إصابة أربعة من جنود الاحتلال ومناشير "إخلاء" إسرائيلية

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
13 يوليو 2014
+ الخط -

أكّدت مصادر إسرائيلية مختلفة أن طيران الاحتلال الإسرائيلي أمطر بيت لاهيا، شمالي قطاع غزّة، صباح اليوم الأحد، بمناشير تُمهلهم حتى الثانية عشرة من ظهر اليوم، لإخلاء منازلهم قبل قصفها. وجاءت هذه الخطوة بعد تصعيد العدوان على غزّة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، إذ نفّذ الليلة، بحسب موقع "يديعوت أحرونوت"، 200 غارة على القطاع، فيما حاولت وحدة من "الكوماندوس" البحري اقتحام أحد مواقع إطلاق الصواريخ في القطاع، لكنّها جوبهت بنيران قوية.

 
وأقرّ المتحدث العسكري الإسرائيلي بإصابة أربعة من جنود الاحتلال من إحدى القوات المختارة، تبين لاحقاً أنّها من فرقة "كوماندوس" سلاح البحرية المعروفة بسرّية 13. وقال موقع "يديعوت أحرونوت" إن الجنود الأربعة نقلوا إلى مستشفى سوركا، في بئر السبع، بعدما اصطدموا بنيران مكثفة.

وكان موقع "والا" العبري قد أشار إلى أنّه بموازاة الحديث عن مساع دولية ودبلوماسية، للتوصل إلى اتفاق إطلاق نار، سيبدأ جيش الاحتلال، بإخلاء مناطق كاملة في القطاع من سكّانها الفلسطينيين تمهيداً لهجوم واسع النطاق. ونقل الموقع عن ضابط رفيع المستوى قوله إنّ "الجيش سيبلغ المدنيين بشتى الطرق بإخلاء بيوتهم، ومنحهم وقتاً كافياً، ثم نبدأ الهجوم الذي سيضرب أهدافنا بقوة مما سيتيح لنا حرية التحرك والعمل بشكل كبير".

من جهة ثانية، ذكر شهود عيان أن آليات عسكرية إسرائيلية توغلت، صباح اليوم، بشكل محدود داخل الحدود الشمالية لقطاع غزة. وقالوا إن 6 جرافات عسكرية إسرائيلية توغلت إلى مسافة لا تزيد عن 200 متر داخل الحدود الشمالية الشرقية لبلدة بيت حانون، شمالي قطاع غزة، وكانت ثلاث دبابات إسرائيلية تساند الجرافات. والتوغل الإسرائيلي داخل القطاع بهذا الشكل يحصل بشكل يومي منذ ما قبل العدوان.

وجاء في المناشير، التي أسقطها الاحتلال من الجوّ، ما يلي: "سيقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بالعمل بقوة وعزة لضرب العناصر الإرهابية والبنى التحتية التابعة لها، من الجو، وفي المناطق التي تطلق منها الصواريخ باتجاه دولة إسرائيل".

ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي، والتهديدات بضرب أحياء سكنية كاملة، بعدما كان مواطنون من بيت لاهيا، شمالي القطاع، قد أكّدوا أنهم تلقوا رسائل نصية واتصالات هاتفية تخبرهم بوجوب مغادرة بيوتهم قبل قصفها. واعتبرت المقاومة الفلسطينية أن هذه الرسائل والتهديدات تدخل ضمن الحرب النفسية، التي يشنّها الاحتلال، بهدف ضرب معنويات المواطنين الفلسطينيين من جهة، وتحسين شروط إسرائيل في أية اتصالات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد تردّد أنباء عن مساع في هذا الاتجاه.

