المعدلات تفسد أحلام الجزائريين الحاصلين على البكالوريا

المعدلات تفسد أحلام الجزائريين الحاصلين على البكالوريا

02 اغسطس 2017
حلم الجامعة الجزائرية تفسده المعدلات (توماس تروشيل/Getty)
+ الخط -




لم يستمتع الناجحون الجزائريون بنيل شهادة البكالوريا؛ أغلب الناجحين اصطدموا بملف التسجيل الجامعي، ليتم توجيههم إلى تخصصات سيدرسونها لعدة سنوات اعتمادا على معدلاتهم التي تسمح للبعض فقط بتحقيق طموحه الدراسي، بينما يدرس الآلاف تخصصات لم تكن ضمن رغباتهم.

البعض يراها تفسد فرحة النجاح، والبعض يراها غاية تبرر الوسيلة، على اعتبار أنهم يريدون مناصب بعد الشهادات الجامعية، فيما يعتقد البعض، وهم قلة، أن الدراسات العليا يجب أن تتفق مع الرغبة الحقيقية ليحلقوا عاليا في سماء تحويل الحلم إلى واقع.

حصلت الطالبة حنان بوراس، من ولاية عنابة، على معدل 14.5 من 20، وهو معدل لن يمكنها من دخول كلية طب الأسنان، أجهشت بوراس بالبكاء بمجرد معرفتها بنتيجة البكالوريا، تقول لـ"العربي الجديد"، إن أحلامها "ضاعت بعد أن اكتشفت أن هذا المعدل سيدخلها دوامة البحث عن تخصص يوائم ميولها، بعد أن خاب تسجيلها في التخصص الذي حلمت به منذ سنوات".

خيبة الأمل هذه يتشاركها كثير ممن حلموا بتخصصات تحتاج إلى معدلات أعلى مما حصلوا عليه من امتحانات البكالوريا، حسب قول سامي بلحرش، لـ"العربي الجديد"، الذي كان حلمه دخول كلية الطيران، لكنه تجرع مرارة الخيبة قائلا: "سأعيد البكالوريا حتى ألج الكلية التي أريدها وأحقق حلمي".

في "جامعة الجزائر 1"، بقلب العاصمة الجزائرية، ستؤهل المعدلات كثيرين لدخول كليات العلوم الإنسانية والاجتماعية، كثيرون فضلوا أن يضعوا اختيار كلية الحقوق كأول تخصص بما يمكنهم من دراسة القانون، البعض الآخر فضل اللغات، بينما البعض توجهوا إلى المدارس العليا للأساتذة لأنها تضمن مناصب شغل عقب التخرج بعقود مضمونة، على حد قول الطالبة سلمية مداني.

وتضيف مداني لـ"العربي الجديد"، إن تجربة إخوتها جعلتها تقرر ولوج إحدى المدارس العليا للأساتذة، لتضمن الوظيفة، فعدد من أفراد عائلتها ومقربين منها كانت لديهم تجارب قاسية، وأغلبهم درسوا في الجامعات وتخرجوا ولا زالوا يبحثون عن وظائف، والقليل منهم من وجد عملا مؤقتا، لكن ليس في التخصص الذي درسه.

رغم كل هذا، يرى كثيرون الجامعة كمحطة، البعض يعتبرها فرصة لتحقيق الأحلام، والعائلات تراها ضمانا للمستقبل، حتى وإن غاب التوظيف، هي في النهاية خطوة لتحقيق الأحلام على أرض الواقع.

دلالات

المساهمون