استبشر الفلاحون في سورية والعراق خيرا بالعام 2019 بعد هطول مستويات غير مسبوقة من الأمطار أدت لارتفاع المحصول المنتج من حقولهم، إلا أن هذه البشرى لم تدم طويلا بسبب الحرائق التي طاولت محاصيل القمح والشعير في كلا البلدين.
تم إلقاء المسؤولية عن الحرائق بالتناوب على مقاتلي "داعش" المهزومين الذين يسعون، كما يقال، للانتقام، وعلى قوات نظام الأسد في سورية.
تعرضت آلاف الدونمات من حقول القمح والشعير في سورية والعراق للحرق خلال موسم الحصاد الذي يستمر حتى منتصف يوليو/ تموز.
قال حسين عطية، المزارع من طوبزاوة كاكائي، في شمال العراق: "إذا ما استمر الوضع على هذا المنوال، لن يبقى أحد هنا. أنا أزرع ما بين 500 إلى 600 دونم كل عام. في العام المقبل، لن أتمكن من فعل ذلك لأني لا أستطيع البقاء هنا وحراسة الأرض ليلا ونهارا".
الأرض المحروقة
يمتلك مقاتلو تنظيم "داعش" الإرهابي تاريخا طويلا في اتباع سياسة الأرض المحروقة في المناطق التي ينسحبون منها أو حيث يهزمون.
تقول إيما بيلز، الباحثة المستقلة في الشؤون السورية: "إنها وسيلة لفرض عقوبة جماعية على الذين خلفوهم وراءهم".
اقــرأ أيضاً
وبالفعل تبنى مسلحو "داعش" مسؤولية حرق المحاصيل، قائلين إنهم استهدفوا مزارع تابعة لكبار المسؤولين في ست محافظات عراقية وفي شرق سورية الخاضع للوحدات الكردية، حيث تعرضت مئات الدونمات من حقول القمح للاحتراق حول كركوك في شمال العراق، كما احترقت عدة حقول قمح في بلدة داقوق، جنوب كركوك، لمدة ثلاثة أيام على التوالي، الأسبوع الماضي.
تعرض بعض المزارعين الذين حاولوا إخماد الحرائق لانفجار ألغام أرضية وضعت في حقولهم، ما أدى لإصابة عدد منهم، وفقا لوزارة الزراعة المحلية ومزارعين في كركوك.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 74000 دونم (30 ألف هكتار) من الأراضي الزراعية في الحسكة والرقة وصولا إلى محافظة حلب غربا، احترقت.
حرائق نظام الأسد
وفي الرقة، حيث يعتمد معظم السكان على الزراعة، كان المزارعون يستعدون لموسم جيد.
يترأس أحمد الهشلوم مجلس إدارة منظمة "إنماء" المحلية التي تدعم الزراعة، حيث يقول إن مستويات هطول الأمطار كانت أعلى بنسبة 200 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، ما أدى لعودة كثيرين إلى الزراعة"، "لكن السنة التي كانت تبدو جيدة تحولت إلى سنة سوداء"، وفقا للهشلوم، مشيرا إلى أن منطقة غرب الرقة كانت الأكثر تضررا من الحرائق.
وقال إن كل ما يتطلبه الأمر هو "عقب سيجارة" لإشعال النار في أكوام التبن. وأضاف "لا يحتاج الأمر إلى قنبلة أو وقود".
وذكر أن التقديرات - المستندة إلى مزارعين محليين - تشير إلى أن خسائر اشتعال النيران في حوالي 25000 دونم (10 آلاف هكتار) في محافظة الرقة بلغت 9 ملايين دولار.
في غربي سورية، أدى هجوم النظام السوري على آخر معقل للمعارضة في البلاد إلى احتراق آلاف المزارع، فيما يقول النشطاء والخبراء إنها خطوة محسوبة لحرمان الأهالي من مورد رزقهم وإجبارهم على مغادرة الجيب الذي يأوي ثلاثة ملايين شخص.
تقول إيما بيلز، الخبيرة في الشأن السوري، إن النظام السوري استخدم أساليب مماثلة عندما حاصر داريا والغوطة الشرقية.
