الليرة التركية تواصل ارتفاعها.. والسلطات تحمل دولتين مسلمتين مسؤولية التراجع

31 مايو 2018
بلدان مسلمان يقفان وراء الحملة على الليرة (Getty)
+ الخط -

واصلت الليرة التركية تحسنها أمام الدولار في تعاملات اليوم، الخميس، مقارنة بقيمتها في تعاملات أمس، في وقت تجاهد الحكومة التركية والسلطات النقدية لوقف تدهور العملة الذي حصل في الأسابيع القليلة الماضية. 

وسجل سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة 4.46 في بورصة إسطنبول، و4.4 في بورصة أنقرة، كما سجل سعر صرف اليورو 5.21 ليرات في إسطنبول، و5.2 في أنقرة. وفي تعاملات الأمس، سجل سعر صرف الدولار 4.54 ليرات في إسطنبول وأنقرة.

وقال أصحاب شركات صرافة إن تحسن قطاع السياحة التركي وحدوث قفزة في عدد السياح سيدفعان نحو تحسن سعر الليرة مقابل الدولار. وحسب أرقام رسمية، فقد زار تركيا خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي 7 ملايين و783 ألفا و967 أجنبيا، بزيادة 32.55% مقارنة بأرقام العام الماضي عن الفترة نفسها.

وأظهرت الأرقام أن 99.6% من الزوار الأجانب قصدوا تركيا لأغراض سياحية، بين يناير/كانون الثاني وإبريل/نيسان المنصرم.

وحل الإيرانيون في صدارة قائمة الزوار خلال الأشهر الأربعة، بـ858 ألف زائر، تلاهم الألمان بـ671 ألفا، والجورجيون بـ651 ألفًا.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، قد قال، أمس، إن هناك بلدين مسلمين يقفان وراء الحملة التي استهدفت الليرة التركية أخيرا وأدت إلى هبوطها الحاد مقابل الدولار، رافضا تسمية هاتين الدولتين.

وأوضح الوزير التركي أن التدابير التي اتخذتها بلاده على المستوى الاقتصادي ساهمت في تخفيف حدة ما وصفها بالهجمات الاقتصادية ومحاولات حرق تركيا عبر الاقتصاد.

وأضاف أن هذه الهجمات التي تأتي بعد فشل المحاولة الانقلابية في 2016 ويشكل ارتفاع سعر صرف الدولار واحدا من أوجهها، تقف وراءها مؤسسات مالية كبرى ودول، من بينها دولتان إسلاميتان ودول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقال إن من يقف وراء هذه المحاولات رأوا أن الاقتصاد التركي ينمو والصادرات تزيد، فأرادوا حصر تركيا في الزاوية عبر أسعار الصرف.



وخلال الأسبوع الماضي هوى سعر صرف العملة التركية إلى 4.92 ليرات مقابل الدولار، لتسجل بذلك مستوى قياسيا منخفضا جديدا. وفي مواجهة هذا التدهور المستمر منذ أسابيع، عقدت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي اجتماعا طارئا قررت خلاله رفع أحد أسعار الفائدة الأربعة الرئيسية بهدف تعزيز وضع الليرة.

وعقب الاجتماع مباشرة انتعش سعر صرف العملة التركية، حيث ارتفعت إلى 4.55 ليرات مقابل الدولار، وكان السعر قبل أسابيع في حدود 3.70 ليرات مقابل الدولار، وخلال هذا العام خسرت الليرة نحو 20% من قيمتها مقابل الدولار.

وأطلق مواطنون أتراك وجاليات عربية حملات لدعم الليرة التركية، واعتبروا أن ما يحدث هو "استهداف خارجي" متعمد، كما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة الماضي، المواطنين إلى تحويل مدخراتهم بالدولار واليورو إلى الليرة، لدعم العملة التركية التي خسرت نحو 20% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية العام.

كما قدّم وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، موعدا أقصاه عشرة أيام لاستقرار سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية، مرجعا ذلك إلى عدة عوامل، أهمها أن سعر الصرف لا يعكس الأرقام الحقيقية في تركيا، خاصة النمو الاقتصادي، وزيادة التجارة وارتفاع عدد السياح.

(العربي الجديد)

المساهمون