أبو مرزوق: التهدئة استراحة محارب

وقد أكّد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، في هذا السياق، أنّه إذا تم التوصل الى تهدئة مع اسرائيل فهذه التهدئة ستكون "استراحة محارب". وقال أبو مرزوق، الذي يقيم في القاهرة، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إذا كانت التهدئة، فهذه ليست آخر المعارك، واستراحة محارب، ومستمرون بعون الله". وأضاف: "كثر الحديث عن التهدئة وشروطها وتوقيتها. نحن لسنا بتجار حروب، ويؤلمنا أشدّ الألم جرحنا النازف، وفراق أحبتنا من الشهداء، ونحزن لهذا الخراب، الذي يصنعه النازيون الجدد"، مشدّداً على أنّ الاسرائيليين "هم من بدأوا المعركة وسنبقى على أرضنا والمستقبل لنا".


الترويج للاجتياح البرّي

ويتفق المحللون الإسرائيليون أنّه، وفق الظروف الراهنة، لن يكون في مقدور الاحتلال تحقيق أهدافه من الحملة (القضاء على ترسانة "حماس" الصاروخية) من الجو، وأنّه سيكون عليه التوجه نحو خيار المواجهة البرية.

وروّج محللون أمنيون، في مقدّمتهم روني دانييل من القناة الثانية، ورون بن يشاي في موقع "يديعوت أحرونوت"، أن الجيش الإسرائيلي أنهى استعداداته للعمليات البرّية، وقسَّمَ "قطاع غزّة" إلى مربعات عمل، مع تحديد مهام الفرق المختلفة. وقال بن يشاي إن الاستعدادات شملت أيضاً تحديد مهام مختلفة للفرق العسكرية، وفقاً لقرار المستوى السياسي.

غير أنّ المحللين أضافوا أن التردّد الإسرائيلي، في اتخاذ القرار، نابع بالأساس من تخوف التورط في مستنقع رمال غزة، خصوصاً وأن الوضع يختلف اليوم عما كانت عليه غزة في عدوان "الرصاص المصبوب" عام 2008، وفي عدوان "عمود السحاب" عام 2012، إذ يفتقر الاحتلال، هذه المرة، إلى المعلومات الدقيقة حول مكان تخزين الترسانة الصاروخية للمقاومة، ناهيك عن تمكن حركة "حماس" في العامين الماضيين من بناء "مدينة كاملة" تحت الأرض على غرار تجربة حزب الله في الضاحية في بيروت.

ويخشى الاحتلال، في حال غامر بعملية برّية، من المفاجآت التي تخبئها له "حماس" تحت الأرض، وخصوصاً من الأنفاق، التي قد تكون مفخخة، ومحفورة تحت محاور الطرق الرئيسية، وبالتالي فمن شأن المقاومة انتظار مرور أرتال الدبابات والمدرعات من الطرق الرئيسية، وتفجير الأنفاق المفخخة تحتها.

دلالات

ذات صلة

الصورة
ميديا بنجامين (حسابها على إكس)

سياسة

تروي ميديا بنجامين اليهودية الأميركية الأكثر شهرة في التضامن مع غزة حادثة قاسية حصلت معها وغيّرت مجرى حياتها لتصبح الناشطة الأبرز في معارضة الحروب.
الصورة
مخيم جباليا يعاني من دمار واسع، 1 يونيو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

أعلنت لجنة طوارئ البلديات، في شمال قطاع غزة، اليوم الأحد، أن منطقة جباليا وبلدة بيت حانون شمالي القطاع، أصبحتا "مناطق منكوبة"، نتيجة الحرب.
الصورة
أطفال ينتظرون في الطابور للحصول على طعام في دير البلح، 28 مايو 2024(الأناضول)

مجتمع

أطلقت أكثر من مئة منظمة مجتمع مدني ونقابة فلسطينية، اليوم الأربعاء، نداء عاجلاً للمطالبة بإعلان غزة منطقة منكوبة بالمجاعة والتلوث البيئي وانتشار الأمراض.
الصورة
ذكرى النكبة حاضرة في فعاليات نصرة الأسرى الفلسطينيين (العربي الجديد)

سياسة

لم تغب معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في مناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76،
التي تحل اليوم الثلاثاء في ظل الحرب على غزة.