إصدارات.. نظرة أولى

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والتاريخية والفلسفة واللغوية والموسيقى والأدب.

■ ■ ■

عن "المركز الثقافي للكتاب"، وضمن سلسلة بعنوان "الأعمال النقدية الكاملة" للمفكر المغربي عبد الله العروي، صدر كتابه "السنة والإصلاح" مرفقاً بترجمته لكتاب جان-جاك روسو "دين الفطرة". وضع العروي "السنة والإصلاح" على شكل ردود على تساؤلات امرأة أجنبية مسلمة، تناول من خلالها صورة الإسلام وكيف يقدّم نفسه وكيف ينظر إلى الديانات الأخرى. ومن خلال إجابته يطرح العروي تصوّره، متجاوزاً ما يمكن تسميته بثوابت التفكير إلى أفق أوسع، مستخدماً منهجه التاريخاني الذي يصفه بأنه "اكتشاف الواقع المجتمعي الذي لا يدرك حقاً إلا في منظور التاريخ".

عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب" في القاهرة، صدر حديثاً الجزء الأول من "موسوعة الموسيقى والغناء في مصر القرن العشرين" للباحث زين نصّار تحت عنوان "الملحّنون". يستعرض نصّار خلاله سيرة كبار الملحنين: محمد عبد الوهاب وزكريا أحمد ورياض السنباطي ومحمد القصبجي ومحمد فوزي وفريد الأطرش. الجزء الثاني الذي سيصدر قريباً، يتضمن بقية الأنشطة في الحياة الموسيقية المصرية؛ من بينها حياة وأهم أعمال مؤلفي الموسيقى مثل يوسف جريس وأبو بكر خيرت وعطية شرارة وعلي إسماعيل وعبد الحليم نويرة ورفعت جرانة، ثم العازفين والمطربين والنقاد.

"كنايات الأدباء وإشارات البلغاء" عنوان الكتاب الذي ألّفه القاضي والشاعر أبو العباس الجرجاني في القرن الحادي عشر الميلادي، والذي صدر عن "الدار المتوسطية"، بتحقيق الباحث فرج الحوار. يتتبّع المخطوط ما يحسن ذكره وما لا يحسن من الألفاظ، وكيفية استعمال الكنايات والبعد عمّا يأنفه الذوق وتكرهه الآذان. يندرج الكتاب في جملة مؤلّفات وُضعت في ذلك العصر، لجمع وتبويب وتصنيف استعمالات الشعراء والأدباء للحكايات والقصائد، وتبيان جمالياتها والبحث في الكنايات والاستعارات المأثورة، كان يدرسها طلاب اللغة باعتبارها مراجع تعزّز البليغ من القول وفصيحه.

تحت عنوان "اعترافات الجسد"، صدر حديثاً عن "غاليمار" الفرنسية، الجزء الرابع من كتاب "تاريخ الجنسانية" للمفكر الفرنسي ميشيل فوكو. كُتب الكتاب بعد الجزء الأول "إرادة العرفان" (1976)، لكنه لم يطبع قبل: "استعمال المتع"، و"الانشغال بالذات"، ويمكن اعتباره اليوم بمثابة مقدمة متأخرة للجزأين اللاحقين. يتناول الكتاب قواعد ومذاهب المسيحية التي وضعتها الكنيسة في القرن الرابع، وفيه يحاجج فوكو بأن معظم هذه القواعد والمذاهب، هي تراث مُعاد صياغته من الفلسفات اليونانية ومن الكتابات اللاتينية القديمة والعصور الكلاسيكية المتأخرة.

صدرت حديثاً رواية "دِلمون.. مملكة ببحرين"، للكاتب الفرنسي جلبير سينويه (1947) عن دار "الجمل"، وقد نقلها إلى العربية المترجم محمد مدكور. تعود الرواية في الزمن إلى "مملكة دلمون" التي وجدت منذ 3000 قبل الميلاد، كما ورد في نصوص بلاد ما بين النهرين القديمة، واستمرت حتى منتصف الألفية الأولى. يرسم الكاتب في أجواء من الكتابة التاريخية الفانتازية صورة لأرض دلمون التي كانت في قلب الصحراء، لكنها مروية بالينابيع والآبار كمعجزة وسط الطبيعة القاسية. يذكر أن سينويه كتب عدة روايات من هذا النمط من بينها "المصري" و"الطريق إلى أصفهان".

"الاستشراق البريطاني في القرن العشرين" عنوان كتاب الباحث الإنكليزي هاملتون جب (1895-1971) الذي ترجمه ناصر عبد الرزاق الملاجاسم، وصدر مؤخراً عن دار "رؤية". يتتبع صاحب "المجتمع الإسلامي والغرب"، و"مدخل إلى الأدب العربي"، أسماء بارزة من المستشرقين البريطانيين والباحثين في الدراسات الاستشراقية، ممن ظهروا خلال القرن الماضي، ضمن تغيير أساسي في منهجيات البحث ومداخله إلى الثقافة والدين في دول المشرق العربي والشرق الآسيوي والهند، حيث عرف النصف الأول من هذه الحقبة غزارة في الدراسات البريطانية الاستشراقية.

تحت عنوان "صناعة العالم العربي: ناصر وقطب، والصدام الذي شكّل الشرق الأوسط"، صدر كتاب الباحث الأميركي اللبناني فواز جرجس، عن منشورات "برينستون". يرى الباحث أنه وبعد سقوط نظام حسني مبارك، أدى وصول الرئيس محمد مرسي إلى ما رأيناه من اضطهاد وحشي - بتعبير المؤلف - للإخوان المسلمين على يد النظام الحالي. يقارن جرجس بين ما وقع في السنوات الأخيرة وما حدث تاريخياً بين النظام الناصري وبين الإخوان المسلمين، ويروي تصوّره لهذه المقارنة من خلال العودة إلى سيرة عبد الناصر وسيّد قطب، والصراع الذي قسم العالم العربي إلى قوميين وإسلاميين في ذلك الوقت.

"عودة إلى الإمبراطورية: نشأة الليبرالية الإمبريالية في بريطانيا وفرنسا"، كتاب الباحثة جنيفر بيتس الصادر عن "جداول" بترجمة أثير الوابل. يتناول الكتاب التحوّل الكبير الذي حدث عند مفكرين خلال ستين عاماً شكلت منعطف القرن التاسع عشر. تعود الكاتبة إلى أعمال آدم سميث، وإدموند بيرك، وجيرمي بنثام، معتبرة أنهم أول من بدأ في نقد الإمبراطوريات الأوروبية بوصفها غير عادلة وكارثية من ناحية اقتصادية وسياسية على الأمم التي غزتها. وتقارن المؤلفة بين هؤلاء وبين ما قدّمه مفكرون مثل ألكسيس دي توكفيل وجون ستيورات، ممن دعموا غزو الأمم غير الأوروبية.