وفي كلمة وجّهها إلى الشعب المصري ونقلها التلفزيون الحكومي الرسمي، أوضح السيسي أنّه "بصدد اتخاذ إجراءات على الحدود مع قطاع غزة، لإنهاء المشكلة (الإرهاب) من جذورها"، لافتاً إلى أنّ تلك "الإجراءات ستكون كثيرة"، على حدّ قوله، من دون أن يوضح طبيعتها.
ويخشى الفلسطينيون تحميلهم تبعات ما جرى في سيناء، وخصوصاً أنّ حوادث سابقة حصلت في مصر، وسارع الإعلام إلى اتهام فلسطينيين بالوقوف وراءها، على الرغم من عدم إثبات صحة ذلك. وقد أغلقت السلطات المصرية، صباح اليوم، معبر رفح الذي يربط غزة بالأراضي المصرية.
وتحدّث السيسي، في كلمته عن "دعم خارجي جرى تقديمه لتنفيذ هذه العملية"، مخاطباً المصريين بالقول: "احذروا.. يريدون كسر إرادة مصر والمصريين وكسر إرادة الجيش باعتباره عمود مصر، وكأنهم يسألون المصريين: هل أنتم تريدون النجاح؟، تريدون عودة الدولة مرة أخرى، تريدون أن تتحركوا في جميع الجهات وتحققوا نجاحاً؟، كأنه ليس مطلوباً أن تنجح مصر".
وفي وقت لم يحدد فيه الرئيس المصري هويّة الجهات الخارجية التي اتهمها بدعم تنفيذ تفجير سيناء، أكد أنّ "مصر تخوض حرب وجود، وهناك شهداء سقطوا، وهناك شهداء سيسقطون مرة ثانية وثالثة، لأن هذه قضية حرب كبيرة، نحزن نعم، نتأثر نعم، لكن يجب أن نكون مدركين أبعاد المؤامرة الكبيرة ضدنا".
وحذّر السيسي من محاولات "للتدخل بين الشعب المصري وبين جيش مصر وأجهزة الدول"، واصفاً تلك المحاولات بالـ"الخطر الحقيقي".
وفي السياق نفسه، كلّف المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر، خلال اجتماع ترأّسه السيسي، لجنة من كبار قادة الجيش لدراسة ملابسات الأحداث الأخيرة في سيناء، كما صادق على خطة لمواجهة الإرهاب في سيناء. وقرر المجلس، بحسب بيان صدر عنه، "عقد جلسة مشتركة مع قيادات الشرطة عصر اليوم لتنسيق الجهود والمهام".
وأوضح المجلس، في بيانه، الذي نشرته الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، أنّ "المجلس استعرض خلال اجتماعاته تداعيات الأحداث الإرهابيّة الأخيرة بسيناء.. كما قام بدراسة الإجراءات المطلوب اتخاذها لمواجهة الإرهاب الغادر".
ولفت المجلس إلى "تكليف لجنة من كبار قادة القوات المسلحة بدراسة ملابسات الأحداث الإرهابية الأخيرة في سيناء واستخلاص الدروس المستفادة والتى من شأنها تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بكافة صوره فى سائر أنحاء الجمهورية". وتمّت "المصادقة على خطة القوات المسلّحة لمجابهة الإرهاب فى سيناء وعلى الاتجاهات الإستراتيجية الأخرى"، وفقاً للبيان.