أغانٍ بين الفن والثورة

25 يناير 2015
عمرو دياب
+ الخط -
كانت ثورة 25 يناير بالتأكيد حدثاً هاماً في تاريخ مصر، وكان لا بد للفنانين من التفاعل مع هذه الثورة والشعور بمسؤولية الدفاع عنها من خلال سلاح الفن، فظهرت أغنيات كثيرة أثناءها وبعدها، أهداها لها نجومها لتكون شاهدة على موقف سياسي لا يمكن معرفة نواياه الحقيقية بين من غنّى حباً في أمّ الدنيا، ومن غنّى حباً في زيادة شعبيته فيها.

لكن بعيداً عن تقصي حقيقة الموقف الإنساني أو الانتهازي، نجد أن هذه الأعمال ستظل في ذاكرة الناس، ولعل أشهرها وأولها، هي أغنية "صوت الحرية" التي قدمتها فرقة "وسط البلد"، إذ حققت مشاهدات عالية حين تمّ طرحها على يوتيوب، خاصة أن تصويرها كان واقعياً ونقل صوراً من داخل الميدان.

في حين نجد اسماً لامعاً آخر في مضمار الأغاني الثورية وهو حمزة نمرة، الذي قدّم أكثر من عمل، مثل "الميدان" ، و"الوشوش" و"اقولك ايه" وغيرها، كما نجد له موقفاً مشرفاً آخر، إذ كان سبّاقاً في دعم الثورة التونسية التي أهداها أغنية "هيلا يا مطر"، ليستحق بذلك لقب "مطرب الثورة" عن جدارة.

وعلى صعيد النجوم المعروفين، غنّت شيرين "بلدي" و"الله أكبر عليهم" أما الكينغ محمد منير الشهير بتماهيه في هويته المصرية فقد أهدى الثورة أغنيتين هما "حقك علينا" و"ازاي"، التي سجلها قبل الثورة ولكنها واكبت أحداثها.

كما نجد أغنية بعنوان "مصر قالت" لعمرو دياب التي لحنها بنفسه من كلمات مجدي النجار، والتي حاول بها تحسين صورته الوطنية، بعد مغادرته مصر في بداية الأحداث، إذ تمّ اتهامه بعدم الاهتمام بما يحصل لأبناء بلده والفرار بجلده.

لكن مع ذلك تبقى صورة عمرو دياب أفضل بكثير من صورة تامر حسني الذي كان له موقف معاد تماماً للثورة في بدايتها، مما جعله يتعرض للضرب في ميدان التحرير، ولكنه ندم فيما بعد على ما يبدو، فقرر أن يقدم ثلاث أغنيات تقربا من الجمهور وهي "شهداء 25" و"إيد على إيد" و"صباح الخير يا مصر"، لتذهب محاولاته أدراج الرياح ويفقد قسماً كبيراً من شعبيته في بلده.

أما أنغام، فسجلت موقفها بأغنية "يناير"، وهو نفس ما أقدم عليه عدد كبير من المطربين مثل هاني شاكر، المعروف بهدوئه ورومانسية أغنياته، فكان من غير المتوقع أن يخرج عن صمته ويسجل موقفه من خلال أغنية "ايد وحدة"، وهو الأمر ذاته الذي أقدم عليه إيهاب توفيق في أغنية "ابن مصر"، كما غنّى المطرب الشاب خالد سليم أغنية "على بالي" في حين قدّم محمد حماقي عملا بعنوان "دايما عايشين"، وغنى حمادة هلال لضحايا الثورة في " شهداء 25".

لكن الجدير بالذكر هو أن ظاهرة الأغاني التي رافقت ثورة 25 يناير أو التي تناولتها بشكل أو بآخر، أعلنت عن تفوق المطربين الشباب على غيرهم، فالأغنيات التي حققت صدى واسعاً وملموساً كانت تلك التي جاءت من رحم الثورة ومن يومياتها، وربما كان فيها صدق وشجاعة أكثر من غيرها، وكان عددها كبيراً، فمنها أغنية أحمد مكي "25 يناير" التي قدّمها مع محمد محسن، إضافة إلى "يا بلادي" لعزيز الشافعي ورامي جمال؛ والتي تعدّ أول أغنية تتحدث عن الشهداء ، و"سألوا الشهيد" لتامر عاشور، و"الله يا مصر" لريهام عبد الحكيم و"الأجزخانة" لمحمد العسيلي وغيرها. ولا شك في أن قائمة هذه الأعمال ما زالت طويلة، مثلما كانت قائمة الشهداء طويلة في مصر والعالم العربي.

تابعونا: #ثورات_تتجدد

المساهمون