أعداء الأمس..أصدقاء اليوم

أعداء الأمس..أصدقاء اليوم

31 اغسطس 2014
الكرة تصنع المعجزات وتحوّل العداوات إلى صداقات
+ الخط -

لطالما كانت مقولة "أعداء الأمس...أصدقاء اليوم" طاغية على المشهد في عالم السياسة، فجرت العادة أن تحل المحبة والصفاء، والقرب والوصال بين الدول بعد سنوات طويلة من القطيعة والهجران، هذه المقولة لم تعد الآن تقتصر على عالم السياسة ففي عالم كرة القدم أيضاً يُصبح خصم الأمس صديق اليوم، كما يتحول صديق اليوم إلى عدو الغد.

فابريجاس-مورينيو
وتنطبق المقولة السابقة تماماً على ما حدث مع صانع ألعاب فريق تشلسي الإنجليزي، الدولي الإسباني سيسك فابريجاس، الذي وجد نفسه مضطراً للعب تحت إشراف المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، رغم فتور العلاقة بينهما حيث كان "سيسك" خصماً عنيداً لـ"مورينيو" سواء عندما كان يُدافع عن ألوان فريقه السابق برشلونة، أو حتى حينما لعب في صفوف فريق أرسنال.

ولم يدر في أذهان أي أحد من عُشاق الساحرة المستديرة في شتى بقاع الأرض أن يلعب متوسط ميدان فريق برشلونة الإسباني السابق، تحت إشراف المدرب البرتغالي المُثير للجدل في يوم ما، لا سيّما في ظل حرب التصريحات التي دارت بينهما على مدار السنوات القليلة الماضية.

وسيتعيّن على اللاعب الإسباني الذي انتقل إلى صفوف "البلوز" قادماً من صفوف برشلونة الإسباني، مقابل 26 مليون جنيه استرلينى لمدة 5 مواسم مقبلة، أن ينجح في طي صفحة تاريخ طويل -يمتد إلى 7 أعوام-من الخلافات بينه وبين مدرب فريقه الجديد؛ وذلك إذا ما أراد تحقيق النجاح الكبير داخل أسوار ملعب "ستامفورد بريدج".

واصطدم اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً مع مدربه الجديد في مرات عديدة قبل أن يعملا معاً في صفوف فريق تشلسي، إذ بدأت قصة الخلاف بينهما في نهائي بطولة كأس رابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا "كارلينج كاب" في فبراير 2007، حين اشتبك اللاعب الإسباني، الذي كان "آنذاك" يلعب في صفوف فريق أرسنال الإنجليزي، مع "مورينيو" خلال حادثة طرد الثلاثي أديبايور، كولو توريه، وجون أوبي ميكيل.

ورغم رحيل المدرب البرتغالي إلى صفوف نادي إنتر ميلان الإيطالي، ومن ثم إلى صفوف فريق ريال مدريد الإسباني؛ وعودة "فابريجاس" إلى أحضان ناديه الأم "برشلونة" إلا أنّ الخلاف بين كلاهما لم ينتهِ، فبدا لافتاً خلال مباراة نهائي كأس السوبر الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة أنّ ثمّة جفاءً بينهما كان واضحاً للعيان.

ولم ينسَ "مورينيو" تفاصيل ما حدث بينهما في عام 2007، وأراد على طريقته المثيرة للجدل الرد على "فابريجاس" حيث التقطت عدسات المصورين "صورة" للمدرب البرتغالي وهو يُوجه ركلة للاعب أثناء تألمه على الأرض بعد تدخل عنيف في مباراة كأس السوبر الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة، التي أقيمت على ملعب "كامب نو" في أغسطس من عام 2011.

"فابريجاس" هو الآخر بدا يتجرع تلك الكراهية التي يضمرها لاعبو "برشلونة" لمترجم النادي الكاتالوني السابق، ولم يُفوت بين الفينة والأخرى أي فرصة للهُجوم على مدرب تشلسي الإنجليزي الحالي، كان آخرها عقب الفوز الذي حققه فريقه السابق "برشلونة" على مانشستر سيتي الإنجليزي، في ذهاب الدور الـ 16 من منافسات دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، حين أكّد أنّ أداء فريقه قد "أخرس" ألسنة جميع المشككين، على رأسهم "مورينيو".

ورغم كل ما حدث مُسبقاً بين اللاعب الإسباني والمدرب البرتغالي؛ فاجأ "فابريجاس" الجميع خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، وأعلن عن انتقاله إلى صفوف نادي "تشلسي" الإنجليزي، الذي يقوده المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، في خطوة أثارت دهشة الملايين من عُشاق الساحرة المستديرة؛ الذين أصبحوا في حيرة من أمرهم، ولم يجدوا تفسيراً لهذا السؤال "كيف سيلعب "فابريجاس" تحت قيادة المدرب البرتغالي؟".

واعتبر مراقبون أنّ ما حدث مع اللاعب الإسباني ومدربه الجديد هو مجرد "تقاطع مصالح" فالمتتبع لمسيرة المدرب البرتغالي يرى أنه يُمني النفس في تعويض موسم ماضٍ شاحب لم يذق فيه النادي اللندني طعماً للألقاب، ولن يجد بكل تأكيد أفضل من "فابريجاس" في سعيه للظفر بالألقاب، لا سيّما في ظل الخبرة الكبيرة التي يمتلكها اللاعب في ملاعب كرة القدم الإنجليزي.

في المقابل، يتطلع متوسط ميدان نادي برشلونة الإسباني السابق، لاستعادة شيئاً من بريقه الذي فقده خلال "فترة العودة الفاشلة" إلى صفوف ناديه الكاتالوني السابق، وهو ما يحدث حتى الآن خلال مباريات "تشلسي" فقد سطّر "فابريجاس" بداية أكثر من رائعة أثبت من خلالها أنه عائد بقوة إلى ملاعب كرة القدم الإنجليزية.

تشابي ألونسو-جوارديولا
وعلى غرار ما حدث مع "مورينيو- وفابريجاس" وجدّ متوسط ميدان نادي ريال مدريد الإسباني السابق، تشابي ألونسو، هو الآخر نفسه مضطراً للعب تحت إشراف مواطنه المدير الفني لنادي بايرن ميونخ الألماني، بيب جوارديولا، رغم الحادثة الشهيرة بينهما في "الكلاسيكو" الإسباني عام 2010.

وأعلن نادي بايرن ميونيخ الألماني تعاقده مع لاعب وسط نادي ريال مدريد الإسباني السابق، تشابي ألونسو، وذلك لتعويض رحيل متوسط الميدان الألماني، توني كروس، في خطوة أثارت دهشة جماهير نادي العاصمة الإسبانية، لا سيّما في ظل الحادثة الشهيرة بين المدرب الإسباني ومواطنه، منذ أن كان الأول يُشرف على تدريب فريق برشلونة، الغريم التقليدي للريال، الذي كان يلعب له "ألونسو".

ونشبت مشادة كلامية عنيفة بين مدرب نادي برشلونة الإسباني السابق، ولاعبه الجديد، خلال مباراة "الكلاسيكو" التي جمعت بين قطبي الكرة الإسبانية، في ملعب "كامب نو" ضمن المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم، عام 2011.

المدرب الإسباني تجاهل هذه الحادثة خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد مساء أمس عقب إعلان النادي البافاري رسمياً عن تعاقده مع مواطنه "ألونسو" الوافد الجديد للفريق البافاري، مُشيداً بمواطنه الوافد الجديد إلى صفوف فريقه بالتأكيد على أنّه "لاعب محترف متميز، وشديد الذكاء".

المساهمون