إيما ستون: التمثيل علاج... والخوف جوهر القلق

إيما ستون: التمثيل علاج... والخوف جوهر القلق

02 مارس 2017
فازت بـ "أوسكار أفضل ممثلة" (Getty)
+ الخط -
نشر الموقع الإلكتروني المتخصص بالمقابلات مع مبدعين في مجال الفن والسينما والرياضة والأدب، The Talks، مقابلة مع الممثلة الأميركية، إيما ستون، أمس الأربعاء، وحاورها روديغر ستورم.


تجدر الإشارة إلى أن ستون (28 عاماً) فازت أخيراً بـ "أوسكار أفضل ممثلة" عن دورها في الفيلم الاستعراضي (ميوزيكال) "لا لا لاند"، كما فاز داميان تشازيل (32 عاماً) بـ "أوسكار أفضل مخرج" عن الفيلم نفسه، ليكون المخرج الأصغر الذي يفوز بهذه الجائزة في تاريخ الحفل.

وهذا ما أدلت به خلال المقابلة:


متى فهمتِ قوة الموسيقى للمرة الأولى؟

في طفولتي، كانت والدتي تؤدّي أدواراً من "البؤساء" Les Misérables في منزلنا. أخبرتني القصة، وشاهدتها على المسرح، عندما كنت بعمر الثامنة، وشكلت تحولاً بالنسبة لي. أحببتها. وبعد ذلك تحوّل الغناء عندي إلى وسيلة للتعبير عن مشاعر أعظم من أن تترجم بالكلام.



هل بدأتِ عندها بالتمثيل على المسرح؟

خلال مراحل نموي، لعبت أدواراً في مسرحيات موسيقية (ميوزيكال)، لكن الرقص من أفضل أنواع الفنون عندي. أخذت دروساً في الرقص لعشرة أعوام، ومعظمها في الرقص النقري. لم أكن يوماً راقصة محترفة من الناحية الفنية، ولم أستطيع أن أكون راقصة باليه، إذ لم أقدر على تنفيذ خطوات عدة.

لذا عنى لي التمثيل أكثر من غيره.


كيف تحديداً؟

أعتقد أن القدرة على إحياء ما أردت إحياءه جعلني أكثر ارتباطاً بالتمثيل. وساعدني التمثيل خلال طفولتي على توجيه طاقتي نحو مكان آخر، أي تحويلها إلى الخارج بدلاً من إبقائها داخلي.

التمثيل علاج، خاصة خلال الطفولة. كان لطيفاً حصولي على منفذ من هذا النوع، عندما عانيت جدياً من نوبات الهلع. إن الوقوف على خشبة المسرح في مرحلة مبكرة من حياتي جعلني أقلّ خوفاً من الأمور الصعبة والمخيفة.



لأنك لا تفكرين فيها وأنت تمثلين؟

صحيح، فالتمثيل يحصر تفكيرك، ويوقف كافة الأشياء الأخرى التي تحصل، ومن اللطيف الحصول على أمر كهذا. ففي فيلم "لا لا لاند" مثلاً، كان مشهد الرقص في الصالة صعباً جداً، لأنني أعاني من انضغاط العصب في جانبي الأيسر. وشعرت بالألم للمحافظة على استقامتي خلال تأدية الرقصة، وعانيت في المشاهد المركزة على عيني.

لكن كان عليّ الاندماج تماماً بما أفعله، وألا أقلق بشأن المثالية من الناحية الفنية.



إنه نوع من التخلص من هذه المخاوف.

نعم، لن أقول إن التمثيل علاج للقلق. لكن عندما تملك طاقة فائضة باطنية، تجبرك على التفكير الزائد، وتبدأ بعدها بالمعاناة من نوبات الهلع.

عندما مثلت في فيلم "كاباريه" قبل سنوات عدة، تواصلت مع شخصيتي من خلال التمثيل، ما ساعدني على الانتقال إلى مكان جديد، والوقوف في دائرة الضوء، وغناء الأغنية الأخيرة.

