اعتقال مخرج "الرئيس" في تركيا: نهاية فيلم "الانتفاضة" بمقتل أردوغان!

15 يوليو 2017
انتهى الفيلم بمقتل أردوغان في المشهد الأخير (يوتيوب)
+ الخط -
اعتقلت السلطات التركية المخرج السينمائي، علي أوجي، والذي أخرج فيلم "الرئيس" الذي جرى عرضه في نيسان/ إبريل الماضي في بعض دور السينما بأنقرة، ويروي حياة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وجاء الاعتقال بتهمة انتماء المخرج للكيان الموازي "جماعة فتح الله غولن" قبل عرض فيلم "الانتفاضة" للمخرج نفسه، والمقرر اليوم بمناسبة الذكرى الأولى للانقلاب الفاشل.

وأصدرت النيابة العامة في إسطنبول قراراً باعتقال المخرج أوجي، ليتم إلقاء القبض عليه في منزله بمنطقة باغجولار في إسطنبول.

كذلك قُبض خلال تفتيش المنزل على شخص هارب من العدالة يدعى حسن أصلان، ولكن بعد التعرف على هويته والتأكد منها تبين أنه فتح الله قره بيبار الصادر بحقه قرار اعتقال والهارب من تحقيقات شملت جامعة يلدرز التقنية التابعة لتنظيم غولن.

وتبيّن أن قره بيبار هو أحد مستخدمي تطبيق الاتصالات المشفر الخاص بتنظيم غولن المعروف بنظام "باي لوك".

ويقول المحلل التركي يوسف كاتب أوغلو، إنه تم عرض فيلم الرئيس قبل شهرين، وكان فاشلاً  بالمقاييس الفنية ولم يحقق أرباحاً، كما لم تستشر الحكومة التركية بالموضوع، على الرغم من إيهام المخرج والشركة المنتجة بأن الفيلم بدعم وتوجيه حكومي.

ويتابع كاتب أوغلو لـ"العربي الجديد" أعتقد أن تورط جماعة فتح الله غولن بالخديعة عبر محاولة إظهار جوانب إيجابية بشخصية أردوغان، من خلال فيلم الرئيس، ليمرروا فيلم الانتفاضة الذي كان سيعرض اليوم، لتحويل الاحتفالات الشعبية اليوم، إلى شغب ضد حزب "العدالة والتنمية" وتركيا بيوم الاحتفال، معتبراً أنه تم إفشال المؤامرة من خلال اعتقال الكادر والمخرج، قبل تحقيق الهدف الذي تم كشفه، سواء من خلال التحقيقات أو حتى عبر مجريات الفيلم الذي يقتل خلاله الرئيس بالمشهد الأخير في محاولة للإيهام بنجاح الانقلابيين.

 


ونشرت وسائل إعلامية تركية أن المخرج أوجي استغل مالك شركة "أفرنسال" للإنتاج السينمائي باسم الرئيس أردوغان في فيلمه، بعد أن بحث عن ممول للفيلم وقام بجهود بالغة ليعطي انطباعاً بأن الفيلم مدعوم من قبل الرئاسة.

ليواصل المخرج أوجي الاستراتيجية ذاتها التي اتبعها مع فيلم "الرئيس"، في فيلمه الجديد "الانتفاضة"، للفت انتباه الرأي العام، وذلك بمشروع فيلم يروي محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا يوم 15 يوليو/ تموز الماضي، لكن الإعلان الترويجي الذي نشر مؤخراً تبين أنه دعاية إعلانية لتنظيم "غولن"، إذ أظهر الفيلم نجاح التابعين للأخير في تدبير الانقلاب، بحسب ما يرى مراقبون أتراك.

كذلك أظهرت أجزاء من مشاهد الفيلم هجوماً مروحياً داخل مسجد الفاتح وجانباً آخر لاستهداف عائلة أردوغان وقتلها على يد قوات الانقلابيين، فقد مثلت شخصيات مشابهة لحد كبير كلاً من نجلي الرئيس بلال وسمية وصهره بيرات البيرق وأحفاده، لينتقل أحد قادة الانقلاب لإلقاء حجارة بيليارد بوجه المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن ولينتهي فيلم "انتفاضة" بظهور أردوغان وهو يتلقى رصاصة في رأسه بينما يؤدي الركعة الأخيرة من الصلاة.

وكانت بعض صالات السينما في العاصمة أنقرة قد عرضت في شهر إبريل/ نيسان الماضي، فيلم "الرئيس" الذي يجسد حياة الرئيس أردوغان، منذ طفولته.

وأبرز الفنانين المشاركين في الفيلم، ريها بي أوغلو (لعب دور أردوغان)، وأوزلام بالجي (لعبت دور عقيلته أمينة أردوغان)، وفولكان باشاران، وعابدين يراباكان، وباهار حاجي بيكتاش أوغلو.

وأعرب حينذاك الممثل ريها بي أوغلو، في تصريحات صحافية، عن سعادته بلعب دور أردوغان، معتبراً ذلك "لا يقدر بثمن"، مضيفاً بعد عرض فيلم الرئيس قبل شهرين: "عشت خلال تصوير الفيلم لحظات مليئة بالعواطف وأنا معجب بأردوغان".

ويرى مراقبون أن مخرج فيلم الرئيس قد خدع الرأي العام التركي وجعل الأتراك ينتظرون فيلم "الانتفاضة" الذي ساهمت وسائل إعلامية كثيرة في الترويج لعرضه "انتظروا فيلم الانتفاضة بذكرى الانقلاب".

وشهدت صناعة السينما في تركيا توثيقاً للمحاولة الانقلابية الفاشلة، إذ تنتج أعمال عدة منها فيلم "الصحوة" (uyanış)، والذي يركز على قصة محاولة الانقلاب الفاشلة، كذلك سيعرض قصة إعدام رئيس الوزراء التركي عدنان مندرس عام 1960، والقصة الغامضة لوفاة الرئيس الثامن للجمهورية التركية، تورجوت أوزال، وقصة حياة رئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان.





المساهمون