بعد أيامٍ من نشاط واسع للبحرية الإيرانية ضمن المياه العراقية في الخليج العربي مقابل محافظة البصرة، شاركت قطعات بحرية تابعة للجيش العراقي، للمرة الأولى منذ احتلال العراق عام 2003، بمناورة بحرية نفذتها إيران في مياه الخليج العربي، يوم أمس الخميس، واستمرت ساعات طويلة، وشملت مياه شط العرب في محافظة البصرة أيضاً.
ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية في البصرة تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن "المناورات اقتصرت تغطيتها إعلامياً على الجانب الإيراني فقط، حيث كانت مشاركة العراق فيها رمزية بسبب تخلف قواته البحرية".
وأكد ضابط بالجيش العراقي أن "الإيرانيين شاركوا العراق في المناورة لأغراض إعلامية فقط ولدخولهم المياه العراقية وتوسعهم فيها"، مضيفا أن "الغرض المعلن في المناورة، هو محاربة القرصنة"، مع أن المنطقة لا توجد فيها أي أعمال قرصنة ولم تشهد بتاريخها القديم ولا الحديث أي أعمال قرصنة ولا يوجد فيها سوى صيادين.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية أن "المناورات تمت بإشراف قيادات بالحرس الثوري الإيراني، وقائد حرس الحدود العراقي"، وشدد قائد حرس الحدود في العراق، العميد حامد الحسيني، على "ضرورة زيادة التعاون بين الجانبين بهدف تأمين أمن الحدود وإرساء استقرار مستدام في المنطقة".
بدوره، قال قائد حرس الحدود الايراني، العميد قاسم رضائي، إن "الهدف من إجراء هذه المناورات رفع قدرات الجانبين العراقي والإيراني في مكافحة التهريب والقرصنة البحرية"،
موضحاً أن "هذا النوع من المناورات يأتي في إطار المصالح المشتركة لإيران والعراق، وزيادة التبادل والتعامل التجاري بينهما".
واعتبر رضائي أن "هذه المناورات تؤكد أن البلدين لن يسمحا لأي طرف ثالث بالتدخل في الشؤون الأمنية للمنطقة، بهدف زرع بذور الفتنة والتفرقة بين بلدانها".
في المقابل، أكد سكان محليون وصيادون من سكان البصرة أن "الطرف الإيراني استحوذ على أغلب أجزاء المناورة والقطعات البحرية العراقية، البالغة ستة زوارق فقط والتي حصلت عليها بغداد من واشنطن كهدية كانت تشارك بشكل رمزي في المياه".
وفي هذا السياق، عدّ خبراء ومراقبون عراقيون الخطوة بأنها رسالة إيرانية جديدة لدول الخليج العربي من خلال العراق، الذي باتت طهران تسيطر عليه بشكل واضح في مختلف المجالات السياسية والأمنية وحتى الاقتصادية.
وقال الخبير العسكري العراقي، مازن أحمد، لـ"العربي الجديد"، إن "المناورة من ناحية عسكرية هي غريبة، فقد تمت في مياه الخليج العربي على البصرة ضمن خط التالوك من الجانب العراقي، وهي منطقة تجارية مغلقة لا يمكن فيها إجراء أي مناورات بهذا الحجم العسكري".
ورأى أن الخطوة لا تعدو أن تكون رسالة سياسية لدول أخرى، تقول إن "إيران موجودة في العراق وبشكل مريح".