الائتلاف السوري في موسكو لـ"جسّ النبض"

الائتلاف السوري في موسكو لـ"جسّ النبض"

13 اغسطس 2015
أمل بأن تتخلى موسكو عن دور "الشريك بالحرب" (الأناضول)
+ الخط -
يستمرّ الحراك السوري في روسيا مع وصول وفد من "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" برئاسة خالد خوجة، أمس الأربعاء، إلى موسكو، في مؤشر إلى حدوث تطوّرات جديّة في ملف الأزمة.

ويعول الوفد أن تُسفر اللقاءات التي سيجريها مع الروس، عن تقارب أكثر في وجهات النظر، لجهة التخلي الروسي عن دور "الشريك بالحرب"، باتجاه تأدية دور "الوسيط"، بغية إيجاد حلّ سياسي، رغم أن حظوظ الحلّ السياسي متدنية في ظلّ تعنّت النظام وتحوّل الأمور نحو الحسم العسكري.

ومن المتوقع أن يلتقي خوجة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومن ثم المبعوث الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، اليوم الخميس. ويبدو أن اللقاءات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة مطلع الشهر الحالي، بين ممثلي كل من دول الخليج والولايات المتحدة وروسيا، عقب توقيع الغرب اتفاقه النووي مع إيران، قد أثمرت الحراك الحالي.

وفي هذا الصدد، قال عضو الهيئة السياسية وأحد أعضاء الوفد بدر جاموس، لـ"العربي الجديد"، إن "الوفد سيبحث آخر المستجدات السياسية، وسيناقش الإحاطة التي تقدم بها المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا أمام مجلس الأمن، والوضع الميداني، وأهمها ما يحصل في مدينة الزبداني. كما سيبحث موقف الائتلاف ووثيقة التسوية السياسية التي أقرها الائتلاف، وتوافق عليها مع مكونات المعارضة السورية".

وأضاف أنه "سنطرح على روسيا أطر الحل السياسي في سورية من وجهة نظر الائتلاف، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري لنيل حريته وكرامته، وسنبحث الأفكار والمبادرات التي يتم طرحها على الساحة الإقليمية والدولية".

اقرأ أيضاً معارضون سوريون: المبادرة الإيرانية مرفوضة ولا بقاء للأسد 

وأشار جاموس إلى أن "الائتلاف كان مستمراً بالتواصل مع روسيا"، معرباً عن أمله بأن "تكون روسيا قد أدركت أنه حان الوقت لرحيل (رئيس النظام السوري) بشار الأسد وكل أجهزته الأمنية، الذين تلطّخت أيديهم بدماء الشعب السوري، من أجل المحافظة على ما تبقى من مؤسسات الدولة السورية". ويضم وفد "الائتلاف" كلاً من رئيس الائتلاف خالد خوجة ونواب الرئيس نغم غادري ومصطفى أوسو، وعضو الهيئة السياسية بدر جاموس وعضو الهيئة العامة جورج صبرة.

وكان مصدر مطلع قد كشف لـ"العربي الجديد"، يوم الثلاثاء، أن "روسيا طرحت أن يكون نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، أو عدد من الأسماء الأخرى لتولّي المرحلة الانتقالية في سورية، بديلاً عن الأسد". وأشار إلى أن "روسيا ستكون اللاعب الرئيس في المرحلة المقبلة فيما يخص الملف السوري".

وأضاف المصدر أن "روسيا أعلمت الولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية، أنها غير متمسكة ببشار الأسد وإنما تبحث عن بديل يحفظ لها مصالحها، خصوصاً قواعدها العسكرية في الساحل السوري". ولفت إلى أن "روسيا باتت تدرك ضرورة إيجاد البديل لبشار الأسد، قبل انهيار النظام بشكل مفاجئ".

وأوضح أنه "جرى التفاهم في اجتماع الدوحة على العديد من الملفات التي سيكون لها انعكاساتها في الأيام القليلة العتيدة، تحديداً في ما يتعلق بالمنطقة الآمنة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة في شمال سورية".

من جهته، رأى المعارض السوري وعضو المجلس الوطني السابق فواز تللو، أن "الروس لن يتخلّوا عن الأسد بالمعنى الحقيقي، وأن أقصى ما يمكن أن يقدموه مع الإيرانيين يحصل في لحظات انهيار النظام، لا قبلها، وأن أقصى ما سيقدموه هو عملية تفويض سلطة شكلية من الأسد إلى أحد مقرّبيه".

وكشف أن "ما يجري اليوم من حراك دبلوماسي هو لعب في الوقت الضائع، قبيل بدء المواجهة الحاسمة في سورية، ولا يتعلق الأمر ببدايات سلام آتٍ". واعتبر أن "المعارضة ينطبق عليها المثل القائل: العرس بدوما والطبل بحرستا". واتهم تللو المعارضة السورية، بأنها "تهرول لحجز مقعد تفاوضي بأي ثمن، بينما طبول الحرب تُقرع عملياً".

وأكد تللو أن "التخلي الروسي عن الأسد في حال تمّ، فسيكون ضمن عملية شكلية بتفويض شكلي لبعض صلاحياته، ونقلها لنائب له". ونفى أن "يكون الموقف الروسي من قرار مجلس الأمن الأخير بمحاسبة مستخدمي السلاح الكيماوي في سورية، بأنه تغيّر في الموقف الروسي". وأوضح أن "موضوع السلاح الكيماوي وعقابه يُشكّلان طريقاً طويلاً وورقة لن يظهر مفعولها إلا بعد سنوات، وقد تُستخدم وقد لا تُستخدم". واستشهد تللو بقضية الرئيس السوداني عمر البشير. واعتبر تللو أن "إيران تبحث عن تعديل الدستور، من أجل تقسيم سورية إلى فيدراليات تمهيداً لهزيمة النظام المتوقعة، وبالتالي تفادي الهزيمة الكاملة بالذهاب للتقسيم الطائفي".

اقرأ أيضاً: مجلس الأمن يدعم جهود دي ميستورا للتوصل لحل بسورية