التحكيم العربي في المونديال بين النجاح والضياع (2)

التحكيم العربي في المونديال بين النجاح والضياع (2)

11 يونيو 2014
الحكام العرب في بطولات كأس العالم (Getty)
+ الخط -

بعد نشر الحلقة الأولى من التحكيم العربي في المونديال، التي تناولت الحقبة الممتدة من مونديال 1934، مروراً بهدف مارادونا الشهير بيده، وصولاً إلى مونديال إيطاليا 1990، تنشر "العربي الجديد" الحلقة الثانية والأخيرة من مشاركات الحكام العرب في بطولات كأس العالم من العام 1994 حتى 2010.

الشريف يُشارك للمرة الثالثة ... والجويني يعود من جديد

واصل الحكم السوري، جمال الشريف، مسلسل تألقه اللافت تحكيمياً، ليمنح له حق التواجد في المونديال للمرة الثالثة على التوالي في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1994 التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث نجح خلالها في قيادة ثلاث مباريات إلى برّ الأمان، ليُحقق بذلك رقماً قياسياً على المستويين العربي والآسيوي، باعتباره أول حكم آسيوي يقود ثلاث نهائيات لكأس العالم.


وجمعت المباراة الأولى التي قادها الحكم السوري رومانيا وكولومبيا، وانتهت بفوز الأول (3 – 1)، في حين جمعت الثانية روسيا والكاميرون وانتهت بفوز الأول (6 – 1)، في الدور الأول، أما الثالثة فقد جمعت منتخبي بلغاريا والمكسيك وانتهت بفوز الأول (3 – 1)، بركلات الترجيح في الدور الثاني، وقد طرد في المباراة الأخيرة البلغاري إميل كرمنلييف والمكسيكي لويس غارسيا.


أما الحكم التونسي ناجي الجويني، فقد أدار مباراتي سويسرا ورومانيا، وبلغاريا والأرجنتين الصعبة. من جانبه أثبت الحكم الإماراتي، علي بوجسيم، جدارته في إدارة مباراة بلغاريا واليونان، وأنذر ثمانية لاعبين من الفريقين، وكانت جرأته سبباً في إسناد مباراة تحديد المركز الثالث بين السويد وبلغاريا، والتي انتهت بفوز السويد 4/0 ونجح بجدارة في هذه المباراة الصعبة.

حكم عربي يقود نهائي كأس العالم

لا تحتوي مشاركات الحكام العرب في تاريخ نهائيات كأس العالم على إنجاز أفضل مما حقّقه الحكام العرب في مونديال فرنسا عام 1998، والذي ارتقى فيه التحكيم العربي إلى أعلى المستويات، إذ بلغ إدارة الحكم الدولي المغربي سعيد بلقولة لنهائي البطولة، الذي جمع بين فرنسا المضيفة والبرازيل، والذي انتهى لمصلحة الفرنسيين بنتيجة (3 – صفر).


وشهدت مباريات الدور الأول نجاحاً لافتاً لكل من الإمارتي بوجسيم والمصري جمال الغندور والمغربي سعيد بلقولة في مهماتهم في الدور الأول، وحصولهم على نقاط عالية؛ الأمر الذي دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلى اختيار الغندور للمباراة المصيرية التي جمعت بين البرازيل والدانمارك في الدور ربع النهائي، وكان عند حسن الظن، فيما أوكلت إلى "بو جسيم" مهمة إدارة المباراة الحساسة بين البرازيل وهولندا في الدور نصف النهائي، وأبلى بلاءً حسناً.


أما المغربي سعيد بلقولة، فقد نال شرف أن يصبح أول حكم عربي يقود مباراة نهائية عندما أدار لقاء القمة بين فرنسا والبرازيل، ولم يتردد في طرد مدافع الدولة المضيفة مارسيل ديسايي قبل نهاية المباراة بربع ساعة. من جانبه، قاد الحكم السعودي عبد الرحمن الزيد مباراتي الباراغواي وبلغاريا وهولندا والمكسيك، ولم يكن في أفضل حالاته، فلم يكمل المشوار في تلك البطولة.

حضور عربي لافت في كوريا الجنوبية واليابان

وفي مونديال 2002 الذي أقيم في كوريا الجنوبية واليابان؛ اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عشرة حكام عرب ضمن الطاقم التحكيمي الذي سيقود مباريات مونديال كوريا الجنوبية واليابان.


