الفنان أحمد فلوكس: المواطن المصري "مطحون"

الفنان أحمد فلوكس: المواطن المصري "مطحون"

09 أكتوبر 2014
فلوكس: للفنان دور مؤثر جداً في نقل معاناة الناس(وكالات)
+ الخط -
قال الفنان المصري، أحمد فلوكس، إن المواطن البسيط في بلاده لا يستطيع مجاراة الزيادات المتتالية في الأسعار، موضحاَ أن غلاء الأسعار والمشاكل المعيشية لا يمكن للمواطن المصري البسيط أن يظل في مأمن منها. "العربي الجديد" التقت الفنان احمد فلوكس، من هنا نصه:

* يعيش الاقتصاد المصري على وقع أزمات عدة في الوقت الحالي، ما مدى متابعتك للشأن الاقتصادي في مصر؟
متابعتي للاقتصاد المصري ليست قوية أو نشطة بالمعنى المعروف. شخصياً، لا أهتم كثيراً بالجانب الاقتصادي. ومعرفتي بالاقتصاد تنحصر في كل ما يتابعه ويعرفه أي مواطن بسيط، لأنني لست اقتصادياً متخصصاً. كما لم يسبق لي أن درست الاقتصاد. ولم أكن أتصور أنه سيأتي يوم أسأل فيه عن شؤون اقتصادية. فأنا فنان ولا دخل لي بالمجال الاقتصادي الذي يحتاج إلى خبراء لكي يضيفوا معلومات مهمة وجديدة للقارئ وللجمهور.. (يصمت قليلاً ثم يقول مبتسماً) أما أنا، فلو تحدثت عن الاقتصاد لضللت الجمهور.

* من خلال هذا القدر من المتابعة، كيف تنظر لما تعرفه مصر من مشاكل اقتصادية ذات علاقة مباشرة بالمواطنين مثل ارتفاع الأسعار، وغيرها من المشاكل التي تؤثر سلباً على معيشة المواطن البسيط؟

ما يعيشه المواطن المصري حالياً، وخلال السنوات الأخيرة، معاناة بمعنى الكلمة في ما يتعلق بالشق الخاص بالمعيشة. وبالمعنى والمصطلح الشعبي "المواطن مطحون". فهناك غلاء أسعار وتكلفة العيش في ارتفاع وغيرها من المشاكل التي لا يمكن للمواطن البسيط أن يظل في مأمن منها. المواطن البسيط لا يستطيع مجاراة التطور السريع والزيادات المتتالية في الأسعار. أعتقد أن هذه أمور تجعل من الشعب المصري بطلاً، لأنه يتحمل ما لا يتحمله غيره من شعوب العالم. إذ لا توجد دولة مرت بما مر به الشعب المصري من أزمات وتماسكت مثلما تماسكنا. 

* هل يعني هذا التقييم أنك متفائل بشأن إمكانية تجاوز هذه الأزمات، بما فيها ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة الذي يثقل كاهل المواطنين البسطاء؟

طبعاً، أنا متفائل جداً، لأننا شعب لا يعرف المستحيل. فقد مرت علينا أزمات كانت أقسى مما نمر به الآن من صعوبات ومخاوف اقتصادية. 

* حين تواجه شعوب صعوبات وأزمات من قبيل ما تعاني منه مصر في الوقت الحالي، خصوصاً في المجال الاقتصادي، ما الدور المطلوب من الفنان، من وجهة نظرك؟

للفنان دور مؤثر جداً في مثل هذه الفترات لما يملكه من شعبية عريضة وثقة الجمهور التي حباه الله إياها. لا بد أن يستغل هذه الشعبية والثقة أفضل استغلال لمصلحة الوطن، وهي أسمى معاني الوطنية والشرف. 

* وكيف يتحقق ذلك؟

يصير هذا الأمر ممكناً عن طريق التوعية، فهناك أكثر من طريقة وأكثر من نافذة يمكن من خلالها تحقيق تلك الأهداف، وأولها الإعلام. لا بد أن يظهر الفنان بكثرة في البرامج التلفزيونية ويكثف مشاركاته في الأعمال الفنية، سواء كانت دراما أو سينما، ويعمل على مناقشة كل ما يدور في عقول وأذهان المواطن البسيط. 

* ولكن ما هو دور الفن في التعامل مع قطاع في الشارع المصري تختلط عليه الأمور من كثرة الأحداث؟ وهل يكتفي الفنان بالتعبير عن الواقع فقط أم يجب عليه تصحيح المفاهيم؟

عليه أن يخرج من دائرة الشك في بعض الأمور المهمة إلى دائرة النور واليقين. ذلك أن فئات عريضة من الشعب تكون في كثير من الأحيان تائهة، ولا تجد من يدلها على الصواب. 

* وما المطلوب من الفنان في هذه الحالة؟

تكمن أهمية دور الفنان، وكل من يحظى بالشعبية وثقة الجمهور، لكي يتحدث لهذا الجمهور ويدلهم على ما يعود عليهم بالفائدة ويخدم المصلحة العامة. ولن يحدث هذا إلا إذا كان الشخص المعروف أو الفنان نفسه ملمّاً بهذا الجانب، إذ يلزمه ألا يتحدث عن شيء لا يعرفه أو ليست له دراية جيدة به. 

* وهل اضطلع الفنانون المصريون بهذا الدور خلال الفترة الأخيرة موازاة مع الأحداث التي شهدتها بلادهم؟

قام بعض الفنانين، فعلاً، بهذا الدور، فيما تركه آخرون لمن لهم دراية وعلم بما تعاني منه البلاد من أزمات. فهناك مشكلة أكثر تعقيداً تبرز عندما يتحدث شخص عن شيء لا علاقة له به أو لا يعرف عنه إلا قليلاً. ففي هذه الحالة، تصير المشكلة أكبر، لأنه سيوجه الناس بلا دراية وإلمام بحقيقة الأوضاع.

المساهمون