المطارات تدخل على خط المواجهة بين حكومة طرابلس والمليشيات

المطارات تدخل على خط المواجهة بين حكومة طرابلس والمليشيات

10 مارس 2019
المطار تم إغلاقه وفتحه أكثر من مرة (فرانس برس)
+ الخط -

تعرض مطار معيتيقة الليبي لإجراءات توقف الملاحة فيه، لعدة مرات خلال الأيام الماضية، بسبب "تحليق طائرات دون طيار في محيط المطار".

وبعد توقفه لعدة ساعات الخميس الماضي، أعلنت إدارة المطار عن توقفه مجدداً صباح أمس السبت، قبل أن تعلن عودة فتح أجوائه مجددًا مساء أمس أمام حركة الملاحة.

ويقع المطار داخل قاعدة معتيقة شمال طرابلس، الواقعة تحت سيطرة قوة الردع الخاصة التابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق.

وبحسب بيانات الإدارة، فإن قرار إغلاق أجواء المطار في المرتين جاء بأوامر من مصلحة الطيران المدني "نتيجة رصد تحليق طائرة دون طيار، في محيط مطار معيتيقة الدولي بارتفاع نحو 5 آلاف قدم، ما يشكل خطرًا على الطائرات المدنية القادمة والمغادرة من المطار"، مؤكدة أن الإجراء جاء بشكل موقت حفاظًا على السلامة الجوية من اختراقات طائرات دون طيار مجهولة الهوية للأجواء، ما قد يتسبب في كارثة.

لكن مصدر أمني رفيع بطرابلس نفى في تصريحات لـ"العربي الجديد"، وجود طائرات تجسس حلقت في سماء طرابلس، مشيراً إلى أن المجموعة المسلحة المسيطرة على مطار معيتيقة تسعى لعرقلة خطة أمنية لوزارة داخلية حكومة الوفاق، تسعى لتطبيقها على المطار في خطوة نحو السيطرة الكلية عليه وإبعاد تلك المليشيا عنه.

وكشف المصدر، وهو ضابط رفيع بالوزارة، النقاب عن سعي مليشيات طرابلس لعرقلة كل خطط الوزارة الرامية لتقليص أدوار المليشيات وتحجيم نفوذها، في المواقع الاستراتيجية والحيوية في العاصمة.

وقال إن "المواجهة بين الوزارة والمليشيات ليست جديدة، ودعوى وجود طائرة تجسس في سماء المطار مجرد عرقلة جاءت بعد اتفاق الوزارة مع الجانب الأميركي على إدخال ثلاثة مطارات ليبية، من بينها معيتيقة ضمن برنامج حماية المسافر المعروف باسم (بايسز) بهدف تطوير الحماية حول المطارات الثلاثة".

وأكد المصدر في ذات الوقت، أن تلك العراقيل في طرق تحييدها وسط إصرار وزير الداخلية، فتحي باشاغا، على تنفيذ خططه بشأن سيطرة قوات الوزارة على كافة المواقع الحيوية.

وكان باشاغا قد أعلن، في تصريح لإحدى القنوات الفضائية، عن بدء عمل وزارتي الداخلية والمواصلات بحكومة الوفاق مع الولايات المتحدة الأميركية، عبر برنامج حماية المسافر لتطوير المطارات الليبية في طرابلس ومصراتة وبنينا، لإخضاعها لإجراءات أمنية جديدة.

وفيما يشير إلى طمأنة مسلحي المليشيات المسيطرة على المطارات في ليبيا، أوضحت مصلحة المطارات، في بيان لها اليوم الأحد، أن تنسيقاً تم بين الجانبين الليبي والأميركي، حيث تم توقيع عقد مع شركة كولمن الدولية بهدف إقامة برامج تدريبية لعناصر الجهات الأمنية العاملة بالمطارات والموظفين، وتوفير المعدّات والحاجات الأمنية اللازمة للتشغيل ووضع استراتيجية وطنية لأمن الطيران المدني.

وأشارت إلى أن الشركة الأميركية، متخصصة في مجال توفير حلول الأمن والدعم اللوجستي والتكنولوجيا في عدة دول حول العالم، ويشمل الاتفاق عملية تقييم المطارات الليبية لرفع مستوى إجراءات الأمن وتعزيز القدرة على مراقبة التهديدات.