معتز حجازي: تصدّى للاحتلال حتى الشهادة

معتز حجازي: تصدّى للاحتلال حتى الشهادة

31 أكتوبر 2014
أمضى عشر سنوات في العزل الانفرادي (فرانس برس)
+ الخط -
يسلّط استشهاد الأسير الفلسطيني المحرّر، معتز إبراهيم حجازي (32 عاماً)، فجر أمس الخميس، على يد قوات الاحتلال، في حي الثوري في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، الضوء مجدداً على مسيرة هذا الشاب المقدسي، الذي لطالما جاهر بتصدّيه للاحتلال، خلال فترة اعتقاله في سجونه وبعد إطلاق سراحه منها.

وكانت قوات الاحتلال، داهمت منزل حجازي، غداة اطلاقه النار ليل الأربعاء ــ الخميس، على مهندس اقتحامات الأقصى، وأحد أبرز الداعين إليها، يهودا غليك، في محاولة لاغتياله، ما أدى إلى اصابته إصابة حرجة. وتبيّن ظروف العمليّة، أن حجازي كان على دراية مسبقة بتحرّكات غليك وأصاب هدفه، في منطقة أمنيّة بامتياز، غالباً ما تشهد إجراءات إسرائيلية مشدّدة.

يجمع عارفو حجازي، على أنّ ما قام به، لا يشذّ عن مسيرته النضاليّة في التصدّي للاحتلال، وسبق له أن أشار في تصريحات صحافيّة، عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال، أنّه سيكون "شوكة في حلق المشروع الصهيوني لتهويد القدس"، معرباً عن "فرحته القوية للإفراج عنه من سجون الاحتلال وبعودته إلى القدس، لأنه سيكون بين أهله وشعبه، المرابطين الذين يتعرّضون يومياً للمضايقات وما زالوا ثابتين ومرابطين على أراضيهم".

ويشير كل من يعرف حجازي، إلى أنّه كان دائم الرباط في المسجد الأقصى، خصوصاً في الفترة الأخيرة، ودأب على الصلاة فيه.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت حجازي في العام 2000، وأصدرت بحقّه حكماً بالسجن لست سنوات، بتهمة المشاركة في "انتفاضة الأقصى". وبعد اعتقاله والحكم عليه، أُضيف إلى حكمه الأصلي نحو خمس سنوات أخرى، وجرى عزله انفرادياً بتهمة طعن سجانين لمرتين، ما جعله يمضي أكثر من عشر سنوات في العزل الانفرادي، من أصل 11 عاماً ونصف العام، قبل أن يُطلق سراحه في حزيران/يونيو 2012.
بطولة معتز وتحدّيه لسلطات الاحتلال التي لطالما اساءت معاملة الأسرى في سجونها، دفعه إلى طعن أحد ضباط وسجاني الاحتلال، بآلة حادة، عقاباً على معاملته للأسرى معاملة قاسية والتنكيل بهم. ونتيجة ذلك، حكمت سلطات الاحتلال عليه، بالسجن لثلاث سنوات ونصف سنة تضاف إلى حكمه الأصلي، إضافة إلى عزله.
ولم يَخف حجازي، آنذاك، من تداعيات فعلته والعقاب الذي ترتّب عليها، ولم تنل سنوات السجن الإضافية من إرادته، فأقدم مجدداً على طعن ضابط آخر، ما تسبب بحكم جديد بحقه، قضى بسجنه لمدة عامين ونصف عام إضافيين، وإحالته مجدداً إلى السجن الانفرادي.
وعلى رغم معاناته في سجون الاحتلال، خرج حجازي من الاعتقال أكثر عزماً وتصميماً. لم يتردّد في مقابلاته الصحافيّة، في الإشارة إلى ما يتعرّض له الأسرى في سجون الاحتلال، مؤكداً مراراً أنّه لم ينساهم. دعاهم إلى الصمود لأنهم "أبطال الشعب الفلسطيني"، وقال إنّهم "بعزيمتهم وتضحياتهم يستطيعون تحقيق المعجزات، باعتبار أنّ الشعب الفلسطيني يحتاجكم أكثر مما أنتم تحتاجونه". وكرر في أكثر من مناسبة التأكيد على أنّ الهدف من سوء معاملة الأسرى "تحطيمهم جسدياً ومعنوياً"، معتبراً أنّهم "بإيمانهم وإراداتهم استطاعوا أن يصمدوا، فمن غير الممكن كسر أو تحطيم إرادة أسير توجد لديه عقيدة قويّة".
وبعد أن أكّدت سلطات الاحتلال وقوف حجازي خلف محاولة اغتيال غليك، وصادرت مسدساً كان بحوزته بعد قتله فجر أمس على سطح منزله، حيث تركته ينزف حتّى الموت، أفادت الصحافة الإسرائيليّة بأن حجازي عمل في مقهى يقع بالقرب من مركز بيغن للدراسات في القدس الغربيّة، وهو المركز الذي نفّذ بالقرب منه محاولة اغتيال كليغ.
وباركت الفصائل الفلسطينيّة، على اختلاف توجهاتها، عملية حجازي، معتبرة إياها ردة فعل طبيعية على جرائم سلطات الاحتلال، وتماديها في التعدّي على المقدّسات والمسجد الأقصى، واستفزاز الفلسطينيين، في القدس المحتلّة.

المساهمون