الأردن يعترف بخطأ استراتيجيته مع اللاجئين ويطلب المساعدة الدولية

08 ديسمبر 2014
قرابة الـ 1.5 مليون لاجئ سوري في الأردن (Getty)
+ الخط -


دعا مسؤولون في المملكة الأردنية، المجتمع الدولي، إلى مساعدة الأردن في تحمل أعباء الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين الذين تدفقوا على بلادهم، معترفين بخطأ تقديرات بلادهم لطبيعة الأزمة السورية، ما انعكس على تعاملهم مع قضية اللاجئين السوريين.

وأكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني، إبراهيم سيف، خطأ استراتيجية بلاده في التعامل مع التدفق الأول للاجئين، وذلك بعد قرابة الأربع سنوات على اندلاع الثورة السورية، قارب عدد اللاجئين السوريين في الأردن المليون ونصف المليون لاجئ، حسب التقديرات الرسمية، مسجل منهم لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 612 ألفا فقط.

وأشار الوزير الأردني إلى أن موطن الخلل في تعامل بلاده مع أزمة اللجوء السوري، أن الأردن تعامل "مع الأزمة السورية من المنطلق الإنساني البحت، وباستراتيجية تقوم على توفير الخدمات الأساسية للاجئين السوريين".

وأوضح الوزير، في حديثه اليوم الاثنين أمام مؤتمر "اللاجئون السوريون في الأردن: سؤال المجتمع والإعلام"، أن الأردن تعامل- كما المنطقة- "تحت انطباع أن الربيع العربي سيحدث تحولات جذرية في المنطقة، وسورية جزء من الأزمة، وستنتهي قريبا"، لكن هذه النهاية القريبة لم تحدث، ما فرض على الأردن "نتيجة لطول الأزمة وارتفاع عدد اللاجئين، مقاربة أخرى"، حسب سيف.

وكان الأردن قد تمسك منذ تدفق اللاجئين السوريين إليه، بالتزامن مع انطلاق الثورة السورية مطلع مارس/آذار 2011، وحتى عام كامل بوصفهم بالضيوف، رافضا الاعتراف بهم كلاجئين.

اللجوء للمجتمع الدولي
وتجلت المقاربة الجديدة في اللجوء إلى المجتمع الدولي للمساهمة في تحمل أعباء اللجوء مع الأردن، حيث باتت البلاد عاجزة عن تحمل الأمر منفردة، في ظل عدم وجود أفق لحل الأزمة.

وتخوف الوزير من أن يؤدي طول الأزمة إلى أن "يشيح العالم بنظره عن الأردن"، وهذا ما دفع وزارته إلى الإعلان عن حاجتها لـ2.87 مليار دولار أميركي لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن خلال العام القادم.

هذا الإقرار بخلل التقديرات الأردنية في التعامل مع الأزمة السورية، وانعكاساتها في تعامل الدولة مع اللاجئين، عززه ناب رئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، اللواء المتقاعد رضا البطوش.

ولفت إلى خلل أصاب تقديرات بلاده الخاصة "بقدرة النظام السوري على الصمود"، وهذه التقديرات التي دفعت الأردن إلى فتح حدوده دون ضوابط أمام اللاجئين. مطالبا العالم بأن يتقاسم الأعباء التي يتحملها الأردن.

رئيس بعثة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أندرو هاربر، توقع للأزمة السورية أن تطول، وأن يتواصل تدفق اللاجئين إلى الأردن، حاثًّا العالم على تغيير نبرة الحوار والنقاش فيما يتعلق باللاجئين السوريين في الأردن، والانتقال من بحثها كحالة طارئة على المدى القصير، إلى استثمار في المدى الطويل، بما يساعد الاقتصاد الأردني والبنية التحتية للمملكة.

وأكد هاربر أنه "لم يعد الأمر محصورا في اعتباره أزمة سورية، بل أصبح أزمة الشرق الأوسط"، موضحا أن "الأردن البالغ تعداد سكانه 7 ملايين نسمة، محاط بدول في وضع حرب، يبلغ عدد سكانها 40 مليونا، وذلك يبرر مخاوفها الأمنية".