أنباريون: الحكومة حاربتنا مع "داعش"

أنباريون: الحكومة حاربتنا مع "داعش"

19 مايو 2015
قوات حكومية منهكة في الأنبار (فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أنّ مقاومة أهل الأنبار ضد تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) التي استمرت لعام ونصف عام لم يرد لها أن تستمر، ولم يرد لأهل الأنبار أن يكسبوا المعركة حتى لا تحسب لهم، فيما يتهم مسؤولون وقياديون عشائريون الحكومة بالعمل على إسقاط المحافظة لإدخال مليشيا "الحشد الشعبي"، لإظهار أهلها بصورة العاجزين عن تحقيق النصر.

يقول عضو مجلس محافظة الأنبار مزهر الملا لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجيش العراقي أصبح على المحك خلال الأيّام الأخيرة، وأنّ انسحابه كان مريبا من المعركة الأخيرة ومشكوكاً فيه"، مبيّنا أنّ "أول من انسحب من المعركة هو الجيش والقوات الخاصة تحديدا وبدون قتال، فيما بقيت الشرطة وأبناء العشائر يقاتلون وحدهم حتى استنفدوا أسلحتهم".

وأشار الى أنّ "قطعات الجيش انسحبت من الرمادي باتجاه قضاء النخيب، تاركة الأرض مفتوحة أمام داعش"، مشيرا إلى أنّ "انسحاب الجيش هذه المرّة ليس كانسحابه من الموصل".

وأوضح أنّ "انسحاب الموصل كان بسبب قوة داعش وهجومها العنيف، أما هذه المرة فإنّ الانسحاب كان سياسيا"، مبينا أنّ "هناك جهات سياسية أرادت للجيش أن ينسحب وأرادت سقوط المحافظة بيد داعش"، مؤكدا "هناك مؤامرة على الأنبار وخطة لإدخال الحشد الشعبي مهما كان الثمن حتى لو كلف سقوط المحافظة بالكامل".

من جهته، رأى القيادي في إحدى العشائر المتصدية لتنظيم "داعش" في محافظة الأنبار عمار العيساوي، أنّه "لم يرد لعشائر الأنبار أن تنتصر على التنظيم، كما انتصرت في السابق على تنظيم القاعدة". 

وقال العيساوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أهالي الأنبار وعشائرها مشهود لهم بالثبات في ساحات المعارك، وأعوام 2006 و2007 تثبت ذلك، من خلال تصديهم لتنظيم القاعدة وتقويضهم له"، مبينا أنّ "العشائر قضت اليوم عاما ونصف العام من الحرب ضد جانبين، الأول هو "داعش"، والثاني هي الإرادات التي تسعى لخسارتنا في المعركة". 

وأوضح أنّ "تلك الإرادات هي إرادات أحزاب سياسية وإرادات الحكومة في بغداد، التي حاربتنا من خلال منع السلاح عنّا للأسف، والتي لم ترد لنا أن ننتصر"، مبينا أنّ "الحكومة وقادتها كانوا في كل مناسبة يتحدثون عما يسمونه بعجز أهالي الأنبار عن مواجهة "داعش"، وعدم قدرتهم على الاستمرار بالمعركة".

وأشار الى أنّهم "مقابل ذلك كانوا يتحدثون عن قدرة كبيرة للحشد الشعبي، وأنّه هو الجهة الوحيدة التي تستطيع هزيمة داعش، الأمر الذي استدعى أن تحاك المؤامرات لسحب الجيش ومنع السلاح عن العشائر حتى تسقط الأنبار ولا يتحقق النصر على يد أهلها".

اقرأ أيضاً: قلق أميركي من خسارة "جولة الرمادي" وخيارات محدودة

 وأبدى العيساوي استغرابه من "حرب الحكومة لشعبها، كما هي اليوم تحاربهم في منفذ بزيبز وتمنعهم من دخول بغداد".

من جهته، رأى الخبير الأمني الاستراتيجي واثق العبيدي، أنّ "الواقع الميداني في الأنبار أثبت قدرة كبيرة لأهالي المحافظة، الذين استطاعوا بقدراتهم وسلاحهم الشخصي أن يصدوا داعش على مدى عام ونصف العام، في وقت تعجز فيه أعتى الجيوش عن مواجهة هذا التنظيم العالمي".

 وأضاف العبيدي خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحكومة للأسف لم تستثمر قوة أهالي الأنبار التي كان من الممكن أن تكون المنطلق لتحرير باقي محافظات العراق"، موضحا أنّ "أهالي الأنبار لو تم تسليحهم لتمكنوا من إضعاف داعش بالمحافظة، الأمر الذي يفتح الباب لتطهير المحافظات الأخرى". 

وأشار إلى أنّ "الحكومة اليوم ارتكبت خطأ استراتيجيا؛ من خلال ترك الأنبار تسقط بيد "داعش"، الأمر الذي سيشكل تهديدا كبيرا للعاصمة بغداد، خصوصا أنّ الأنبار هي امتداد لسورية، ما يعني أنّ داعش أصبح له خط واحد من بغداد إلى سورية، أي أن هجماته على بغداد ستكون أقوى مما تتصور الحكومة". 

يشار إلى أنّ أهالي الأنبار تمكنوا خلال أعوام 2007 – 2008، من القضاء على تنظيم القاعدة في المحافظة بشكل كامل، فيما قاوموا تنظيم داعش من أكثر من عام ونصف العام، وأبدوا قدرات كبيرة على القتال رغم السلاح البسيط الذي يمتلكونه قياسا بالأسلحة المتطورة التي يمتلكها داعش، فيما يعتبر نفاد أسلحتهم وعتادهم سببا رئيسيا لخسارة المعركة.

اقرأ أيضاً: بغداد تتحصّن من خطر "داعش" في الأنبار... وتستنجد بطهران

دلالات