وتم اختيار خمسة حكام للساحة، هم علي بوجسيم (الإمارات) وسعد كميل (الكويت) وجمال الغندور (مصر) ومراد الدعمي (تونس) ومحمد الكزاز (المغرب)، كما اختير خمسة حكام للتماس، هم عوني حسونة (الأردن) وعلي طريفي (السعودية) وحيدر قليط (لبنان) وفرج وجيه (مصر) وتوفيق العجنقي (تونس).


وشارك الحكم الإماراتي علي بوجسيم للمرة الثالثة على التوالي معادلاً رقم الحكم السوري جمال الشريف، ولعل أبرز المباريات التي قادها مباراة الافتتاح التي جمعت بين فرنسا والسنغال، والتي فازت بها السنغال (1 – صفر)، كما أدار مباراة الأرجنتين والسويد (1 –1)، التي تسببت في خروج الأرجنتين من البطولة.
بينما شارك المصري جمال الغندور للمرة الثانية على التوالي، وأدار خلال البطولة ثلاث مباريات هي إسبانيا والبارجواي (3 – 1)، المباراة التي احتج فيها لاعبو الباراغواي على ضربة الجزاء الإسبانية، كما قاد مباراة البرازيل وكوستاريكا ومباراة كوريا الجنوبية وإسبانيا في دور الثمانية، وفازت كوريا بـركلات الترجيح (5 – 3)، بعد التعادل السلبي وشهدت هذه المباراة هدفاً إسبانياً، لكن الغندور لم يحتسبه بعد إشارة المساعد بـ خروج الكرة، ولم تكن خرجت، وخرجت إسبانيا من البطولة.


أما التونسي مراد الدعمي، فقد أدار مباراة المكسيك والأكوادور، فيما قاد المغربي محمد الكزاز مباراة إسبانيا وسلوفينيا، من جانبه أدار الكويتي سعد كميل مباراة الدنمارك والأوروجواي ثم إسبانيا وجنوب أفريقيا، ونجح بجدارة، فقد أسندت إليه مباراة تركيا وكوريا الجنوبية لـتحديد المركز الثالث، فـكان الحكم الأبرز والأفضل في البطولة بين العرب.

تراجع مخيف في نسختي 2006 و 2010

وشهدت النسختان الماضيتان من بطولة كأس العالم، تراجعاً مخيفاً للتحكيم العربي، فقد أعلنت اللجنة المنظمة للمونديال التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم في فرانكفورت أن "الفيفا" اختارت 23 حكمَ ساحةٍ لقيادة المباريات الـ64 في مونديال 2006 في المانيا، ومن بينهم حكم عربي وحيد هو المصري عصام عبد الفتاح، ليُشكّل هذا النبأ صدمة الكبيرة.


وأدار "عبد الفتاح" مباراة أستراليا واليابان عام 2006، وذلك قبل أن يعتزل التحكيم عام 2010 بعد بطولة الأمم الإفريقية، وعرفت تلك النسخة أيضاً مشاركة الحكم الإماراتي، عيسى درويش، الذي جاء تواجده كحكم مساعد في بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا.

ولم يختلف الحال كثيراً في النسخة الماضية التي أقيمت في جنوب إفريقيا، فلم يُشارك في البطولة سوى حكم عربي وحيد، هو السعودي خليل الغامدي، الذي شارك كحكم ساحة، وذلك بعد إخفاق كلّ من المصري ناصر صادق والجزائري محمد شعبلي، واستبعاد الحكم الجزائري محمد بن نوزة، وكُلّف حينها الحكم السعودي "خليل الغامدي" بإدارة مباراة فرنسا مع المكسيك.

جزائري وبحريني في قائمة حكام مونديال 2014

وشهدت قائمة الحكام المرشحين لإدارة مباريات النسخة الحالية من بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل تواجد حكمين عربيين فقط هما: الحكم الجزائري جمال حيمودي، والحكم البحريني نواف شكر الله، حيث أدرج الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أسماء العديد من الحكام الدوليين المعروفين في القائمة والتي ضمت 25 مرشحاً، من بينهم الإنجليزي هاوارد ويب والبرتغالي بيدرو بروينكا.

دلالات

المساهمون