أسبوع ثانٍ على معارك العراق: 6 ملاحظات عسكرية

أسبوع ثانٍ على معارك العراق: 6 ملاحظات عسكرية

08A6C6A7-5596-4EDC-ACA9-A8FCF4C66DBF
عبد الوهاب القصاب

خبير عسكري، وكاتب وباحث، ضابط سابق برتبة لواء في الجيش العراقي

18 يونيو 2014
+ الخط -
 

طوت معارك العراق بين القوات الحكومية من جهة، والفصائل المسلحة من جهة ثانية، أسبوعها الأول، لتبقى المبادرة العسكرية بيد تلك الفصائل المسلحة التي تمكنت من تثبيت تقدمها، وتوسيع مناطق سيطرتها. وفي هذا السياق، يمكن تسجيل ست ملاحظات عسكرية على سير التطورات في الساعات الماضية:

1 ــ حاولت القوات الحكومية استعادة المبادرة فلم تنجح، وفشلت محاولاتها لاستعادة مناطق سقطت بيد قوات المعارضة. وأهم فشل واجهته القوات الحكومية، هو محاولة هجومها المضاد لاستعادة السيطرة على مدينة تلعفر، استعداداً للتوجه نحو الموصل.

2 ــ في ديالى، وسّعت قوات الفصائل المسلحة مجال انتشارها باتجاه مدينة بعقوبة، وسيطرت على منطقة المفرق. وبذلك، أغلقت الطريق باتجاه بغداد، كما حققت موطئ قدم في المدينة الواقعة شرق نهر ديالى.

3 ــ في الأنبار، فرضت قوات الفصائل المسلحة سيطرتها على القائم، المنفذ الحدودي مع سوريا. وبذلك، تكون قد أغلقت منفذاً كان يُستخدم لإيصال الجنود والعتاد لقوات النظام السوري. وبعدما سحبت الحكومة العراقية قواتها من المنفذ الآخر مع سورية في طريبيل، تكون الأنبار قد أغلقت بالكامل أمام القوات العراقية الحكومية مع سورية والأردن.

4 ــ بالنسبة لمحافظة صلاح الدين، حقق مقاتلو الفصائل المسلحة إنجازاً كبيراً واستراتيجياً بسيطرتهم على أكبر مصفاة (بيجي) للنفط في العراق، وعلى عقدة منظومة خط الأنابيب الناقلة لنفط كركوك، وعلى الخط الاستراتيجي الناقل للنفط بين الجنوب والشمال.

5 ــ اندلعت معارك عنيفة بين الفصائل المسلحة وقوات الحكومة ومجموعات المتطوعين إلى جانبها، المتقدمين من الجنوب باتجاه سامراء بين الدجيل وبلد. وتفيد الأنباء بصد الهجوم وانسحاب القوات الحكومية والميليشيات بعد تكبدها خسائر فادحة.

6 ــ في أطراف بغداد، تمت مهاجمة القوات الحكومية في الطارمية، المعروفة بأنها من مناطق الولاء الشديد للفصائل والعشائر المناهضة للحكومة. كما أنه تم تسجيل عمليات عسكرية لقوات الفصائل المسلحة في منطقة الدورة، جنوب بغداد، حيث تفيد المعلومات بإسقاط مروحية لقوات الحكومة فيها. وفي منفذ سبع البور، شمال غربي بغداد، تم قصف مقر الفرقة السادسة لقوات الحكومة بصواريخ من طراز "سي 8".



من الجهة الحكومية

فقدت القوات الحكومية، على ما يبدو، قدرتها على القتال النظامي. ولعل أبرز دليل على ذلك هو هزيمتها في تلعفر، رغم أن قيادة عمليات الجزيرة، بإمرة الفريق الركن محمد محسن، هي التي كانت تقود الدفاع عن تلعفر، علماً أنها كانت معدّة لقيادة الهجوم المضاد لاسترداد الموصل.

لقد أحال المالكي قادة عمليات نينوى، وهيئة أركانه وقائد عمليات دجلة إلى التقاعد. لكن لم يُتَّخَذ قرار مماثل بحق قائد آخر هو الفريق عبود قنبر، المقرّب من المالكي، ومن أبناء قبيلته، وهو أيضاً من الفارين إلى أربيل. وتشير المعلومات المسربة إلى تكليف قنبر بإعادة تنظيم وتسليح الجيش.

وفي مؤشر إلى يأس القوات الحكومية إزاء هزيمتها في بعض المناطق، تؤكد المعلومات أنها قامت، بعدما أُرغمَت على الانسحاب من كل من المقدادية، ومفرق بعقوبة، وتلعفر، بارتكاب مجازر راح ضحيتها العشرات من المعتقلين في سجونها، حتى أن أحد الناجين يتحدث عن عملية إحراق لأسرى المقدادية.

المساهمون