إيران تهدد بردّ واسع إذا هاجمتها أميركا

24 يوليو 2018
إيران لوحت بالخيار العسكري (فرانس برس)
+ الخط -



صعّدت إيران مجدداً في ردها على التهديدات الأميركية الأخيرة، قائلةً إنها سترد على أي هجوم أميركي، وبأن القواعد والمراكز الأميركية تقع في مرمى القدرة الدفاعية الإيرانية

وأصدر قائد هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، بياناً رسمياً، رد خلاله على التهديدات الأميركية الأخيرة لطهران، قائلاً صراحة إنّ "القواعد والمراكز الأميركية تقع في مرمى القدرة الدفاعية الإيرانية"، في إشارة لتمركزها في المياه الخليجية التي تقع جنوبي بلاده، محذراً الولايات المتحدة من تبعات اتخاذ أي خطوة ضد إيران التي سترد بطريقة ستفاجئ الكل وستكون على مستوى إقليمي ودولي واسع، حسب تعبيره.

وأضاف أنّ "أوهام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لن تتحقق في ظل وجود قدرات عسكرية إيرانية متقدمة"، واصفاً إياه بـ"الأحمق والمكروه". وأكد أن القوات المسلحة الإيرانية لن تتوانى عن الرد وبقوة على أي هجوم سيشن ضدها.

ورأى باقري أن "الإيرانيين قادرون على الصمود بوجه الضغوطات القادمة، وهم من تعرضوا لمصاعب أشد في الأعوام الماضية". واعتبر أن اتحاد الصف الداخلي الإيراني من شأنه الوقوف بوجه ما تخطط له الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنه أكد أن إيران لن تكون الطرف الذي سيبدأ هجوماً أو سيدخل في الحرب أولاً، مشيراً إلى رغبتها ببناء علاقات صداقة مع دول الجوار لكن عليها بالوقت ذاته أن ترفع قوتها الدفاعية لتزيد قدرتها على الردع بما يحقق أمن واستقرار المنطقة.

وقال إن "إيران لن تسكت على أي هجوم يستهدفها، فهي ذات قدرة فاعلة ومسيطرة في المنطقة الخليجية ومضيق هرمز الذي يعد شرياناً للاقتصاد العالمي".

وانتقد باقري ترامب معتبراً أنه "صاحب أوهام طفولية، ويتخذ قراراته دون حساب التبعات، وإذا ما طبق العقوبات الاقتصادية والنفطية الجديدة سيعرّض مصالح بلاده ومصالح حلفائه لخطر قوة شركاء الثورة الإسلامية".



دعوات لتجاهل ترامب

في سياق متّصل، قال النائب، حسين علي حاجي دليغاني، خلال جلسة برلمانية عقدت، اليوم الثلاثاء، مخاطباً رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، إنه يتوقع من هذه المؤسسة أن ترد على ترهات ترامب. وذكر لاريجاني في المقابل أن "ترامب يتفوه بالسخافات ولا يجب الرد على كل ما يقوله، فكل ما يصدر عنه لا يرتقي لمستوى التصريحات الديبلوماسية"، متهماً وزير خارجيته مايك بومبيو بالفساد أيضاً.

واعتبر لاريجاني، بحسب ما نقلت عنه وكالة "تسنيم"، أن "سياسة الولايات المتحدة في الوقت الراهن متخبطة، وأن ترامب يتبع سلوكاً جاهلاً، ويجب عدم إيلاء الاهتمام البالغ بشخصيات من هذا النوع"، كما ذكر.

من ناحيته، قال نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري إنّ "الولايات المتحدة تخطئ التقدير حين تظن أن الإيرانيين يتقبلون تدخل حكومة أجنبية في شؤونهم إذا ما فرضت ضغطاً اقتصادياً عليهم".

وأشار للعقوبات الأميركية التي تستهدف قطاع النفط الإيراني، والتي من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ العملي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فرأى جهانغيري أنه على إيران أن تستمر بتصدير نفطها، وهي تصدر الآن ما يقارب 2.5 مليون برميل يومياً، وعلى هذا المعدل أن يرتفع في زمن الحظر المقبل.

واعتبر جهانغيري أن هذه المهمة تقع على عاتق مسؤولي السلك الديبلوماسي الإيراني، مؤكداً أن لدى بلاده العديد من الخيارات لتستمر ببيع النفط ولتقف بوجه عقوبات واشنطن، ومن بينها سيناريو مقايضة النفط بالسلع أو إعطاء زبائنها امتيازات كبرى.

وأضاف أنه على مسؤولي السياسة الخارجية الإيرانية أن يركزوا في الوقت الراهن على الاستفادة من مسألة وقوف المجتمع الدولي لجانب إيران ووضع الولايات المتحدة الأميركية التي تتبنى سياسات تصعيدية في عزلة، ويكون ذلك من خلال فتح خط علاقات دولية.

ويستمر تصاعد التراشق في التصريحات بين الإدارتين الأميركية والإيرانية منذ أن رد الرئيس الإيراني حسن روحاني على تهديدات نظيره الأميركي دونالد ترامب وقال له "لا تلعب بذيل الأسد وإلا ستندم"، فرفض ترامب بشدة هذه التصريحات داعياً روحاني لعدم تهديد الولايات المتحدة الأميركية، بينما اعتبر وزير خارجيته مايك بومبيو أن واشنطن قادرة على استهداف النظام الإيراني من أعلى المستويات.


وشارك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الحرب الكلامية، ودعا واشنطن لتوخي الحذر في تغريدة على "تويتر"، وقال فيها إن إيران واجهت تهديدات وصعوبات أشد في سنين مضت، ومع ذلك فإن الإيرانيين عايشوا إمبراطوريات عديدة، عمر حكومات بعضها أطول من عمر بعض الدول القائمة حالياً، حسب وصفه.

وكان أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام قد وجه تهديداً عالي اللهجة للولايات المتحدة، فأشاد بموقف روحاني التصعيدي واعتبر أن أكثر من خمسين ألف عسكري أميركي يقعون في مرمى النيران الإيرانية، وهو ما يستوجب الحذر.

ويعود هذا التصعيد لانسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي مع طهران في مايو/أيار الماضي، وإعلانها عن إعادة فرض العقوبات عليها، ويتزامن ذلك ومحاولة الضغط على طهران إقليمياً كذلك.