وأشارت تقديرات حذيفة الخطيب، وهو أحد نشطاء إدلب، إلى أن ما يصل إلى 60 بالمائة من 185 ألف فدان (75 ألف هكتار) من القمح والشعير قد تم حرقها، وقال إن بساتين الزيتون والفستق تم تجنبها إلى حد كبير.
وأظهرت صور فضائية قدمتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" أضرارا كبيرة في حقول المحاصيل في إدلب وحماة، ووصفت بأنها "حملة للأرض المحروقة".
وقالت الأمم المتحدة إن الحرائق تهدد بتعطيل الدورات الطبيعية لإنتاج الغذاء ومن المحتمل أن تقلل من الأمن الغذائي لعدة أشهر قادمة.
(أسوشييتدبرس، العربي الجديد)
قال حسين عطية، المزارع من طوبزاوة كاكائي، في شمال العراق: "إذا ما استمر الوضع على هذا المنوال، لن يبقى أحد هنا. أنا أزرع ما بين 500 إلى 600 دونم كل عام. في العام المقبل، لن أتمكن من فعل ذلك لأني لا أستطيع البقاء هنا وحراسة الأرض ليلا ونهارا".
الأرض المحروقة
يمتلك مقاتلو تنظيم "داعش" الإرهابي تاريخا طويلا في اتباع سياسة الأرض المحروقة في المناطق التي ينسحبون منها أو حيث يهزمون.
تقول إيما بيلز، الباحثة المستقلة في الشؤون السورية: "إنها وسيلة لفرض عقوبة جماعية على الذين خلفوهم وراءهم".
وبالفعل تبنى مسلحو "داعش" مسؤولية حرق المحاصيل، قائلين إنهم استهدفوا مزارع تابعة لكبار المسؤولين في ست محافظات عراقية وفي شرق سورية الخاضع للوحدات الكردية، حيث تعرضت مئات الدونمات من حقول القمح للاحتراق حول كركوك في شمال العراق، كما احترقت عدة حقول قمح في بلدة داقوق، جنوب كركوك، لمدة ثلاثة أيام على التوالي، الأسبوع الماضي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 74000 دونم (30 ألف هكتار) من الأراضي الزراعية في الحسكة والرقة وصولا إلى محافظة حلب غربا، احترقت.
حرائق نظام الأسد
وفي الرقة، حيث يعتمد معظم السكان على الزراعة، كان المزارعون يستعدون لموسم جيد.
يترأس أحمد الهشلوم مجلس إدارة منظمة "إنماء" المحلية التي تدعم الزراعة، حيث يقول إن مستويات هطول الأمطار كانت أعلى بنسبة 200 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، ما أدى لعودة كثيرين إلى الزراعة"، "لكن السنة التي كانت تبدو جيدة تحولت إلى سنة سوداء"، وفقا للهشلوم، مشيرا إلى أن منطقة غرب الرقة كانت الأكثر تضررا من الحرائق.
وقال إن كل ما يتطلبه الأمر هو "عقب سيجارة" لإشعال النار في أكوام التبن. وأضاف "لا يحتاج الأمر إلى قنبلة أو وقود".
في غربي سورية، أدى هجوم النظام السوري على آخر معقل للمعارضة في البلاد إلى احتراق آلاف المزارع، فيما يقول النشطاء والخبراء إنها خطوة محسوبة لحرمان الأهالي من مورد رزقهم وإجبارهم على مغادرة الجيب الذي يأوي ثلاثة ملايين شخص.
تقول إيما بيلز، الخبيرة في الشأن السوري، إن النظام السوري استخدم أساليب مماثلة عندما حاصر داريا والغوطة الشرقية.
وأشارت تقديرات حذيفة الخطيب، وهو أحد نشطاء إدلب، إلى أن ما يصل إلى 60 بالمائة من 185 ألف فدان (75 ألف هكتار) من القمح والشعير قد تم حرقها، وقال إن بساتين الزيتون والفستق تم تجنبها إلى حد كبير.
وقالت الأمم المتحدة إن الحرائق تهدد بتعطيل الدورات الطبيعية لإنتاج الغذاء ومن المحتمل أن تقلل من الأمن الغذائي لعدة أشهر قادمة.
(أسوشييتدبرس، العربي الجديد)