إسرائيل تسعى لاتهام "الجهاد" باغتيال غليك: حجازي ليس وحيداً

إسرائيل تسعى لاتهام "الجهاد" باغتيال غليك: حجازي ليس وحيداً

31 أكتوبر 2014
إسرائيل زادت من إجراءاتها في القدس (فرانس برس)
+ الخط -

جاء إعلان الإذاعة الإسرائيلية أن تقديرات جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" ترمي لاحتمالات وجود شريك آخر للشهيد معتز حجازي، في محاولة اغتيال المتطرف الإسرائيلي يهودا غليك، مفاجئاً. خيوط العملية كان تم فكها بعد ساعات من المحاولة، عندما لاحق "الشاباك" وقوات الأمن الإسرائيلية حجازي، إلى منزله وقتلوه بعد أن منعوا أهله والجيران من تقديم المساعدة الطبية له.

ويأتي الإعلان الإسرائيلي في سياق محاولات إسرائيلية محمومة لتوريط جهات فلسطينية مختلفة بدءاً من "حماس" وصولاً إلى السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، فيما تطلق عليه إسرائيل الرسمية تحريض فلسطيني على القتل.

لكن وعلى الرغم من افتضاح هذه المحاولات الرسمية فإن إعلان "الشاباك"، اليوم الجمعة، يفي بمحاولة توريط فصيل فلسطيني بأكمله والأرجح في هذه الحالة حركة "الجهاد الإسلامي" بالعملية كلها، على اعتبار أن حجازي كان في السابق ناشطاً في الحركة وأسيراً محرراً، مما قد يخفف أولاً من وطء المسؤولية التي قد تقع على "الشاباك" نفسه فيما يبدو إسرائيلياً فشلاً ذريعاً للجهاز، تمثل في قدرة أسير محرر من "الجهاد الإسلامي" في الوصول للعمل في مطعم في مركز "ميراث بيغن" الذي يؤمه كبار المسؤولون في إسرائيل. وبالتالي فإن الاختباء وراء وجود شريك إضافي أو حتى فصيل في المحاولة من شأنه أن يخفف من حدة الفشل، لكنه لا يعفي مسؤولي "الشاباك" والشرطة من تهمة التقصير في حماية غليك، بعد أن تبين أن الأخير قدم أكثر من بلاغ حول تلقيه تهديدات من جهات فلسطينية.

ولعله من اللافت في هذا السياق الإشارة إلى ما ذكره الكاتب نير حسم، في صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، حول تقارير سابقة لـ"الشاباك" ومنذ العام 2008 ترصد ارتفاعاً في العمليات الفردية المنطلقة من القدس مقابل تراجع عدد تلك المنطلقة من الضفة الغربية، والاعتقاد بأن الخطر أو مصدر القلق الأساسي في السنوات الأخيرة هو من احتمالات وقوع عمليات فردية بمبادرة شخصية وغير منظمة. يأتي ذلك بعد أن وقعت في الأشهر الأربعة

الأخيرة لبدء "انتفاضة القدس" ثلاث عمليات ضد أهداف إسرائيلية نفذها فلسطينيون بمبادرات فردية كانت آخرها عملية الدهس التي نفذها الشهيد عبد الرحمن الشلودي، وعملية معتز حجازي في محاولته لاغتيال غليك، أمس الأول الأربعاء.

ويساهم الادعاء الأخير لـ"الشاباك" عملياً في دعم روايات واتهامات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن أحداث القدس منظمة ومدعومة من قبل جهات فلسطينية رسمية وغير رسمية، كاتهامه لعباس، بالمسؤولية عن التحريض "الدموي" على قتل اليهود، واتهامات رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست ميريت رجيف، أن الفلسطينيات المرابطات في الأقصى يتلقين دعماً مالياً مقابل وجودهن هناك.

ومع أنه لا يمكن إسقاط أو إلغاء قدرة التنظيمات والفصائل الفلسطينية المختلفة على إخراج وتنفيذ عمليات في القدس، إلا أنه من الواضح في المرحلة الحالية أن الفصائل المختلفة تحاذر، أو تبتعد عن الزج بالأسلحة النارية وبعمليات منظمة يمكنها أن تضرب البعد الشعبي للانتفاضة العفوية في القدس، المندلعة على الرغم من التعتيم الإعلامي عليها، منذ جريمة قتل الشهيد محمد أبو خضير. في حين تواصل السلطة الفلسطينية التمسك بالتنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال، مع كل ما يترتب على ذلك من تقييد نشاط وعمل المنظمات والفصائل الفلسطينية المختلفة في الضفة الغربية، ناهيك عن حظر نشاطها في القدس المحتلة.