الأمر مضحك، لأنني لم أكن سأرغب أبداً في الوقوف هناك وتأدية "مونولوغ". لكن مع تلك الأغنية اختفى الجمهور تماماً... كنت أصرخ كلمات الأغنية.

جعلتني انتقل إلى عالم كنت فيه وحدي في غرفة النوم، لكنني في الحقيقة كنت على المسرح في استوديو 54.



هل كنت دائماً حساسة هكذا؟

(تضحك) بالتأكيد، طبعاً.


تبدين مرتاحة الآن وأقلّ قلقاً... ما الذي تغير بالنسبة لك؟

الأمور تحسنت بالنسبة لي كثيراً مع مور الوقت. لا أقسو كثيراً على نفسي، فالكثير من الضغوط التي كنت أتعرض لها سببتها لنفسي. وتعلمت أن جوهر القلق هو الخوف.

وما هو الخوف الأساسي؟ الخوف من الموت. ليس هناك أي أمر آخر للخوف منه. لذا، استفدت من الجانب الإيجابي لهذا الأمر، فهناك إثارة الحياة، وكما تعلم، يقولون إن القلق هو إثارة من دون نفس. لذا فإن تنفست عبره يتحول إلى إثارة.



لذا تعلمت تحويل الخوف إلى نوع مختلف من الطاقة؟

بالضبط، وهذه الطاقة يمكن استعمالها في أمور إيجابية عدة، مثل التمثيل أو إلقاء القصص أو الإبداع، أي أن تكون حاضراً في تجاربك. يمكنك فعل أمور كثيرة بهذه الطاقة. وهذا التحول يعتمد عليّ تماماً. هذا أمر داخلي. لا أحد يستطيع القيام بالأمر عني، ولا حتى أي كلمة أو فيلم.

الأمر متعلق بي ولي. فهم هذا الأمر بينما أكبر ساعدني كثيراً. لوقت طويل، اعتقدت أن كوني إنسانة حساسة هو لعنة.



لأنك تتعرضين للكثير من الأذى؟

صحيح، أو أتفاعل بشدة تجاه ما يحصل. تؤثر بي الأمور عميقاً في الكثير من الأحيان. وفي هذا السياق، قد تشعر بأن جناحيك ينكسران كثيراً، خاصة عندما أخفق، أو أرتكب خطأ ما. وهذا الأمر الأصعب الذي واجهته طوال حياتي، إذ أشعر بأنني أفعل أفضل ما بوسعي، لكن الأمور تفلت من بين يدي.

أنا إنسانة، أرتكب أخطاء وخيارات غريبة أو أتمنى لو قمت بأمر مختلف. لكنني أتعلم من الأخطاء... أشعر بذلك دائماً، ولا أشعر أنني أقوم بالصواب دائماً. ولا بأس بذلك، لأنه أمر إنساني. وهذا درس صعب إذا كنت إنساناً حساساً. لأنه من الصعب جداً أن تقلق دائماً على الناس، وألا تريد إلحاق الأذى بأي شخص، ولا تريد الفشل. وذلك صعب، لأنك تقوم بهذه الأمور كلها.


طبعاً... كلنا نقوم بذلك.

الكل يقوم بذلك! لكن لا شيء يستمر إلى الأبد. كل شيء عابر، ما يسهل المواقف الصعبة. لا أريد أن أبدو متكبرة، لكن من المؤكد أنني لا أريد مغادرة الحياة. أحب حقيقة أنني على قيد الحياة. وأنا ممتنة جداً لأنني على قيد الحياة. لكن علينا اغتنام الفرص واللحظات، ومعرفة أنها لا تدوم إلى الأبد.

بالنسبة لي، يدفعني هذا الأمر إلى عدم الاكتفاء بالجلوس وانتظار حدوث الأشياء معي. أريد الخروج واكتشاف الأشياء وعيش المغامرات.


(العربي الجديد)

دلالات

المساهمون