وتبدو الحملة المسعورة، التي ظهرت فيها بوضوح أيادي معاهد اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، ولوبيات الإمارات (أكثر الدول الخليجية تعاوناً اقتصادياً مع إيران وتفاهماً ضمنياً مع إسرائيل) ، مخططاً هدفه المباشر دولة قطر وموقفها المتضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة، من جهة، وموقفها الثابت في رفض نظام الانقلاب العسكري في مصر من ناحية ثانية. أما الهدف غير المباشر، فهو تصفية الفضاء العربي من نظام يعرقل موقفه المذكور أعلاه، أي مخطط مقبل لتصفية القضية الفلسطينية وتحويلها إلى مسألة نزاع ثنائي وثانوي بين إسرائيل والفلسطينيين في الساحات الخلفية لمشهد التطبيع الأكبر مع إسرائيل.
ولعل الغريب في الحملة المسعورة أن أركانها الرئيسية تشن هجوماً على قطر لم تحظ دولة الاحتلال طيلة عمر الاحتلال منذ النكبة ولغاية اليوم بأي مثيل له، ويحول قطر إلى العدو الأول للخليج العربي كله، في نفس الوقت الذي يرسل فيه القائمون على الهجوم رسائل الود لدولة الاحتلال، فيما تواصل الأخيرة تأكيد رفضها للمبادرة العربية (السعودية)، بل ترد بعقد جلساتها في نفق حائط البراق لتعلن أن القدس كانت وستبقى عاصمة الاحتلال الأبدية والدولة اليهودية.
لا يمكن بأي حال عزل هذا الهجوم المتواصل منذ أكثر من أسبوع على قطر، وحركة حماس، والإخوان المسلمين، وعزمي بشارة، عن مساعي تصفية القضية الفلسطينية، بما فيها محاولات ما يسمى بالرباعية العربية فرض عودة محمد دحلان وتتويجه رئيساً على الشعب الفلسطيني. وهي مساع يقوم بها علناً.
محور سعودي إماراتي مصري يتغنى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بالتنسيق عالي المستوى معه .