إسرائيل تقتل مرضى غزة بسبب شعار دولة فلسطين

إسرائيل تقتل مرضى غزة بسبب شعار دولة فلسطين

13 فبراير 2014
اسرائيل تقتل مرضى غزة بسبب شعار دولة فلسطين
+ الخط -

تأخر اتصال دائرة الارتباط والتنسيق في السلطة الفلسطينية بالمريضة نوال أبوغالي من مدينة غزة والتي كانت تتجهز للسفر إلى مسشفى في مدينة نابلس في الضفة الغربية لإجراء عملية قلب مفتوح، فانتابها القلق.

وعادة ما يتلقى مرضى غزة الراغبين في اجتياز حاجز بيت حانون "إيرز" اتصالاً من الدائرة لتجهيز حقائبهم الى السفر، بعد أن تكون أوراق سفرهم وتصاريح المرور إلى إسرائيل ومنها إلى الضفة الغربية جاهزة.

وبادرت المريضة الغزية الى الاتصال بالدائرة التي تنسق مع الإسرائيليين دخول المرضىى والتجار وأصحاب الحاجة إلى الأراضي المحتلة، فأبلغوها أن إسرائيل تمنع سفر المرضى من غزة بدعوى وجود اسم دولة فلسطين على تحويلاتهم الطبية.

تقول أبوغالي لـ"الجديد"، إنها حصلت على تصريح مرور من الجانب الإسرائيلي لتجتاز إيرز نحو مدينة نابلس، لكنها وآخرين فوجئوا بأن إسرائيل ألغت التصاريح بعد ذلك، ولم تسمح لأحد من المرضى الستين على قائمة الانتظار بالسفر.

ومعبر بيت حانون الذي تسيطر عليه إسرائيل شمال القطاع هو ممر إجباري تسلكه قلة من الفلسطينيين الراغبين في بلوغ الأراضي المحتلة أو القدس والضفة، ولا يسمح عادة بالسفر عبره إلا بعد جهود شاقة ومقابلات مع المخابرات الإسرائيلية.

وأصدرت إسرائيل اليوم قراراً بمنع سفر المرضى الفلسطينيين إلى مشافيها أو المشافي بالقدس والضفة نتيجة وجود اسم دولة فلسطين على تحويلاتهم الطبية، وكان أبلغ الارتباط الفلسطيني بذلك قبل ثلاثة أيام.

ودعت وزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والصحية للتدخل لوقف ما سمته السياسات الإجرامية التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد المرضى، وفق ما ذكر الناطق باسمها أشرف القدرة.

وقال القدرة لـ"الجديد": إن منع المرضى من السفر لتلقي العلاج يؤكد استخفاف الاحتلال الإسرائيلي بحياة المرضى وانتهاك صارخ لحقوقهم التي كفلها القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.

في الأثناء أكد مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان الحقوقي البارز، عصام يونس لـ"الجديد" أن ما قامت به السلطات الإسرائيلية من منع سفر المرضى من غزة تصعيد خطير يمس حقهم ويخالف المواثيق الدولية.

وذكر يونس أن التبرير الإسرائيلي "غير منطقي لأن الترويسة وشعار دولة فلسطين بدأ استخدامه فلسطينياً في مارس الماضي عقب الحصول على الاعتراف الأممي بدولة مراقب"، كما أنها قبلت به في أوقات سابقة وتعاملت مع الأمر.

وأكد يونس أن الإجراء الإسرائيلي الجديد يهدد حياة مئات المرضى في القطاع الذين حصلوا على تحويلات طبية نتيجة خطورة أوضاعهم الصحية وصعوبة حالاتهم المرضية وعدم قدرة مشافي غزة على متابعة وعلاج أمراضهم.

وقبل ذلك أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بياناً قال فيه: إن الإجراءات الإسرائيلية الجديدة تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، كما أنها تشكل نوعاً من أنواع المعاملة أو العقوبة القاسية واللا إنسانية والمهينة.

ودعا المركز المجتمع الدولي بما في ذلك الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، الى الوفاء بالتزاماته وتحمل مسؤولياته في اتخاذ إجراءات فورية لوضع حد لانتهاكات القانون الدولي الإنساني التي ترتكبها السلطات الحربية المحتلة ضد المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم المرضى. وان استمر وضع تحويلات المرضى هكذا، يعني ان المرضى امام ثلاثة خيارات: اما اللجوء الى مستشفيات مصر عبر معبر رفح الذي لا يفتح كثيراً ودفع مال اكثر او تغيير شعار دولة فلسطين او الموت انتظاراً.

المساهمون