إسرائيل تعدّ عدواناً على غزّة لإفشال المفاوضات

إسرائيل تعدّ عدواناً على غزّة لإفشال المفاوضات

12 فبراير 2014
هل تلجأ إسرائيل لحرب على غزّة لإفشال المفاوضات
+ الخط -

لم يعد سيناريو تنفيذ إسرائيل حملة عسكرية شاملة على قطاع غزة، بهدف تجميد المفاوضات التي يقودها وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع السلطة الفلسطينية، مجرد احتمال، بعدما قال رئيس طاقم المفاوضات في "منظمة التحرير الفلسطينية"، صائب عريقات، إن تل أبيب تتجه "لشنّ حرب جديدة على قطاع غزة لإفشال خطة كيري". وربط عريقات التحذيرات الإسرائيلية لقطاع غزة، والاعتداءات على المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني عموماً، بالمفاوضات الصعبة التي يخوضها الطرفان. وهذه هي المرة الأولى التي يتحدّث فيها كبير المفاوضين الفلسطينيين عن محاولة إسرائيلية للهروب من المفاوضات عبر التصعيد المستمر ضد غزة.

وفي غزة، اليوم، لا تستبعد الحكومة المقالة التي تديرها "حماس"، أن تكون تصريحات عريقات نابعة من معطيات لديه "وليس مجرّد تخمينات"، بحسب المتحدث باسم الحكومة المقالة، إيهاب الغصين، في حديث مع "الجديد". وقال الغصين إنّ "سجل إسرائيل حافل بالهروب من الاستحقاقات، وبجعل الآخرين يدفعون الأثمان من خلال الحروب"، مطالباً السلطة الوطنية بالمبادرة لوقف المفاوضات، والعودة للمصالحة مع "حماس والشعب لإنهاء الانقسام وتقوية الجبهة الفلسطينية الداخلية".

وفي السياق، رأى الكاتب والمحلل السياسي، إياد القرا، أنّ عريقات "ربما قرأ التصعيد الحالي ونبرة التهديدات ضد غزة على نحو خاص، رابطاً إياها بتجارب سابقة قامت فيها إسرائيل بالاعتداء على غزة ولبنان للهروب من استحقاقات داخلية وخارجية". ورجّح القرا، في حديث مع "الجديد"، أن يكون عريقات "أخذ علماً بالنوايا الإسرائيلية تجاه التصعيد من خلال احتكاكه بمسؤولي دولة الاحتلال".

ولإسرائيل سجلّ طويل في تصعيد الإعتداءات على الفلسطينيين للهروب من استحقاقات داخلية، كالخلاف على الحكومة والمناصب، وحتى للهروب من استحقاقات متعلقة بالمفاوضات مع الفلسطينيين.

وللانتخابات الإسرائيلية والتوازنات بين الأحزاب، علاقة دائمة بالحروب ضد الفلسطينيين وضد لبنان، إذ تفيد القاعدة بأنه كلما كانت لهجة التهديد مرتفعة من قبل أحزاب الدولة العبرية، يفوز الحزب الإسرائيلي المهدِّد.

وسبق لدولة الاحتلال أن لجأت إلى التصعيد العسكري لتكون بمثابة اختبارات؛ على سبيل المثال، قامت باغتيال الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أحمد الجعبري، في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، على الرغم من أن التهدئة مع المقاومة كانت في حينها سارية المفعول. لكن الدولة العبرية، إلى جانب تصفية حسابها القديم مع قائد عملية التفاوض في ملف الجندي الأسير جلعاد شاليط، أرادت اختبار النظام المصري الحاكم في حينها، الذي كان على رأسه الرئيس المعزول محمد مرسي.

المساهمون