الزّفة الشعبية

06 ابريل 2015
لوحة تعبيرية لفرقة زفة (العربي الجديد)
+ الخط -
يرغب العروسان في تشارك الرقص والفرح مع أحبائهما، لتكون ليلة الزفاف من ليالي الألف ليلة وليلة الخاصة بهما. وتختلف الزّفة الشعبية التقليدية من بلد إلى آخر، فكان أهل القرى في فلسطين ولبنان يشاركون في زفة العريس والعروس ليلة زفافهما بتقاليد لم تعد موجودة اليوم، ومع التطور وانتقال حفلات الزفاف إلى المطاعم والفنادق والصالات الكبرى، انتشرت فرق الزّفة التي تقدم لوحات فنيّة ورقصات عالمية، مع حفاظ البعض منها على التراث.

بدأ تيسير حجير حياته الفنيّة عندما كان طفلاً، وتعلّم العزف على آلات النفح و"القربة" تحديداً، يروي حجير لـ "العربي الجديد" كيف أسس فرقة "زفة العروس" ويقول: "كنت أعزف على آلة القربة في مخيم عين الحلوة (جنوب لبنان) ضمن فرق الكشاف الفلسطينية، وكانت بدايتي بتأسيس فرقة الزفة بالصدفة، حيث كان يحيي الفنان فضل شاكر حفل زفاف في مدينة صيدا في التسعينيات، وطلب منّا مشاركته في زفة العروس. ذهبت مع مجموعة من الشباب مجاناً، ولم نكن نعلم أنه علينا أن نطلب أجراً مقابل الزفة وكنا نرتدي ملابس عادية، لم تكن فرق الزفّة منتشرة في تلك الفترة كما هي منتشرة الآن". ويتابع: "وبعد الانتهاء من زفة العروس اقترح علينا أحد الأشخاص تأليف فرقة لـ "زفة العروس"، وقدّم لنا مبلغ مئتي دولار أميركي لكي نشتري ملابس".

ويضيف حجير: "بعد أن أسستُ فرقة الزفّة، كانت مشاركاتنا تقتصر على الأفراح داخل مخيم عين الحلوة في الشوارع وعلى أسطح البيوت، إلى أن أتتنا الفرصة وخرجنا للعمل خارج المخيم، وفي عام 1998 شاركنا بأحد البرامج التلفزيونية على قناة LBC، وقدمنا رقصاً استعراضياً على أنغام موسيقى القُربة، وأُعجب يومها المخرج سيمون أسمر بالفرقة، وطلب منا العمل معه في "نهر الفنون" شمالي بيروت. استمرّ عملنا هناك لمدة ثلاث سنوات، حيث كنا نشارك النجوم برقصات فلكلورية ولوحات فنية".

يشرح حجير أن في الفرقة اليوم 40 شخصاً ما بين موسيقيين وراقصين "فلسطينيين ولبنانيين"، ويشمل عملهم التنقل بين في مختلف المناطق اللبنانية والمشاركة بحفلات في أفخم المطاعم والفنادق ويقول: "الأكثرية لا تعرف أننا فلسطينيون من مخيم عين الحلوة لأن البعض يخاف من كلمة "مخيم"، وأتوقع أنهم لو عرفوا أننا فلسطينيون فلن يترددوا بإيجاد فرقة بديلة، ولكننا فرضْنا أنفسنا بطريقة عملنا وحرفيتنا في إحياء حفلات الزفاف".

تُتقن الفرقة "الزفّات" المتنوعة، فبعض الفلسطينيين يرغبون في أن يُستحضر التراث الفلسطيني في أفراحهم، فتقوم فرقة "زفة العروس" بكل خطوات العرس الفلسطيني التقليدية من حمام العريس إلى الحلاقة والحنّة للعروس، واللافت أن الإقبال على طلب الفرقة لم يعد محصوراً بالفلسطينيين فقط، وتتقن الفرقة أيضاً الدبكات الفلكلورية اللبنانية، وإذا رغب العريس في زفة غربية فهم يتقنون الإسبانية والهندية. يسعى حجير لتأسيس فرقة للرقص ويطمح أن تصل للعالمية، كي يقدم رقصات ولوحات فنية من البلدان العربية كافة، ويُساهم بنشر المواهب العربية.
المساهمون