وكشف أنه خلال هذا اللقاء تحدث ساركوزي، علانية، عن ترشحه للرئاسيات، فعبّر له القذافي عن الدعم والمساندة، والتي لا تعني سوى "سنمنحك المال"، لأن ليبيا "لا تستطيع أن تعطي شيئا آخر لفرنسا. لا عطور، ولا أجبان.. ولا طائرات رافال. هذا كل شيء".
ويعترف المترجم الخاص للقذافي بأنه رأى في مكتب العقيد الليبي الراحل الوثيقة التي تثبت لقاء مقربين من ساركوزي مع مسؤولين ليبيين.
والوثيقة "تتحدث عن 50 مليون يورو، ثم قام الزعيم القذافي بخفض المبلغ إلى 20 مليون دولار، ولكن يمكن أن يكون باليورو". ويعترف بأنه "كانت لدى القائد ميزانية، خارج الميزانية، وبالتالي يمكن تسليم حقائب تحتوي مبالغ مالية - ما بين 500 ألف ومليونين، و3 ملايين". ويشدد على أن "القذافي لم يكن، أبداً، بخيلا".
وأكّد صحة إجراء حديث هاتفي بين القذافي وساركوزي عقب فوز هذا الأخير بالرئاسيات.
ثم عرّج على قضية زوجة الرئيس الفرنسي والممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني، أشرف الحجوج فقال: "كنت أنا من استقبل سيسيليا ساركوزي من أجل تسريح الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني، وقد قال لي القذافي، مازحاً، بعد إلحاح سيسيليا على حضوري، أنا، للاجتماع، (اذهب مع صديقتك)".
ثم يتحدث عن عودة سيسيليا إلى ليبيا، مرة أخرى، لكن، هذه المرة، مع زوجها الجديد، ريشارد أتياس، بـ"هدف عقد صفقات اقتصادية واستثمارات أو بينزنس من أجل زوجها".
ويتطرق لقاء "ميديا بارت" لزيارة القذافي إلى باريس، ويتحدث عن سيل الانتقادات الذي استهدف زيارة القذافي، فطمأن ساركوزي ضيفه بأن "الناس يقومون بتعليقات ولكنه ليس الموقف الرسمي". وتحدث ميسوري عن "رحلة صيد التي نظّمت للقذافي في منطقة رامبويي، في مجال الصيد الرئاسي، برفقة رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة الفرنسية الليبية، باتريك أوليي".
وأكد المترجم ميسوري أنه خلال زيارة القذافي لباريس "تحدث نيكولا ساركوزي عن بيع صواريخ ميلان ومفاعل نووي مدني وطائرات رافال لليبيا، وكل ما تريده".
ويضيف أن الاتصالات استمرت بعد هذه الزيارة، من أجل تنفيذ هذه الوعود، إلى ما قبل اندلاع الثورة في ليبيا بأربعة أشهر. فقد جاء وزير الداخلية آنذاك، كلود غيان، للقاء القذافي بحضور مترجم، قد يكون هو بوريس بوايون. وأحضر معه وثيقة تقنية تقارن بين طائرة رافال الفرنسية، التي تريد فرنسا تسويقها والطائرة الروسية سوخوي.
وفي هذا اللقاء، طلب معمر القذافي من غيان قائمة الليبيين الحاصلين على الجنسية الفرنسية ومن يمتلك منهم عقارات في فرنسا، وطالب بتجميد طلب مساعده بشير صالح الحصول على الجنسية الفرنسية.
ثم ينقل المترجم ما قاله له القذافي من أنه سلم ساركوزي 20 مليون دولار، ويعقب بأنه ليس متأكدا إن كان المبلغ باليورو أم بالدولار.
ثم يواصل: "لا أقول لكم إني رأيت حقائب، ولا كيف تم تحويل الأموال، أقول لكم ما سمعته من القذافي".
ويكشف المترجم أن القذافي عبّر في رسالة له إلى ساركوزي، كان هو من ترجمها في نهاية يونيو/ حزيران 2011، وحملها صالح، عن رغبته في إيجاد حل لما يجري في بلده، وعن استعداده لمفاوضات فيما يخص اعتزاله، بشرط البقاء في، بلده، مثل وجهٍ بروتوكولي.
وعن العداء الجديد والمفاجئ بين الزعيمَين، يقول المترجم إن القذافي صُعق من موقف ساركوزي، الذي قال له من قبل: "أنا، لست صديق يوم واحد، بل صديق دائم"، ثم غيّر موقفه.
وفي نهاية اللقاء يقدم المترجم تفسيره الخاص عن سبب تغير موقف ساركوزي، ويرى أنه ربما يعود إلى شعوره بالإهانة من عدم تنفيذ ليبيا للصفقات الموعودة، وأيضا حول ملف الغاز الليبي، وكذلك انسحاب ليبيا من تكتل "الاتحاد من أجل البحر المتوسط"، الذي كان عزيزاً على قلب نيكولا ساركوزي، ولكن لم يعد له وجودٌ بعد انتهاء ولايته الرئاسية.