المصريون في اليمن يشكرون "خير هنود الأرض"

المصريون في اليمن يشكرون "خير هنود الأرض"

10 ابريل 2015
+ الخط -
"تسلم الأيادي، تسلم يا جيش الهند، مش جيش بلادي"، هذا هو لسان حال علياء جابر محمد، المصرية التي أنقذها الجيش الهندي من مليشيات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، فالجيش المصري مشغول بأسْر قادة الأساطيل الأميركية، ودَحْر البحرية الإيرانية، حسب روايات مناصريه... ولم يجد وقتاً لإجلاء رعاياه!

علياء كانت قد وجّهت نداء استغاثة منذ أيام عبر حسابها الشخصي على "فيسبوك" قالت فيه: "أنا عايشة.. أنا كويسة.. أنا تمام، كل الموضوع بس، إن أنا في بلد فيها حرب.. عادي يعني، قاعدة في مكان فيه تفجيرات في كل حتة، وعايشه مع ناس بيقتلوا بعض علشان حرب شمال وجنوب". وسخرت علياء من المحنة الصعبة التي تعيشها بصحبة باقي الجنسيات التي حوصرت داخل اليمن ولا تستطيع الخروج منها، وتهكمت من تخاذل القوات المصرية التي تعجز عن إجلاء رعاياها، في الوقت الذي تقوم فيه دول مثل الهند والصين وباقي الدول بإنقاذ مواطنيها.

علياء، التي شغلت مواقع التواصل لعدة أيام بتدوينتها، وأشعلت نيران النقد والاتهام على المسؤولين المصريين، الذين يتشدقون ليل نهار عبر الفضائيات بأنهم لم يدخروا جهدًا في إنقاذ المصريين من براثن الحرب في اليمن، فاجأت الجميع على صفحتها الشخصية على "فيسبوك"، بنشر تفاصيل قيام الجيش الهندي وقواته البحرية بإجلاء رعايا الكثير من الدول، بالإضافة لرعاياه بالطبع، إلى جيبوتي، في عمل إنساني يُحسب للهند، ويقدم لهم "خدمة خمس نجوم" كما روت علياء.

وقالت علياء في تدوينتها الجديدة: "الجيش الهندي رجال.. رجال قوي.. رجال جدا.. رجال خالص، سبب إن أنا لسه عايشة لحد دلوقتي بعد إرادة ربنا.. "الجيش الهندي".. أيوه الهند! الهند اللي بعتت سفينة حربية للمرة التانية علشان تجلي رعاياها من اليمن.. قررت إنها تاخد قرار إنساني يتكتب في تاريخها وتنقذ الجنسيات التانية (بدون أي تفرقة) وتاخدنا معاها لجيبوتي".

إقرأ أيضاً: المصريون عن التدخّل في اليمن: الرئيس بقى مع الشرعية

وتغزّلت علياء في مدى الرفاهية التي عاملتهم بها القوات الهندية على متن سفينة الإجلاء، وقالت: "الجيش الهندي نقلنا للسفينة، ونزلنا في الغرف اللي المفروض الجيش ينام فيها.. ونيّمونا احنا مكانهم، وفضلوا هما صاحيين يقدمولنا خدمة فايف ستارز بلس! جابولنا عشاء وعصائر ولبن وأدوية ودكاترة للناس التعبانة لحد ما ننام.. وبعد ما صحينا جابولنا فطار وفضلوا يخدمونا لحد ما نزلنا من السفينة".

واللافت في رواية علياء قيام أكثر من جيش دولة أجنبية بإنقاذها، ولكن تعامل سلطات بلدها معها لم يكُن بنفس المستوى.  فقد روت علياء أن السفارة المصرية استقبلتهم في جيبوتي، وعند مغادرتهم للقاهرة، أجبرتهم السفارة على التوقيع بالتزامهم بدفع تكلفة السفر عند الوصول، ما دعا علياء للتعجب والتساؤل: "بعيد عن إن كتر خيرهم في كل الأحوال.. بس ليه الهند هي اللي تنقذنا من الخطر وتسفّرنا معاها وتأكلنا وتنيمنا وتعالجنا، وكل دا من غير ولا مليم! ومصر اللي هي "أمي".. تمضّينا على إقرار نرجع الفلوس اللي دفعوهلنا!".

