أفغانستان: اتفاقية بين مرشحي الرئاسة لتشكيل حكومة وحدة

08 اغسطس 2014
كيري يدعو للعمل على تشكيل حكومة مشتركة (هارون سابون/الأناضول/Getty)
+ الخط -

وقع مرشحا الرئاسة الأفغانية، أشرف غني أحمد زاي، وعبد الله عبد الله، اتفاقية بينهما لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ووعد المرشحان المتخاصمان في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في كابول، بالتعاون بينهما لمواصلة عملية التدقيق لمعرفة المرشح الفائز في الانتخابات، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتقوية علاقة العمل بينهما في الحكومة الجديدة.

وجاء الاتفاق بين الطرفين على تقاسم السلطة نتيجة الجهود التي بذلها كيري لحل معضلة الرئاسة الأفغانية. واتفق الطرفان على التعاون في عملية التدقيق في أصوات انتخابات الجولة الثانية، بيد أنه لم تظهر أي معلومات حتى الآن حول كيفية تشكيل الحكومة وتقاسم السلطة بين المرشحين.

وقال زاي، الفائز برئاسة أفغانستان حسب النتائج الأولية، إن "الاتفاقية تم التوقيع عليها نظراً للظروف الراهنة التي تسود أفغانستان والمنطقة برمتها"، وإنه لا يريد تكرار تجربة العراق في أفغانستان، لذا رضي "بتقاسم السلطة" مع منافسه، و"تشكيل حكومة وحدة وطنية".

وشدد على أنه "سيعمل مع منافسه عبد الله على تشكيل حكومة جديدة وتقوية علاقة العمل بينهما في الحكومة الجديدة"، بينما شكر عبد الله، كيري، ومندوب الأمم المتحدة في أفغانستان، يان كوبش، على الجهود التي بذلاها في سبيل الوصول إلى الاتفاقية.

وشدد المرشحان على أن الاتفاقية تأتي في إطار الدستور الأفغاني، ولا يوجد فيها شيء خارج عن الدستور.

من جهته، لمّح كيري إلى أن الوضع الأمني في أفغانستان لا يسمح بالخلافات، ويتعين على المرشحين تشكيل حكومة جديدة حتى نهاية شهر أغسطس/آب الجاري.

وأكد أن هذه الاتفاقية نهائية، داعياً كافة الأطراف الأفغانية المعنية إلى التعاون مع عملية التدقيق في أصوات ااإنتخابات، والعمل على تشكيل الحكومة.

بدوره، أوضح الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته، حميد قرضاي، خلال اجتماعه مع كيري، أن النزاع بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية أثر على حياة المواطن، والوضع في أفغانستان بشكل عام. وقال إن الشعب الافغاني الذي شارك في عملية الاقتراع بالرغم من التهديدات الأمنية، ينتظر بفارغ الصبر نتيجة الانتخابات.

وأشار كرزاي إلى أن مسلحي "طالبان" يستغلون الوضع السياسي في البلاد، ويكثّفون من عملياتهم ضد الجيش الأفغاني، وطلب من المرشحين للرئاسة التعاون مع عملية التدقيق في الأصوات، ومن لجنة إنهاء العملية إعلان نتيجة نهائية حتى نهاية الشهر الحالي.

وكان كيري، الذي وصل مساء أمس الخميس، في زيارة مفاجئة إلى كابول، قد التقى مرتين بالمرشحين للرئاسة الأفغانية، وتمكن من إقناع المرشحين بالتوقيع على الاتفاقية.

وقال المحلل السياسي أبرار أحمد، إن "الرئيس الأفغاني، ونائبه يونس قانوني، كان لهما دور بارز في التوصل إلى الاتفاقية".

من جهته، اعتبر المحلل السياسي أبرار خان، أن "الاتفاق على حكومة وحدة وطنية وتقاسم السلطة بين المرشحين كان أمراً ضرورياً لتجنيب البلاد الفوضى".

لكن بعض المواطنين أعربوا عن انزعاجهم الشديد تجاه الاتفاقية. وتساءل، محمد عبيد الله، أحد سكان إقليم ننجرهار عن نتائج الانتخابات، ومشاركة الشعب فيها، إذا كان المرشحان قد رضيا بوساطة أميركية، تشكيل حكومة ائتلافية.

وقال مواطن آخر يدعى إسماعيل "لماذا خرجنا إلى مراكز الاقتراع في ظروف أمنية صعبة؟ وما نتيجة مشاركتنا في الانتخابات؟ إذا كانت النتيجة تشكيل حكومة مشتركة، وبوساطة أجنبية".

في هذه الأثناء، تستمر عملية التدقيق في أصوات الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وقال المتحدث باسم لجنة الانتخابات الوطنية، نور محمد نوري، إن "العملية ستستمر بلا تعليق، وإن اللجنة ستعلن الفائز النهائي برئاسة أفغانستان حتى نهاية شهر أغسطس/آب الجاري".

يُذكر أن عملية الدقيق قد تم الاتفاق عليها أثناء زيارة كيري إلى كابول الشهر الماضي، والتي جاءت عقب رفض عبد الله النتائج الأولية للجولة الثانية، والتي أظهرت نجاح منافسه زاي، لكن عملية التدقيق المتفق عليها بين الطرفين قد تعثرت مرات عدة نتيجة الخلافات بين مندوبي المرشحين.

المساهمون