العراق..كنوز بابل تطفو على مياه الفيضانات

01 ابريل 2016
عدم وجود حماية أمنية يعرض الآثار للنهب(getty)
+ الخط -
كشفت الفيضانات الأخيرة الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي هطلت في العراق، عن دفائن وكنوز جديدة في محافظة بابل، إحدى أقدم المدن في العالم، نحو 100 كلم جنوب العاصمة العراقية بغداد.

وأعلنت مديرية شرطة الآثار في محافظة بابل جنوب البلاد اليوم عن عثورها على 74 قطعةً أثرية تعود للحقبة البابلية، جرفتها مياه الفيضانات الناجمة عن الأمطار التي هطلت مؤخراً. وقالت الشرطة في بيان لها "إن هذه الآثار ظهرت نتيجة هطول الأمطار الشديدة على مختلف مناطق المدينة والقرى والأرياف التابعة لها في التلال والمناطق الأثرية حول المدينة".


وخلال تصريح صحافي، كشف مدير شرطة الآثار في مدينة بابل، العميد أمجد العوادي، أن قوات مشتركة مؤلفة من مديرية شرطة الآثار التابعة لقيادة شرطة بابل، والأمن الوطني، ودائرة الآثار، قد عثروا على مختلف القطع الأثرية بعد موجة أمطار غزيرة هطلت على التلال والمناطق الأثرية.

وأوضح العوادي "أن هذه القطع الأثرية ظهرت للعيان في الأراضي الرخوة، وعددها 48 قطعة أثرية متنوعة في ناحية الكفل (20 كلم جنوب بابل)، فيما عثرت القوة المشتركة في قضاء المسيب (30 كلم شمالي بابل)، على 26 قطعة أثرية أخرى". مبيناً أن تلك القطع تعود إلى الحقبة البابلية القديمة، وتضم مصكوكات نقدية بابلية قديمة جداً، وعدداً من القطع الفخارية. وقامت القوات الأمنية التي عثرت عليها بتسليمها "إلى دائرة الآثار في بابل لتسلمها بدورها إلى المتحف العراقي".


وتعتبر مدينة بابل إحدى أكثر المدن العراقية التي تضم كنوزاً غارقة في القدم لم يتم التنقيب عنها، خاصة بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، بسبب ما تمر به البلاد من أوضاع أمنية واقتصادية متردية.

وتلقي السلطات الأمنية في بابل بين الحين والآخر،  القبض على مهربين للآثار بعد نبشهم للكنوز الأثرية، لتهريبها خارج العراق. وتعرضت الآثار العراقية بعد عام 2003 إلى عمليات تدمير ونهب وتهريب منظمة، أسفرت عن فقدان البلاد لآلاف القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن كما يصف الخبراء.

وتمكن العراق بعد جهود متواصلة من المتحف العراقي ووزارة السياحة والآثار من استعادة المئات من القطع الأثرية المفقودة، والتي كانت مهربة إلى خارج البلاد، بعد التنسيق المسبق مع عدد من دول العالم، ولكن الخبراء يشكون من عدم وجود حماية أمنية للتلال والمناطق الأثرية في مدن جنوب العراق، ما يجعل الآثار عرضة للنهب المستمر، رغم الملاحقات الأمنية لعصابات تهريب الآثار في عموم البلاد.

ولا يكاد يمر شهر حتى تعلن القوات الأمنية العراقية عن القبض على عصابة لتهريب الآثار وبحوزتها قطع أثرية مختلفة، بعضها لا يقدر بثمن، ويفسر المراقبون عدم توقف عمليات نهب الآثار وتهريبها بأنه ضعف أمني، ووجود أصابع في الحكومة مشتركة في عمليات التهريب. وينبش المهربون المناطق والتلال الأثرية القديمة ليلاً وحتى نهاراً، بسبب غياب الحماية الأمنية الكافية للمواقع الأثرية.

دلالات
المساهمون