أرض اليمن.. ملعب الآخرين

أرض اليمن.. ملعب الآخرين

16 يوليو 2014
+ الخط -

كانت تعرف بحركة الشباب المؤمن، وأصبحت تسمى حركة أنصار الله، وهي حركة دينية مسلحة، تتخذ من صعده في اليمن مركزاً رئيسياً لها، لكن اسمها المتداول يبقى جماعة الحوثي، أو الحوثيين، نسبة إلى مؤسسها حسين الحوثي الذي قتل على يد القوات اليمنية عام 2004، ويعد الأب الروحي للجماعة، التي تأسست عام 1992، رافعةً شعار رفض التهميش والتمييز ضدها من الحكومة اليمنية.

طفت هذه الجماعة على السطح بشكل غامض، ليصنفها النظام اليمني السابق، أنها حركة دينية مناهضة للحكم الجمهوري، وبعد ذلك، مرت في تقلبات عديدة، وتعددت فيها الآراء والمسميات، قبل أن تخوض حروبها الست مع علي عبد الله صالح، وبعض قياداته، الذين كانوا شركاء أساسيين في صناعتها، وكانوا يعمدون إلى إثارة أحقادها كلما اشتد إخفاقهم في إدارة أزمات البلاد.

بالعودة إلى ماضي الجماعة، ومحاولة فهم الأسباب التي جعلت من جماعة الحوثي، اليوم، قوة تشكل خطراً على الدولة اليمنية، بحجة أنها تواجه التهميش والتمييز الحكومي ضدها، يجب التذكر دوماً أن النظام السابق هو من سمح لإيران والسعودية بالعبث في السيادة اليمنية، حتى أصبح صراعهما يترجم على أرض اليمن، ومن دم شعبه على يد جماعاتٍ، مثل جماعة الحوثي.

واستغل الطرفان مقولات دينية مقتنعين بها، كما عزفا على أوتار التباين بين المذاهب الإسلامية وأتباعها، ليكسب كل منهما طرفاً ينفذ له ما يرتئيه في مواجهة الطرف الآخر على أرض اليمن. في ظل هذا الحال، لن تستطيع الدولة التفرد بإدارة الأزمات الداخلية، حتى لو أن النظام السابق قد رحل، وستصبح الدولة اليمنية، جغرافيا ومؤسسات، مرتعاً لتخريب هذه الجماعات.

avata
avata
سعيد النظامي (اليمن)
سعيد النظامي (اليمن)