العراق: استياء وغضب شعبي لاعتداء ضابط على نازحين

العراق: استياء وغضب شعبي لاعتداء ضابط على نازحين

20 مايو 2015
النزوح الهائل من الأنبار(GETTY)
+ الخط -
أثار اعتداء ضابط في الجيش العراقي على نازحين من محافظة الأنبار متواجدين قرب جسر بزيبز بالضرب موجة استياء واستهجان واسعة في الشارع العراقي.


فقد وثّق ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عملية اعتداء الضابط على النازحين بطريقة وحشية، بالضرب بعقب بندقيته وبالشتم بألفاظ نابية للرجال والنساء، وبثوا تسجيلاً مصوراً على موقع فيسبوك، ما سبب موجة غضب عارمة من قبل شيوخ ووجهاء وأهالي الأنبار.

وأصدر المجلس المحلي لناحية عامرية الفلوجة (40 كلم غرب بغداد) بياناً قال فيه إنَّ "ضابطاً في الجيش العراقي برتبة عقيد أقدم على ضرب نازحين وسبهم وشتمهم عند جسر بزيبز المؤدي إلى العاصمة بغداد".

وطالب المجلس في بيانه قيادة عمليات بغداد بفتح تحقيق فوري بهذه الحادثة وإحالة الضابط المعتدي على النازحين إلى المحاكم المختصة، مضيفاً في بيانه "إنَّ ضابطاً في الجيش العراقي برتبه عقيد يدعى "عباس" يتولى مهمة الإشراف على جسر بزيبز ويقف فوق الجسر يقوم بالاعتداء على النازحين رجالا ونساءً بالضرب والشتم والسب".

واستنكر شيوخ ووجهاء الأنبار هذه الحادثة مطالبين الحكومة المركزية بموقف حازم تجاه هذا الضابط.


وقال الشيخ شبيب العيساوي أحد وجهاء قبائل آل بو عيسى في عامرية الفلوجة لـ"العربي الجديد" إنَّ هذا الضابط يجب أن يُحال إلى المحاكم المختصة، وأن تنتزع منه رتبته العسكرية. فما قام به أمرٌ مخزٍ ومعيب تجاه النازحين نساءً ورجالاً، فقد اعتدى بالضرب على النازحين وسبهم وشتمهم بألفاظ نابية لا يمكن أن تخرج من ضابط يرتدي بذلته العسكرية ويزعم أنه يدافع عن وطنه".

وبيّن العيساوي أنَّ "الحال الذي وصل إليه النازحون عند جسر بزيبز معيب ومخز لكل سياسيي الأنبار الذين لم يقدموا شيئاً يذكر لأهلهم وأبناء محافظتهم، وهو أمر معيب لكافة الكتل والأحزاب السياسية والحكومة المركزية وعلى رأسها رئيس الوزراء، فلا نرى أي موقف تجاه هؤلاء النازحين الذين يفترشون العراء تحت أشعة الشمس المحرقة منذ أيام، ولا تسمح الحكومة بمرورهم إلى عاصمة بلدهم، وفوق ذلك يقوم الجيش بإهانتهم وضربهم وسبهم".

من جهته، أوضح الشيخ صقر العمر أحد وجهاء الأنبار لـ"العربي الجديد" أنَّ "حالة اعتداء ضابط برتبة عقيد في الجيش على النازحين ليست الأولى، وقد أثارت غضبنا جميعاً، فمن المخزي أن يعتدي ضابط يزعم حماية الوطن والشعب على رجال ونساء وأطفال لا ذنب لهم في ما يجري ولا حول لهم ولا قوة، وعلى رئيس الوزراء أن يتخذ إجراءً حازماً ضد هذا الضابط إن كانت هناك دولة فعلاً".

وتابع العمر "أشعر بالحزن الشديد وأنا أرى المؤسسة العسكرية العراقية بتاريخها العريق تتحول إلى مؤسسة يديرها مجموعة من الضباط المرتزقة غير الأكاديميين. ففي الوقت الذي هرب فيه الجيش العراقي بضباطه ومراتبه من الرمادي، وهزم هزيمة منكرة ومخزية أمام تنظيم "داعش"، يقوم ضباط الجيش المنهزمون باستخدام سلطتهم وسلاحهم ضد النازحين العزّل. فأين كانت رجولة هذا الضابط وأمثاله حينما هربوا من الرمادي في ليلةٍ ليلاء".


وأكد شهود عيان وناشطون قرب جسر بزيبز أنَّ الحكومة العراقية رفضت فتح المعبر حتى لمرور المواد الغذائية والإنسانية والطبية. ومنعت مرور سيارات الإسعاف لإنقاذ الحالات الطارئة والمرضية بين النازحين، ما تسبب بوفاة عدد منهم بينهم نساء وأطفال وكبار سن.

وقال الناشط الإعلامي عمر ممدوح إنَّ "آلاف النازحين يتكدسون قرب معبر بزيبز في العراء، بانتظار سماح الحكومة العراقية لهم بالمرور إلى العاصمة بغداد، وحالتهم صعبة للغاية. وقد حدثت عدة وفيات بينهم بسبب عدم سماح الحكومة بمرور سيارات الإسعاف لإنقاذ الحالات المرضية والخطرة، ما اضطر سيدة نازحة إلى الولادة في عربة حديدية صغيرة لنقل البضائع أمام الناس".


ويتواجد أكثر من 25 ألف نازح من أهالي الرمادي، بحسب المنظمات الدولية، قرب جسر بزيبز، المعبر الوحيد المؤدي إلى العاصمة بغداد بانتظار سماح الحكومة لهم بالمرور نحو العاصمة في ثاني نزوح شهدته مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار خلال شهر.

اقرأ أيضاً:"داعش" يزيل الحدود بين سورية والعراق.. المرور بشهادة التوحيد