تأهلت الأوروجواي إلى الدور الثاني بعد أن أقصت إيطاليا بهدف نظيف، ومساعدة تحكيمية، لتخرج إيطاليا من الدور الأول في المونديال البرازيلي بدون تحقيق نتائج جيدة، الأمر الذي يتكرر للمرة الثانية على التوالي بعد الخروج القاسي سنة 2010.
حذر شديد وغارات وهمية
دخل المنتخبان مباراة الصراع من أجل الظفر بالبطاقة الثانية المؤهلة إلى الدور القادم، وتملك إيطاليا الأفضلية حيثُ تحتاج إلى التعادل فقط من أجل حجز مقعد في الدور الـ 16، بينما الأوروجواي لا ينفعها سوى الفوز من أجل العبور من مجموعة الموت التي لم ترحم كبار كرة القدم.
بدأت المباراة بحذر شديد من المنتخبين من جهة الاندفاع الهجومي الذي لم يظهر من الجانبين إلا في حالات نادرة، لم ترتقِ جلها إلى مستوى الخطورة المطلوبة في ظل مناوشات طفيفة على مشارف منطقة الجزاء، الأمر الذي حال دون هز الشباك باكراً، ليأتي بيرلو ويوجه رسالة تهديد للمرمى الأوروجواياني عبر ركلة حرة سددها بقوة تصدى لها موسليرا (د.12).
شوط تكتيكي بامتياز
وظهر الضغط البدني العالي على البساط الأخضر، من الرقابة على مفاتيح اللعب الإيطالية المتمثلة ببيرلو وبالوتيللي، ومن جهة الأوروجواي سواريز وكافاني، كما تميز المنتخبان بالتمركز المُمتاز والانتشار المرسوم على أرض الملعب، الذي لم يسمح لأي لاعب بصناعة فرصة حقيقية على المرمى.
وأغلقت الأوروجواي كل الثغرات المؤدية إلى مرماها، ولم تترك أي متنفس لمهاجمي إيطاليا من أجل الوصول إلى منطقة الجزاء، لكن المنتخب الإيطالي وصل إلى المنطقة المحظورة، وكاد أن يفتتح التسجيل إثر عرضية تابعها إيموبيلي بشكل خاطئ خارج المرمى (د.29)، وسنحت فرصة كبيرة من أجل التسجيل للأوروجواي عبر تمريرات بينية رائعة بين سواريز ولوديرو لينفرد سواريز ويسدد كرة أنقذها بوفون (د.32) على دفعتين.
طرد ظالم وتحكيم هزيل وهدف قاتل
في الشوط الثاني أخرج برانديلي بالوتيللي تفادياً لعدم تلقي بطاقة حمراء، إذ إن المهاجم الإيطالي كان متهوراً في بعض الكرات ومتوتراً جداً، بينما استعان تاباريز باللاعب بيريرا من أجل تكثيف الهجوم، وفعلاً تبدل شكل المباراة كثيراً، إذ بدأت الأوروجواي تُغامر أكثر في الهجوم في حين كان تركيز إيطاليا على الدفاع من أجل الخروج بنقطة والتأهل إلى الدور الثاني.
لكن الحكم رودريجيز أراد تغيير معطيات المباراة بشكل غريب، بعد الطرد القاسي لماركيزيو بعد تدخل قوي على الكرة، كان الأجدر بحكم المباراة ربما منح بطاقة صفراء بسبب الخطأ، الأمر الذي جعل المنتخب الإيطالي يعاني في ما تبقى من عمرالمباراة.
لتبدأ رحلة المعاناة الإيطالية منذ الكرة الأولى عبر تسديدة من سواريز تصدى لها بوفون ببراعة (د.65)، لتضغط الأوروجواي بكل قوتها من أجل تسجيل هدف الفوز الذي يمنحها التأهل إلى الدور الثاني، في ظل تكتل دفاعي كبير من منتخب إيطاليا الذي لعب بعشرة لاعبين، ليأتي جودين ويمنح الهدف الغالي عبر رأسية عانقت الشباك (د.82).
وسيرت الأوروجواي المباراة بعد ذلك مثلما شاءت، وضغطت إيطاليا في المقابل من أجل تعديل النتيجة تجنبا للخروج من الدور الأول المُذل، لكن الآزوري عجز عن تحقيق مبتغاه والتحق بركب إسبانيا وإنجلترا والبقية.
إنجلترا بنقطة.. وكوستاريكا مفاجأة مونديال البرازيل
غابت الرهانات عن المواجهة الثانية بين منتخب كوستاريكا الذي ضمن تأهله إلى الدور الثاني ومنتخب إنجلترا الذي ودع المسابقة، وعلى الرغم من ذلك لم تعرف تشكيلة المنتخب الكوستاريكي تحويرات عديدة، بينما شهدت تشكيلة المنتخب الإنجليزي تحويرات بالجملة عمل منافسه على حفظ ماء الوجه والعودة من البرازيل على الأقل بانتصار، لكن التعادل (0-0) حسم المواجهة.
ولم يعرف الشوط الأول من المواجهة اهتزاز شباك أي طرف مثلما كان متوقعا، على الرغم من بعض الفرص التي أتيحت لستوريدج وبركلي من جانب المنتخب الإنجليزي أو برينس وكامبيل من جانب منتخب كوستاريكا، لينهي الحكم الجزائري جمال حيمودي الشوط الأول من دون أهداف.
وكثف المنتخب الإنجليزي ضغطه على منافسه في الشوط الثاني، بينما فضل المنتخب الكوستاريكي العودة إلى الدفاع واعتماد سلاح الهجمات المعاكسة، خاصة في الدقيقة 59 عندما تألق الحارس نافاس أمام ستوريدج، والدقيقة 65 عندما اصطدمت كرة المهاجم ستوريدج بالقائم.
ودفع هودجسون مدرب المنتخب الإنجليزي بثنائي الخبرة في المجموعة جيرارد وروني بحثا عن النجاعة الهجومية، لكن التعادل بلا أهداف حسم المواجهة بين الطرفين، فرفع منتخب كوستاريكا رصيده إلى سبع نقاط، بينما يغادر منتخب إنجلترا إلى لندن بنقطة يتيمة في جرابه في المركز الأخير.