إيران تتأهب لإغراق الأسواق بـ40 مليون برميل نفط

إيران تتأهب لإغراق الأسواق بـ40 مليون برميل نفط

17 يونيو 2015
حقل نفط إيراني (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -
أثار تلويح إيراني بضخ كميات ضخمة من النفط الخام مخزنة في ناقلات عملاقة قبالة شواطئها بأي سعر، المخاوف من إغراق الأسواق العالمية بهذه الكميات، ما يفاقم تخمة المعروض ويدفع الأسعار إلى التهاوي من جديد بعد تعاف ضعيف منذ بداية العام الحالي.

واعتبر خبير نفط خليجي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن طهران ستكون المتضرر الأكبر من ضخ النفط المخزن بأسعار متدنية، حيث لا تزال معدلات إنتاجها ضعيفة، مقارنة بباقي أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، لكن خبراء إيرانيين قالوا إنه ما من خيار آخر لاستعادة الزبائن القدامى.

وأظهرت بيانات لتتبع السفن، وفق وكالة رويترز، أن إيران تخزن كميات من النفط الخام تصل إلى نحو 40 مليون برميل في ناقلات عملاقة راسية في البحر، معظمها تابعة لشركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية، ويبدو أنها تستعد لبيعها إذا أبرمت اتفاقاً نووياً.

وتسعى الجمهورية الإسلامية وست قوى عالمية إلى حل الخلافات المتبقية مع اقتراب الموعد النهائي المقرر في 30 يونيو/حزيران الجاري، للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي المثير للجدل.

وقال مهدي فرضي، وهو مسؤول سابق في شركة النفط الوطنية الإيرانية لرويترز، إن وزير النفط الإيراني، بيغن زنغنة، حذر منظمة أوبك من بيع هذه الكميات بأي سعر، حيث طالب أوبك بإفساح مجال لإيران في الأسواق العالمية.

وتسعى إيران، التي كانت في الماضي ثاني أكبر منتج للخام في أوبك بعد السعودية، إلى إفساح المجال لعودتها تدريجياً إلى سوق النفط بعد أعوام من انخفاض صادراتها النفطية بنحو النصف إلى حوالي مليون برميل، يومياً، جراء العقوبات الغربية.

وأظهرت بيانات لتتبع السفن إضافة إلى مصادر ملاحية أن إيران نشرت على مدى الأشهر الثلاثة الماضية 15 ناقلة نفطية كبيرة جداً على الأقل لتخزين الخام.

اقرأ أيضاً: خلافات طهران وأنقرة أكبر من الغاز

وذكرت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير الأسبوع الماضي، بأن بيانات تتبع الناقلات المبدئية تظهر أن مبيعات إيران من الخام زادت في مايو/أيار إلى 1.4 مليون برميل يومياً، مسجلة زيادة قدرها 235 ألف برميل يومياً عن أبريل/نيسان وأنها سجلت بذلك أعلى مستوى لها منذ يونيو/حزيران عام 2012، وهو آخر شهر قبل أن تفرض واشنطن وبروكسل عقوبات مالية على طهران.

لكن رئيس شركة الشرق للاستشارات البترولية الكويتية، عبدالسميع بهبهاني، قلل في تصريح لـ"العربي الجديد"، من التلويح الإيراني بضخ كميات النفط المخزن في الأسواق. وأضاف بهبهاني :"لن يكون لهذه الكمية أي تأثير. وحتى ولو طرحتها إيران للبيع فستكون المتضرر الوحيد، فهو مخزون استراتيجي وستفرط به".

وتابع " التحذير من بيع النفط بأي سعر، هو نوع من الضغط الإعلامي والحرب النفسية .. إيران تحاول الضغط على حكومات أوبك لتعديل سياسة الإنتاج".

لكن الخبير في الاقتصاد وصناعة الطاقة الإيرانية، حسين أنصاري، قال لـ"لعربي الجديد"، إن طهران تترقب توقيع الاتفاق مع الغرب، وإلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، لذا تستعد لاستعادة حصصها في أوبك، حيث تم إجبارها خلال السنوات الأخيرة على التراجع بفعل هذا الحظر".

وأضاف أنصاري : "من الطبيعي أن تحاول طهران استعادة لقبها السابق كثاني منتج في أوبك، لكن المنافس الأبرز لها وهو المملكة العربية السعودية لن يسمح بفتح المجال في القريب العاجل، لذا ستكون أمام خيار بيع مخزونها ولو بأسعار أقل لاستعادة زبائنها القدامى".

وتابع أن "رغم هذا الخيار وهو ذو حدين، أتوقع ألا تخاطر طهران بالأسعار كثيراً، ولا سيما أن اقتصادها مازال يعتمد بشكل أساسي على العائدات النفطية".

 
اقرأ أيضاً: 50 مليار دولار تطلبها طهران لتمويل صناعة الغاز

المساهمون