إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

03 ابريل 2018
كارول كونستاد/ الولايات المتحدة
+ الخط -
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والتاريخية والفكرية واللغوية والرواية.

■ ■ ■


"محنة الريف.. من الانتفاضة إلى الحراك"، عنوان كتاب جديد سيصدر قريباً للكاتب المغربي محمد أمزيان، عن "منشورات تيفراز". ينطلق الكتاب من انتفاضة عامي 1958 و1959 في منطقة الريف شمال المغرب، ضدّ التهميش والإهمال الذي عانت منه بعد استقلال المغرب عن الاحتلالين الفرنسي والإسباني. طالبت الساكنة آنئذ بإقامة إدارة جهوية، وقوبلت بعنف شديد من السلطات الفتية، بإشراف من الحسن الثاني الذي كان آنذاك ولياً للعهد. يحاول الكتاب العودة بجذور الأزمة التي تعيشها المنطقة في الحاضر منذ بداية الحراك بسنتين إلى التاريخ وتطوّراته وتبعاته.


عن "الشبكة العربية للأبحاث والنشر"، صدر حديثاً كتاب "ما وراء الغرب العلماني" الذي حرّره عقيل بلغرامي، وترجمه إلى العربية عبيدة عامر. يتناول الكتاب بالبحث طبيعة العلمانية في الدول "التي لم تكن تسودها المسيحية، مثل الصين والهند والشرق الأوسط وأفريقيا". ويطرح تساؤلات من قبيل: "إلى أي مدى تُعتبر العلمانية مفروضة من قبل الحكم الاستعماري؟ وكيف تتوافق مع الثقافات الدينية المحلية في أفريقيا؟ وكيف تعمل مع الأشكال المحلية للسلطة والحكم في أميركا اللاتينية؟ هل تطورت العلمانية الحديثة؟ وهل تعني دائماً التقدم؟".


عن "دار الآداب" صدرت رواية "خناثة.. الرَ الرحمة" للمغربي عبد الإله بن عرفة (1962). يشكّل العمل جزءاً من سلسلة روائية تاريخية "عرفانية كما يسميها المؤلف، تقف هذه المرّة عند قصّة خناثة الملقّبة بـ"أمّ السلاطين"، جدّة ملوكُ المغرب من دولة "الأشراف العلويين" في القرنين السابع عشر والثامن عشر. تتتبّع الرواية سيرة هذه المرأة منذ أن كانت فتاة تعيش مع قبيلتها الصحراوية جنوب المغرب، إلى زواجها من السلطان مولاي إسماعيل، ومشاركتها في كشف "دسائس الحريم السلطانيّ"، وصولاً إلى ما بعد وفاة زوجها السلطان، ودخولها في تجربة "روحيَّة".


"هل يجب حقاً تقطيع التاريخ شرائحَ؟" للمؤرخ الفرنسي جاك لوغوف، بترجمة الهادي التيمومي، صدر عن مشروع "نقل المعارف" في البحرين. يعرض الكتاب باختصار "دواعي التحفّظ العلمي على التحقيب التقليدي للتاريخ، مقدّماً مثال "العصر الوسيط" الذي يراه أطول مما يُقال عنه، ومثال "عصر النهضة" الذي يحذّر من "جِدّته المزعومة"". يدفع لوغوف هنا في اتجاه إعادة التفكير في تحقيب التاريخ، كما رسخ في الأذهان وفي الكتب السائدة، ويدعو إلى إعادة النظر في هذا التقطيع الذي جزّأ التاريخ ورسم حدوداً زمنيّة ليست دقيقة.


عن سلسلة "دراسات فكرية" التي تصدرها "جامعة الكوفة" في العراق، صدر حديثاً كتاب "مداخل لنظرية اللغة" لعالم اللغويات الدنماركي لويس هيلمسليف، بترجمة لـ يوسف إسكندر ومراجعة حسن ناظم. يقدّم المترجم الكتاب قائلاً إنه من أهم إنتاجات "مدرسة كوبنهاغن"، وله "أثر في اللسانيّات العالميّة فضلاً عن المدارس السيميائيّة اللاحقة؛ سيمياء التواصل وسيمياء الدلالة". ويضيف أن مدرسة سيمياء الدلالة قامت مفاهيمها على بعض تصوراته، كما أن رولان بارت استفاد في كتابه "مبادئ السيميولوجيا" من تصورات هذا الكتاب ومفاهيمه.


صدر حديثاً كتاب "معجم ميشيل فوكو" للباحثة الفرنسية وأستاذة الفلسفة المعاصرة بـ"جامعة باريس" جوجيث ريفال، بترجمة وتقديم وتعليق الزواوي بغوره، عن "دار سؤال" ومنشورات "صوفيا". الكتاب صدر بالفرنسية عام 2007، ونقرأ من على غلاف ترجمته: "مهما كانت القيمة العلمية والأكاديمية لهذا المعجم، فإننا نعتقد أن القارئ العربي سيطّلع على معجم جديد خاص بفيلسوف لا يزل يلقى اهتماماً كبيراً في فكرنا وثقافتنا العربية المعاصرة، وإذا كان هذا النوع من التأليف قد أصبح متداولاً في الفكر الغربي عموماً، وبخاصة الفكر الفرنسي، والإنكليزي، والألماني".


"فكر المعري.. النقد الاجتماعي" كتاب صدر مؤخراً لـ كمال القنطار، عن "دار الفارابي". نقرأ من تقديم الكتاب: "لم يعرف الإرث العربي الإسلامي، في العصر الوسيط، نقداً اجتماعياً أبلغ وأعمق مما قدّمه المعري، أو أكثر جذريّة وغنى بالروح الإنسانية والمُثل الأخلاقية والاجتماعية السامية، يتصدّرها مبدأ "الخير من أجل الخير"، خالصاً من كل تحزّب أو تمذهب. وتأتلف فيه سجايا المفكر الحرّ الذي يُنكر شتى أشكال القهر والعسف، ويؤمن بحرية الفكر والعقيدة، ويدعو إلى المساواة والتآخي بين بني البشر كافةً، ما يمثّل تبشيراً مبكراً بالقيم المدنية".


صدر حديثاً عن سلسلة "تاريخ المصريين" التي تصدرها "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، كتاب "القرية والسلطة في مصر في القرن التاسع عشر" للباحث المصري علي بركات. يقدّم الكتاب دراسة عن موقف أهل الريف من السلطة وممثّليها "في سكونهم ورضاهم وسخطهم، وفي انتفاضاتهم وثوراتهم ضد استبداد السلطة بهم ونهبها لأرزاقهم". ينقلنا بركات عبر خمسة فصول، إلى صعيد مصر، محاولاً لملمة ما حدث له من تغيّرات وتطورات في القرن التاسع عشر، ومؤرخاً للأصول الزراعية لمصر الحديثة، ومتحدّثاً عن محاولات السلطة للهيمنة على الفلاحين، ومواجهة هؤلاء لها.


المساهمون