الأردن: صفحات "شباب 24 آذار" الفيسبوكية مهجورة

26 مارس 2015
اختفى الحراك وبقي صفحات فيسبوك (Getty)
+ الخط -
عشرات الصفحات المهجورة على موقع "فيسبوك"، أو التي أصبحت ناشطة في غير الغاية التي أنشئت لأجلها... هو ما تبقى من ذكرى الاعتصام المفتوح الذي شهده الأردن قبل أربع سنوات، والذي نفذته حراكات شبابية متأثرة بموجة الربيع العربي، هدفها إصلاح النظام الأردني، أطلقوا على نفسهم يومها اسم "شباب 24 آذار".


[إقرأ أيضاً: الأردن: قرار بمنع بث المواد الإباحية فضائياً]

في 24 مارس/ آذار 2011، وبعد أسابيع من "التعبئة الفيسبوكية" زحف الشباب في محاكاة لثورات الربيع العربي، مستلهمين تجربة ميدان التحرير المصري، حاملين خيامهم، صوب ميدان جمال عبد الناصر، المعروف شعبياً باسم "دوار الداخلية"، والواقع في قلب العاصمة عمّان، ويربط بين طرق العاصمة الحيوية، عازمين على البقاء حتى تحقيق كامل مطالبهم الإصلاحية، التي تبدأ بمحاربة الفساد ومعاقبة الفاسدين وصولاً إلى إحداث تعديلات دستورية تكفل التداول السلمي للسلطة عبر حكومات برلمانية منتخبة.
كانت مهمة نصب الخيمة الأولى صعبة، في ظل التواجد الأمني المكثف الذي كان يهدف إلى عرقلة الاعتصام، لكن الخيمة الأولى نصبت، وتجمع في الميدان إسلاميون ويساريون وقوميون وعشائريون وحزبيون ونقابيون، يوم كانوا متجمعين على هدف واحد، قبل أن يتفرقوا لاحقاً، بل وتناحروا في ما بينهم.
كانت الحماسة تشع من العيون، وكان التصميم بادياً في الملامح، وكان الاعتقاد السائد أن الهدف أوشك على التحقق، وكانت الهتافات منضبطة باستثناء ما خرج دون تنسيق مع قيادة الاعتصام ينتقد رأس النظام... صبيحة 25 مارس/آذار، والذي صادف يوم جمعة، كان الخناق يضيق على المعتصمين، والحضور الأمني يزداد. في أقل من ساعة، أصبح الاعتصام كأنه لم يكن، وتحول الميدان إلى ثكنة عسكرية. اعتقل من اعتقل، وأصيب من أصيب، وسقط قتلى، اعتبروا شهداء الحرية، ورفضت الجهات الرسمية تحمل مسؤولية موتهم.

[إقرأ أيضاً: أردنيون غاضبون: إسرائيليون يرقصون في مطار الملكة علياء!]


الذكرى الرابعة للاعتصام، لم يتذكرها أحد، أو لم تشهد محاولات لإحيائها على غرار ما كان يحدث في السنوات الماضية، بعد أن تفرق المعتصمون وتناحروا فيما بينهم وتبادلوا الاتهامات، وبعد أن عادت القبضة الأمنية لتفرض نفسها تحت شعار "إعادة هيبة الدولة".
المساهمون