وزاد الطين بلّة أنهم عند الوصول لمطار القاهرة، قامت سلطات المطار بوضعهم في الانتظار لفحص جوازات السفر لمدة ساعة ونصف، في حالة غريبة من عدم تقدير الظروف القاسية التي مروا بها. وسخرت علياء من ذلك قائلة: "أول ما وصلنا المطار، كانوا مقدّرين قوي قد إيه احنا متمرمطين بقالنا أسابيع.. فمباحث المطار أخدت باسبورتنا، وقعدونا ساعة ونص وبعدين مشّونا".

ولم تكتفِ علياء بروايتها عن جيش الهند، ولكنها دشنت هاشتاج #الجيش_الهندي_رجال، على وزن الهاشتاج الذي دشنه أنصار النظام المصري #الجيش_المصري_رجال، تعبيرًا منها عن الامتنان للهند ورجال جيشه، ومن ناحية أخرى، لفضح تقصير جيش بلدها لعدم قيامه بدوره في حماية رعاياه في مواطن الخطر.

أنصار (الرئيس عبدالفتاح) السيسي لم ترُق لهم القصة، التي "تطعن" في ريادة دولة الزعيم التي قامت بأسْر قائد الأسطول السادس الأميركي، وأجبرت البحرية الإيرانية على الهروب من باب المندب... فطعنوا في صحة رواية علياء، وكالوا لها الاتهامات، عن الأسباب الحقيقية وراء تواجدها في اليمن في تلك الظروف، وغيرها، التي أجبرتها على الدفاع عن نفسها في تدوينة أخرى.

وقالت: "إيه اللي وداكي اليمن؟ حضرتك أنا رحت اليمن أشتغل في فندق "سويس إن" اللي كان المفروض افتتاحه الشهر دا.. ومكنش ينفع اكتب دافي البوست وأنا هناك.. لأن أنا لما أكتب مكاننا بالظبط، دا فيه خطر علينا، علشان الحوثيين قايلين إن أي مصري يتقتل".

إقرأ أيضاً: الأسطول المصري.. "جاب قائد الأسطول الإيراني يونِّس أخوه الأميركي"!
قصة علياء وإنقاذ الجيش الهندي لها، كانت مادة خصبة للجدل على مواقع التواصل منذ التدوينة الأولى لها، فهاجمها البعض وخصوصاً المؤيدين للسيسي، لأن صدق روايتها يعني الطعن في النظام والمؤيدين له، واتهاماً صريحاً بالتقصير تجاه الرعايا المصريين.

وقالت سارة الرشيدي: "وانتي كنتِ هناك بشكلك ده بتعملي إيه فاليمن؟ بتبيعي سبح وبخور؟ وطالما معاكي ادفعي يا حيلتها، والسلاح ده شايلاه بمناسبة إيه إن شاء الله؟".

في الوقت الذي دافع الغالبية عن علياء وصدّقوا روايتها، فقال الحقوقي مالك عدلي: "دا الصين  بعتت سفن حربية أجلت رعاياها، علمًا بأن الحكومة الصينية مواطنهم رخيص عندهم زي حالاتك، بس حتى إحنا عندك أرخص من الصيني". وسخرت نهى على لسان علياء، وقالت: "الهند أنقذتني.. ومصر دفعتني".

وسخر كامل: "يا جماعة الجيش المصري مش فاضي يجيب المصريين اللي في اليمن ده راح ينيم أوباما من المغرب". وسار على نفس الخط رامي وقال: "يعني أسرنا قائد الأسطول السادس الأميركي وجرّينا البحرية الإيرانية قدامنا ومش عارفين نجيب كام مصري من اليمن".

المساهمون