مدربين ومحللين رياضيين".  

أما من لا يتمكن من الذهاب إلى المقهى، مثل خديجة (37 سنة) فيتابع المونديال من المنزل. تقول خديجة: "أشجع البرتغال لأني أحب كرستيانو رونالدو". لكن خديجة تؤكد أنها لن تعطّل عملها من أجل مباريات المونديال "لأن المنتخب المغربي غير مشارك".

ويختار المهدي البيت "لأني أحب التركيز بهدوء. فالمقهى لا يوفّر لي ذلك". أما محسن الذي يفضّل البيت بدوره فأسبابه مختلفة وعنوانها "صحي". يقول: "لا أستطيع تحمل دخان السجائر. أشعر بأنني أختنق في المقهى، لهذا أفضّل البيت بعيدا عن الدخان والمشاكل الصحية".

تفاديا للمشاكل التي قد تحدث بين المشجّعين في المقهى، وتفاديا لسماع "الكلمات النابية" التي يتفوّه بها بعض المشاهدين خلال المباراة أحياناً، يختار ابراهيم الاجتماع مع بعض أصدقائه في البيت لمشاهدة المباريات، وبذلك يضمن جوا حماسيا يشبه أجواء الملاعب ولا تشوبه كلمات يمكن أن تسبّب إحراجاً لأي كان.

لا يهتم أحمد (42 سنة) بمكان مشاهدة المباراة بقدر اهتمامه بالأصدقاء الذين يشاهدونها معه. يقول: "في غياب المنتخب الوطني في المونديال، وكوني من محبي فريق ريال مدريد الإسباني ومباريات الدوري الإسباني، فالأكيد أنني سأشجع المنتخب الإسباني إلى جانب المنتخب الألماني الذي يلعب كرة حديثة".

يبدو أن الاستعدادات للمونديال لا ينفرد بها في المغرب إلا أصحاب المقاهي، حيث تشهد هذه الأخيرة حضورا قويا للمشاهدين خاصة، وأن العديد من المباريات لا يتم نقلها عبر القنوات المجانية.

في معرض حديثه عن هذه الاستعدادات يقول عبد الله، صاحب مقهى بمدينة الرباط: "من الضروري وضع لمسات خاصة لاستقبال المونديال"، لافتاً إلى أنهم يقومون بزيادة عدد الكراسي وإحضار شاشات إضافية كبيرة حتى يتمكن الجميع من مشاهدة المباريات في راحة تامة".

وتنتعش حركة المقهى خلال مباريات المونديال، وفق ما يشرح عبد الله، حيث يزداد زبائن المقهى عن العادة "بل إن من بينهم من يحجز مكانه الخاص طوال فترة المونديال".

وعن المشاكل التي قد تحدث خلال مشاهدة المباريات، يقول عبد الله إنه يضطر أحيانا لجلب أشخاص آخرين للمساعدة في فض المشكلات "فهم بمثابة رجال أمن يحرسون المقهى ويحاولون منع الشّجار بين المشجعين".

غير أن الاكتظاظ الذي تعرفه المقاهي خلال فترة المونديال يصيب بعض المواطنين بالإزعاج مما تقوم به بعض المقاهي من توسيع لمساحتها على حساب المساحات العامة، فبعض الكراسي قد يصل إلى حافة الرصيف، الأمر الذي يدفع المارة للسير وسط الطريق، معرضين أنفسهم لخطر السيارات.

من جهة أخرى، يشتكي جيران عدد من المقاهي التي تستقبل مشاهدي المباريات من الإزعاج الدائم طيلة فترة المونديال، وذلك بسبب الصراخ وأصوات التشجيع المرتفع التي يرتجّ لها الحي بأكمله كلما دخلت الكرة في المرمى.. أو كادت.